يَاقُوتَةٌ مِنَ الْبُسْتَانِ الْعَالِي
سعيد ساجد الكرواني
وَرِيدُ الْحُرُوفِ سَمِيرٌ يُؤَلِّفُ بَيْنَ صَبَابَاتِ طِفْلٍ وَأَوْبَاتِ طَيْرٍ
لِيَمْتَشِقَ الرُّوحَ، يُهْدِي الرَّبِيعَ إِلَى الْقَرْيَةِ الْخَاوِيَةْ
فَضَاءً وَمَاءً وَإِشْرَاقَةً يَانِعَةْ
لِنَبْضٍ يُلَبِّي نِدَاءَ السَّمَنْدَلِ يَشْتَاقُ قَطْعَ الْمَسَافَاتِ
لِلْقُبْلَةِ الْتَقْتَفِي أَثَرَ الْقُبْلَةِ الْهَادِيَةْ
وَنُوراً يُهَدْهِدُ هَذَا الثَّبَجْ
فَهِمْتُ أُطَمْئِنُ غُرْبَةَ شَوْقِي
وَرُحْتُ أُلَمْلِمُ ذَرَّاتِ عِشْقِي
لِتُغْرِقَنِي الذِّكْرَيَاتُ الزَّكِيَّاتُ قَلْبَ مَرَايَا اللُّجَجْ
وَفِي قِبْلَةِ الصُّبْحِ وِرْدٌ يَزِيدُ بَيَاضَ الْمُهَجْ
هُدَى جِذْوَةِ الْوَقْدَةِ الْمَائِيَةْ
تَرِفُّ جَوَانِحُ مَاءِ الْعُيُونْ
لِسَبْحٍ عَلَى الْبَحْرِ سَيْراً عَلَى الرِّيحِ صُنْتُ الْأَمَانِي
عَنِ الْقَبْسَةِ النَّائِيَةْ
تَوَشَّحْتُ قِنْدِيلَ عِشْقِي
وَشَوْقِي
إِلَى الْأَبْيَضِ الْمُنْتَقَى وَرْدُهُ نَفْحَةٌ هَامِيَةْ
تَوَجَّهَ تَاجُ الْفُؤَادِ لِنَبْضٍ رَقِيقْ
وَصَدْحٍ عَرِيقْ
سَنَا صَمْتِهِ نَافِذٌ فِي الْأَثِيرْ
لِيُذْكِيَ سِعْرَ الْحَرِيقْ
تَطُوفُ الْبَشَارِشُ وَالنَّوْرَسَاتُ بِبَيْتٍ عَتِيقْ
لِجَنْيِ الرَّحِيقْ
فَطِبْتُمْ أُهَيْلاً أَتَى مِنْ مَدَى كُلِّ فَجٍّ عَمِيقْ
لِيَنْهَلَ مِنْ صَفْوِ ذَاكِ الْعَقِيقْ
وَهَذَا السَّنَاءِ الرَّقِيقْ
بِسِحْرِ الْبَرِيقْ
وَبَعْدَ اخْضِرَارِ الْمُنَى وَبَيَاضِ الطَّلَبْ
أُنِيلَ الْفَتَى بَسْمَةَ الْمُبْتَغَى وَالْأَرَبْ
بِنَسْخٍ لِأَوْطَارِ زَهْرِ الْيَبَابْ
بِفَتْحٍ لِبَابِ اللُّبَابْ
إِلَى الْوَرْدَةِ الدَّائِمَةْ.