مِنْ ثَغر الفناجين
11كانون12010
المقنّع الثوري
المقنّع الثوري
يـا قَـهوة الشعر، ما قلَّتْ تـأتـينَ من فوق جمرٍ، مثلُه كبدي الـلـيـلُ جاءَ، فهلْ نشكو مواجعَنا لا فـرقَ عـنـدي، فأيامي مُعَلْقمةٌ هـلْ تـعلمين؟ أنا يا قهوتي رَجلٌ أنـا قـبـيـلـةُ أحلامٍ، مَضاربُها أنـا خـريـطـةُ آلامِ الذينَ مَشَتْ أنـا دمـوعُ ضحايا القهرِ، أجمعُها أنـا حـديـقـةُ آمـالٍ، يميلُ على وإنْ سـألـتِ عن التكوينِ قلتُ أنا * * * يا قهوةَ الشّعرِ عُذراً إنْ طَغى وَجَعي أنـا الغريبُ، وأنتِ الأهلُ أجمعُهمْ ومَنْ يُداوي جراحَ الروحِ إنْ نَزَفَتْ حـمـلتُ همَّ بني قومي على كتفي حـيثُ اتجهتُ أرى في أمتي صنماً كـم أتـقنَ الطعنَ، لكن في رعيّتهِ وكـمْ تَـنَـعّـم مأجورٌ.. بحضرتِهِ فـي كـلِّ يـومٍ لـهُ قانونُ مَهزلةٍ أقـول إسـمـعْ، ولـكن مالهُ أُذُنٌ فـالـنفسُ إنْ عَجَنَ الطغيانُ طينتها * * * يـا قهوةَ الشعرِ، إنّ القهرَ حاصرني وَاْحـرَّ قـلـباهُ، إنَّ الغيظَ يجلدني كـيـف التوازنُ نفسياً، وفي وطني ومـا أقولُ لعقلي وهو يصرخُ بي: أوّاهُ يـا وَطـنـاً قـدْ خيّطوا فَمَهُ مـتـى أراكَ وقدْ أصبحتَ مُنتصباً مـتـى أراك وقـد أمـسيتَ مُتّحداً مـتـى تَـزُفُّ إلى الغبراءِ داحِسَها انهضْ، فقبلكَ أهل الكهفِ قد نهضوا لا يـدركُ الـمـجدَ إلاّ ناهضٌ يَقِظٌ * * * يا قهوةَ الشعر هلْ أدركتِ ما وَجَعي أعـوذُ بالله، ليسَ اليأسُ من شيمي وأنـتَ يـا وطناً.. بالحبِّ نحرُسُهُ مـن أجلْ عينيكَ يحلو المرُّ أجمعُهُ حَـلَفْتُ بالصّبحِ، والفنجانُ ملُْ يدي | فناجينيإنّـي أحـبّـكِ بين الكافِ وكاللهيـب، لـهـيبٌ في شراييني! وهـلْ أزيـدُكِ مـنها أم تزيديني؟ وطَـعمُكِ المرُّ، مثلَ العمر، يغريني رَضِعْتُ من صِغري طبعَ الشّواهينِ تـقـاومُ الـريحَ في بَردِ التشارينِ عـلـى كـرامتهم.. نَعْلُ الفراعينِ أنـا الـمواجعُ في صدرِ المساكينِ أعـناقِها الخُضرِ.. حَطّابُ البساتينِ مَـنْ لـيسَ يعبأُ بالطوفان تكويني * * * فَـقُمتُ أسكبُ منهُ بعضَ مخزوني! فَـمَـنْ سواكِ على البلوى يُقوّيني؟ ومَـنْ يُـشاركني أو مَنْ يواسيني؟ ورُحـتُ أمـشي على حدِّ السكاكينِ والـنـاسُ من حوله بعضُ القرابينِ وأتـقـنَ الـسّير لكنْ عكسُ حطّينِ وكـمْ تـألّـم ذو عـقلٍ وذو دينِ! بـاتـتْ تُـشـرّعُ إعدامَ القوانينِ! تـستوعبُ الفرقَ بين التّبنِ والتينِ لـمْ تـرتفعْ أبداً عن مستوى الطينِ * * * فـأيـن تهربُ منْ قهري عناويني؟ أكـادُ أخـرجُ من جلدي، فَضُمّيني! تَـمشي على رأسِها كلُّ الموازين؟ "مـا لـذَّةُ الـعـيشِ إلا للمجانينِ"؟ وصـادروا فيه أصواتَ الحساسينِ كـقـامـةِ النخلِ في كل الميادينِ؟ مـن شـطّ طـنجةَ حتى أمِّ قيوين؟ وتجعلُ العرسَ في أقصى فلسطينِ؟ ولـم يـكـن نومهم إلاّ إلى حينِ! حـرُّ الإرادةِ يـأبـى عيشةَ الدُّونِ * * * وأيَّ حُـزنٍ تـشظى.. كالبراكينِ؟! ولا الـرّكـوعُ لإمـلاءِ الشياطينِ! بـالـحبّ نرقيهِ من لدغِ الثعابينِ! ويَـسهلُ الصّعبُ يا نبضَ الشرايينِ إنّي أرى الصّبحَ من ثغرِ الفناجينِ! | والنّونِ