إلى أمي رحمها لله

محمد راجح الأبرش

أ أبـكـي حين لا يجدي iiالبكاءُ
و لـكـن الـوفـاء لقد iiدعاني
لـذكـرِ الـمكرماتِ iiلصانعيها
أحـقُ  الـناسِ في الإحسانِ أمٌ
أيـا أمـاهُ فـي قـلبي iiشجونٌ
تـطـاولتْ  الليالي و iiاستبدتْ
و  مـالـي حيلة في الأمرِ iiهذا
يـثـير النأيُ في نفسي iiالتِياعا
رضـيـنا  بالذي يقضيه iiربي
فـيجزي الصابرون بلا iiحسابٍ
أيـا أمَّـاه و الـدنـيـا iiزوالٌ
و  تـبـقى الصالحات iiلفاعليها
قـضيتِ العمرَ في صبرٍ iiجميلٍ
أجـل  يـا قـوم دنيانا iiرحيلٌ
جـبابرة  القرون مضت iiجميعا
أيـا  أمـاه كـم بشرى iiبقربي
تـبـاعـدت الـديار فلا وداع
فـكـم يـا أم في الدنيا أسارى
و كـم فـي القيد يا أمي بريءٌ
زمـان الـسـوء شرٌ iiمستطيرٌ
لـعـمركِ  إنّ حُبّكِ في iiفؤادي
حـنـانـك رحـمة فيها iiنشأنا
تـربـيـنا على هذي iiالمعاني
نـحبُ  الخيرَلانرضى iiغشوما
سـبـيـلُ اللهِ نـورٌ في حِمانا
حـديـث  الروح يا أمَّاه iiأبدي
شـكـرتِ صبرتِ في أمرٍ iiملمٍ
تـمـر  الذكريات على iiخيالي
أحـقُ  الـنـاس بـالتقدير iiأمٌ
سـلـيلُ  المكرماتِ لهُ iiأصولٌ
لـبـانٌ مـروءةٍ يـبني iiرجالا
مـزايـاهـا و يا طيب المزايا
كـتـابُ الله كـان لـها iiأنيسا
فـتـسـألُ  ربنا حفظا و iiأمنا
فـقـدتُ  دعاءَها نفسا iiطهورا
لـهـا الحبُّ الأصيلُ بكلِّ iiقلبٍ
لـهـا  القولُ البديع اذا iiاختلفنا
و إنْ تـروي مـن الأمثال iiقلنا
تـذكـرنـا  و تـسألنا بصدقٍ
يـشُّف  فؤادُها عن خير iiمعنى
أرى  الـدنـيا لقدْ هانتْ iiعليها
تـقـى الرحمن بصّرها الخفايا
تـغـمـدها  الذي خلقَ iiالبرايا
تـخـاطبني أ أمضي لا iiتراني
عجزت عن الجواب وقد تناءت
ومـا لـلـموتِ ردٌ حين iiيأتي
لـك  الحُسنى قدمتِ على iiكريمٍ
لـنـا الآمـالُ في جناتِ iiعدنٍ















































ولا  يغني النحيب و لا iiالرثاءُ؟
و  سـعَّـر خاطري هذا الوفاءُ
أيـادٍ مـن طـبـيعتها iiالعطاءُ
سـجـايـاها  التفاني و iiالإباءُ
أحـاديـث الـصفا فيها iiالنقاءُ
و  كـان البعد و اشتّد و iiالخفاءُ
قـضاء  الله يجري بنا iiالقضاءُ
و مـرُ الـصـبرِ للنائي iiشفاءُ
و  في التسليم بشرى iiواصطفاءُ
و  يـدنـي الله مـنا من iiيشاءُ
و مـا فـيـهـا سيعروهُ الفناءُ
و  عـنـدِ اللهِ في ذاكَ iiالجزاءُ
وزيـنـتـك المناقبُ و iiالحياءُ
تـأمـل  أيـن أين الأقوياءُ ii؟
و جـبـارِ الـسـماءِ لهُ البقاءُ
طـواها  الموتُ فارقها iiالرجاءُ
و  طـمَّ الـداء وافـتقد iiالدواءُ
بـلا  ذنـبٍ يـسورهم iiعَناءُ؟
يـقـول الـحـق أنتم iiأبْرياءُ؟
ونـار الـبـغي يعقبها iiانطفاءُ
تـأصّل  و ازدهي عظم iiالبناءُ
فـلا  ظـلمٌ يطاقُ و لا iiاعتداءُ
أرومـتـنـا المروءةُ و iiالإخاءُ
و  فـي هـذا أتـانـا iiالأنبياءُ
و  هل عيشٌ إذا حُجبَ iiالسناءُ؟
وفـي نـجواك يزدهر iiالصفاءُ
و لـلأيـام بـدء و iiانـتـهاءُ
فـتـعـتـلج المدامع و iiالرثاءُ
بـنـوهـا  الأقـوياءُ iiالأتقياءُ
و تـفـلح في محاضنها iiالنساءُ
و  فـي الإيـمانِ يرتفعُ iiاللواءُ
لـنـفـس  من سريرتها النقاءُ
و فـي الذكرِ الحكيمِ لها iiاحتماءُ
و مـن غـير الكريم له iiالتجاءُ
و  فـي دعواتها الحرَّى iiضياءُ
و فـي كـلـماتها يَبْدو iiالخفاءُ
و  كـم مـن حكمةٍ فيها iiارتقاءُ
بـصـيـرتـها لمعضلةٍ iiجلاءُ
و  فـي الحالين يحدوها iiانتماءُ
و  يـسـطع في مُحياها iiالبهاءُ
فـلا عـسـرٌ يدومُ و لا iiرَخاءُ
فـلـلـه  الـمـردُّ لهُ iiالدُعاءُ
بـرحـمـتهِ  و وافاها iiالجزاءُ
و لا ألـقـاكَ قـد طالَ iiالجفاءُ
بـي الأيـام و انـسدل الغطاءُ
ولـو  تـفـدى لحق لها iiالفداءُ
و فـي الغرفاتِ يَحظى iiالأتقياءُ
لـقـاءٌ  لا يـعـادلـهُ iiلِـقاءُ