البحر

الحكيم نوري الوائلي

الحكيم نوري الوائلي

مؤسسه الوائلي للعلوم

[email protected]

يا  قارئ الشعر هل طابت لك iiالدارُ
يـا قارئ الشعر كم أعطتك iiمقتضبا
هـل  دار لـيـلك والآمالُ موصلة
هـل عـشـت دهرك والأيّام iiآمنة
فـالـبـحرُ يوما كأن الطير iiساكنه
جـنّـدت ركـبك والأحلام مشرعة
تـدنو  من الجرف بالأسماك iiممتلئا
هذي  هي الحال إن ساقتك في جهل
نـلـهو  وتجري بنا الأيّام iiمسرعة
كـم ضـاع منّا خليل أو ذوي iiرحم
صـرنـا كمن هجرالأوطان معتذرا
مـثـل  الـقطار ركبنا من iiولادتنا
تعطى  البطاقات لا ندري iiمقاصدها
عـنـد  المحطات ترسينا iiمصائرنا
مـثـل  الـخيال فإن الموت iiيتبعنا
يـأتـي إلـيـنـا كأن النوم iiغالبنا
نـجري  من الموت والآمال تجرفنا
نـعـدو مـن الموت أميالا iiفنحسبه
مـا لي أرى النفس قد هامت iiبزائلة
الـوقـت أصـبح أموالا فما iiملئت
الـنـاس تـلـهث والدينار iiمطلبها
هل  أشبع الدهر نفسا أو شفى iiضمأ
هـذي  هـي الحال لا تفرح بزائلة
هـذي  الـحـيـاة فلا تيأس لنائبة
مـا لـي إذا مـلئت بالمال iiأوديتي
حسبي الفُتاة وخيط الصوف يسترني
مـا  يشبع النفس والأطماع iiسُفْرتها
مـا يـذكـر الموت إلا مؤمن فطن
الـناس  موتى وهم في حالها iiهرج
مـا فـاز فـيها شقي أو أخو iiجهل





























واشـتـدّ عـزمك واسْتهواك iiدينارُ
هـذي  الـحـياة وكم عزّتك iiأقدارُ
أمـ  أن حـلـمك عند الفجر أخبارُ
أم  أن دهـرك مـثل البحر iiأطوارُ
والـريـح  منه الى الربان iiمضمارُ
والـوهـمُ أنـساك أن البحر iiغدّارُ
فانتاب  جمعك عند الجرف iiإعصارُ
سـوءُ  الـنوازع أو يحدوك iiأشرارُ
مـثـل الـضياء كأنّ العمر مشوارُ
حـتّـى  كـأنّ جموع الأهل iiأنفارُ
فـالأهلُ ماضون والأصحاب iiزوّارُ
فـيـه الـمحطّـّات للركاب iiأدوار
والـركب  يسري كأنّ القصد iiأمتارُ
ونـتـرك الـركب والآمال iiأسحارُ
حـتـى علانا , فشدّ النعشَ iiمسمارُ
أو لـم نـر الموت للأحباب iiيختارُ
حـتّى  صحونا وزهو النفس iiينهارُ
قـد  غـاب عنا وبعد الموت أشبارُ
وانـسابَ   فيها إلى اللّذات iiإصرارُ
مـنـهـا العيون , كأن المال أنوارُ
وهـل  تُـشافي ثرى البيداءِ أمطارُ
وهـل  أضاءت سرابَ البيد iiأزهارُ
فـما استدامت لأهل الأرض iiأعمارُ
إن  الـنـوائـب لـلألـباب iiإنذارُ
فـانـتـابـنـي  سقم وانتابها iiنارُ
والـسّعْف سقفي وطول الدار iiأشبار
إلا  الـتراب , وتعلو الجسم iiأحجارُ
قـد  سـاقه العقل واستقرأه iiأبصار
والـصـالـحـون بها أحياءُ iiأبرارُ
بـل فـاز فـيها إلى الجنّات iiأخيار