البحر
25أيلول2010
الحكيم نوري الوائلي
الحكيم نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
يا قارئ الشعر هل طابت لك يـا قارئ الشعر كم أعطتك مقتضبا هـل دار لـيـلك والآمالُ موصلة هـل عـشـت دهرك والأيّام آمنة فـالـبـحرُ يوما كأن الطير ساكنه جـنّـدت ركـبك والأحلام مشرعة تـدنو من الجرف بالأسماك ممتلئا هذي هي الحال إن ساقتك في جهل نـلـهو وتجري بنا الأيّام مسرعة كـم ضـاع منّا خليل أو ذوي رحم صـرنـا كمن هجرالأوطان معتذرا مـثـل الـقطار ركبنا من ولادتنا تعطى البطاقات لا ندري مقاصدها عـنـد المحطات ترسينا مصائرنا مـثـل الـخيال فإن الموت يتبعنا يـأتـي إلـيـنـا كأن النوم غالبنا نـجري من الموت والآمال تجرفنا نـعـدو مـن الموت أميالا فنحسبه مـا لي أرى النفس قد هامت بزائلة الـوقـت أصـبح أموالا فما ملئت الـنـاس تـلـهث والدينار مطلبها هل أشبع الدهر نفسا أو شفى ضمأ هـذي هـي الحال لا تفرح بزائلة هـذي الـحـيـاة فلا تيأس لنائبة مـا لـي إذا مـلئت بالمال أوديتي حسبي الفُتاة وخيط الصوف يسترني مـا يشبع النفس والأطماع سُفْرتها مـا يـذكـر الموت إلا مؤمن فطن الـناس موتى وهم في حالها هرج مـا فـاز فـيها شقي أو أخو جهل | الدارُواشـتـدّ عـزمك واسْتهواك هـذي الـحـياة وكم عزّتك أقدارُ أمـ أن حـلـمك عند الفجر أخبارُ أم أن دهـرك مـثل البحر أطوارُ والـريـح منه الى الربان مضمارُ والـوهـمُ أنـساك أن البحر غدّارُ فانتاب جمعك عند الجرف إعصارُ سـوءُ الـنوازع أو يحدوك أشرارُ مـثـل الـضياء كأنّ العمر مشوارُ حـتّـى كـأنّ جموع الأهل أنفارُ فـالأهلُ ماضون والأصحاب زوّارُ فـيـه الـمحطّـّات للركاب أدوار والـركب يسري كأنّ القصد أمتارُ ونـتـرك الـركب والآمال أسحارُ حـتـى علانا , فشدّ النعشَ مسمارُ أو لـم نـر الموت للأحباب يختارُ حـتّى صحونا وزهو النفس ينهارُ قـد غـاب عنا وبعد الموت أشبارُ وانـسابَ فيها إلى اللّذات إصرارُ مـنـهـا العيون , كأن المال أنوارُ وهـل تُـشافي ثرى البيداءِ أمطارُ وهـل أضاءت سرابَ البيد أزهارُ فـما استدامت لأهل الأرض أعمارُ إن الـنـوائـب لـلألـباب إنذارُ فـانـتـابـنـي سقم وانتابها نارُ والـسّعْف سقفي وطول الدار أشبار إلا الـتراب , وتعلو الجسم أحجارُ قـد سـاقه العقل واستقرأه أبصار والـصـالـحـون بها أحياءُ أبرارُ بـل فـاز فـيها إلى الجنّات أخيار | دينارُ

