ومضى شهرُ الصِّيام

عساكم من عُوَّادِه

شريف قاسم

[email protected]

مـضى شهرُ الصِّيامِ ، فما iiأقولُ
وأشـجاني النَّوى من بعدِ iiوصلٍ
فـقـلـبـي قد تثنَّى فوقَ شجوٍ
يـغـادرُ  شـهرُنا الغالي iiربانا
فـأنَّـتْ أنـفُسٌ ، وبكتْ عيونٌ
وهـامـتْ  بـعدَ فرحتِها قلوبٌ
وكـانَ لـها بشهرِ الصَّومِ iiعزمٌ
تـعـانقُ  مصحفَ الرحمنِ حبًّا
وتـخـضلُّ الجفونُ بدمعِ iiشوقٍ
ويُـرجَـى فـيه للغفرانِ iiربٌّ
يـقـومُ  بـلـيله الأبهى رجالٌ
فـفـي رمـضان قد طابتْ أيادٍ
ومـاسـت جـنَّةُ الفردوسِ iiفيه
وأشـرق  نـورُه فـي كلِّ قلبٍ
*             *             ii*
وربِّـك إنَّـه شـهـرُ iiالتَّسامي
فـفـيـه تـنزَّلَ القرآنُ iiبشرى
ومـكَّـةُ أشـرقـتْ فـيه بفتحٍ
فـإمَّـا كـان لـلـمجدِ iiابنهاجٌ
وفـي  مـيـدانِه القدسيِّ iiنحدو
ولـلـتـاريـخِ  أيَّـامٌ ، iiولكنْ
فـبـيـنَ  الـعدوتين بيوم iiبدرٍ
وفـي حـطـيـن للصلبانِ iiذلٌّ
وفـي  جالوت قد هُزمَ iiالأعادي
وطـارقُ  ، والـصيامُ له iiعتادٌ
يـقـيـني أنَّ في رمضانَ فتحًا
سـلوا القومَ الذين مضوا وكانت
فـبـالـقـرآنِ ليلُ المرءِ يحلو
عوى  ( تيريهُمُ ) وعوت iiكلابٌ
وكم  ( تيري ) رأينا ليس iiيخفَى
هـجـرْنـا   ويح أمتنا  iiجهادًا
فـأغـراهـم  تـخـاذلُنا علينا
سـحـابـةُ يـومِـنا لهوٌ وغيٌّ
وأيـديـنـا  من الإفلاسِ عُطلٌ
بـشـهرِ الصَّومِ قد نلنا iiالأماني
سـيُـهـزمُ جمعُهم مهما iiتمادوا
وفـي  رمضان للفرسانِ iiذكرى
يـصـومُ  المتَّقون على iiأُصولٍ
ويـرجـون  القبولَ فليس iiفيهم
فـحـظُّ الـمـقـبلين عليه iiثرٌّ
*             *             ii*
فـأين  ؟ وتحرقُ الآهاتُ iiنفسي
أضـيَّـعـه  العبادُ بزيفِ iiبلهوٍ
نـسائمُ  من رحابِ الغيبِ iiهلَّتْ
أيـا رمـضـانُ قدرُك عند iiقومٍ
وأنـتَ  حـبـيبُ أفئدةٍ iiتسامتْ
وأنـت  لـنا سحائبُ من iiرشادٍ
فـأنـتَ لأُمَّـتـي عنوانُ iiجودٍ
لـيـالـيـهم مع القنواتِ iiثملى
فـعـنـدَ مسلسلِ الإثمِ iiالموشَّى
ومـوسـيـقـا تـرنُّ بكلِّ أُذنٍ
وفـيـهـا من فوازير iiالمخازي
تـسـوِّقُـهـا الحداثةُ في iiفنونٍ
وجـئتَ  وأمتي في عصر iiحقدٍ
وهـذي  القدسُ تجأرُ ملءَ iiفيها
تـنـادي أُمَّـةَ الـقـرآنِ iiلكنْ
تـربَّـى في المقاهي iiوالملاهي
فـنـهـجُ  الـحقِّ في يده قبيحٌ
ويـلـقى  الفاسقُ الغاوي iiقبولا
حـنـانك شهرنا الغالي iiأتمضي
وأنَّ الـمـؤمـنَ الأتقى يُجازَى
وإنْ نـادى فـتـخـنـقه iiقيودٌ
أتـسـمـعُ  صوتَ مكلومٍ iiبليلٍ
*             *             ii*
مـضـى شهرُ الصيامِ فما iiأنبنا
ولـكـنَّـا  نرى رمضانَ iiفخرًا
ويـكـرهُ وجـهَه الميمونَ iiغاوٍ
فـيـنـشـئُ لـلـمذلةِ كلَّ iiفنٍّ
ومَـن  أغـراهُ بـالشَّهواتِ iiفنٌّ
لـقـد نـزلـتْ بأمتنا iiخطوبٌ
فـهـلاَّ أيـقـظتْ كفَّاكَ iiروحًا
ويـنبتُ  في حمى الإسلامِ iiجيلٌ
فـيـومـئذٍ  يعودُ الصَّومُ iiيؤتي
فـهـل لـلمسلمين حِجى iiادِّكارٍ
فـبـالإسـلامِ  عـزُّهُمُ iiيُرجَّى
وإنْ  رامـوا بـغيرِ الدين iiفتحًا











































































فـوا حزني ، وقد أزف iiالرحيلُ
بـه  الـرحماتُ تترى iiوالقبولُ
وعـيـني  باتَ يغشاها iiالذبولُ
فـتـأسـى بعدَ بهجتِها iiالحقولُ
أنـيـسُ  هزيعِها الأغلى iiجميلُ
طـويـلُ  وجـيبِها الهمُّ iiالثَّقيلُ
عـن الـتَّقوى  وربِّك  iiلايحولُ
فـلـيـس لـغـيرِه أبدًا iiميولُ
مـع الأنـوارِ مـابرحتْ iiتسيلُ
رحـيـمٌ غـافـرُ بَـرٌّ جـليلُ
عـلـى ذكـرٍ وتـسبيحٍ iiيطولُ
بـهـا الإيـثارُ والجودُ iiالجزيلُ
فـلـيـس لفضلِه الأسمى iiقُفولُ
دعـاهُ لـنـهـجِ سُنَّتِه iiالرسولُ
*             *             ii*
فـلـيـس لـه بـأشهرِنا iiمثيلُ
وفـي آيـاتِـه اتَّـصحَ iiالسَّبيلُ
وزالَ الـكـفـرُ سـاعدُه iiكليلُ
فـفـي رمضانَ تبتهجُ iiالفصولُ
فـفـي عـزٍّ وفي فخرٍ iiنصولُ
لـشـهـرِ الـصومِ أيَّامٌ iiعُدولُ
مـلائـكـةٌ لـنـصرتِنا iiتجولُ
بـشـهرِ  الصَّومِ صاحبُها iiذليلُ
بـشـهرِ الصَّبرِ إذْ ثار iiالذُّحولُ
وكـان  بـه لأنـدلـسٍ iiدخولُ
لـو اسـتـهدتْ بمطلعِه العقولُ
مـراشـفُـهم لها الذكرُ iiالجميلُ
وبـالـتـسبيحِ  يحضنُه iiالمَقيلُ
بـدنـيـانـا  وجاستْها iiعجولُ
ولـيس  لشرِّهم أبدا أُفولُ ( ii1)
ولـمَّـا يـأتِ لـلهيجا iiالفحولُ
وحـضَّـهُـمُ التَّرهُلُ iiوالخمولُ
فلم يُطرف مسامعنا الصَّهيلُ (2)
فلا السَّيفُ الصَّقيلُ ولا iiالنُّصولُ
وإنَّ اللهَ بـارئـنـا iiكـفـيـلُ
فـجـندُ  الظلمِ  إن عُدُّوا  iiقليلُ
وظـلٌّ  فـي مـدارجِـه iiظليلُ
ولا  يُـرضَى إذا غابتْ iiأصولُ
إذا  نـاداهُـمُ رجـلٌ iiمَـلـولُ
وحـظُّ الـنـائـمـين به iiقليلُ
*             *             ii*
مـحـيَّـاهُ  المقدَّسُ والسَّبيلُ ii؟
وغـرَّهُـمُ  التشاغُلُ والميولُ ii؟
عـلـى  الدنيا وجافاها قفولُ !!
بـلا  قـدْرٍ لأنـفـسِهم iiضئيلُ
وأنـتَ  لـكـلِّ مـشتاقٍ iiخليلُ
إذا اسـتـسقتْكَ للبشرى iiفصولُ
تـأخَّـرَ  عـن مـناهله iiالكليلُ
فـبـئـسَ الليلُ ليلُهُمُ البديلُ ii!!
بـحُـمَّـى الفسقِ لهفتُهم iiتطولُ
بــرأسٍ  داؤُه داءٌ iiوبــيـلُ
ومـمَّـا أفـرزَ الطرفُ iiالكحيلُ
لـهـا  فـيـهـم لخستها ذيولُ
عـلـى نـهجِ الشريعةِ iiلايزولُ
وسـامعُ  صوتِها العالي قليلُ ii!!
يـجـيـبُ نداءَها بالهزلِ iiجيلُ
وغـذَّتْـهُ  الـملاعبُ iiوالطبولُ
وزورُ  الـبـاطلِ الأدنى iiجميلُ
ووجـهُ الـخـيرِ ليس له iiقبولُ
أرابَـك  أنَّ أمَّـتَـنا ثَكولُ ii(3)
بـشـرٍّ  لايـحـولُ ولا iiيزولُ
لـها  في الحقدِ والإرهابِ iiطولُ
يـرددُه الأسـيـرُ أو القتيلُ ii؟!
*             *             ii*
وقـولٌـ   لـيس تألفُه  iiفضولُ
يـجـافـيـه  المعاندُ iiوالكسولُ
ويـرضى  طمسَ غُرَّتِه iiالعميلُ
تـلـقـفَـه  شـبابٌ أو iiكهولُ
وعـافَ فـخـارَه فـهو iiالذليلُ
وعـاثَ بـعـزَِّها هذا iiالخمولُ
لـتـخـضرَّ  المرابعُ والسهولُ
لـه  مـن نـورِ مصحفِه iiدليلُ
ثـمـارَ سُـمُـوِّه ، ولـنا يُنيلُ
لـيُـكشفَ عنهُمُ الليلُ الثَّقيلُ ii!!
ونـصـرُهُـمُ المرجَّى iiوالقبولُ
فـذلـك  مستحيلٌ ... iiمستحيلُ

               

هوامش :

(1)  تيري : القس الأمريكي الخبيث الذي أراد أن يحرق نسخا من القرآن الكريم

(2)  يُطرف : يُهدي ، يُتحف

(3) ثكول : المرأة فقدت أولادها ، وهنا المراد : فقْد الأمة لفرسانها الأوفياء

* هذا النص بعد المراجعة