لا صوت يعلو

لا صوت يعلو

د. محمد عبد المطلب جاد

[email protected]

أستاذ سيكولوجيا الإبداع

جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

قد قالها صدقا وافني عمره فيها ومات

والآن تنبلج الرؤى ويفيض نهر الذكريات

كنا معا

أنا  وابن عمدتنا ، حسن

في المدرسه

لا بل تسمى حينها مؤسسه

سألت معلمتي سؤالا وأشارت لحسن

صمت الفتى ورفعت وحدي إصبعي

قالت : أجب ، فأجبت : تدعى( مرج دابق)

قالت تعال اضرب حسن

فتزلزلت كفى وكل فرائسي

وكأنني أدعى إلى حبل المشانق

فهوت على وجهي وقالت هكذا

فبكيت ثم ضربته ضرب المنافق

وأتى الوعيد

ألحقت فورا بأبي بين العبيد

أما أبى فكان يعمل راعيا في حقلهم

وجاء حكم أن أضم إلى أبى أرعى الغنم

وجمعت بين الدرس والرعى المجيد

وهكذا كنت كما شاء المريد

كل خميس في الصباح يجيء موقف ذلتى

فأظل وقتا واقفا وأبوس كف العمدة

فيفك حافظة النقود مزمجرا من أسرتي

كم تسرفون ! ، ويخرج الربع الكريم

خمس وعشرون جزاء لي وللكهل أبى

عن سبع دورات لشمس في الجحيم

أنا لو كتبت صحائف الدنيا لما سكت اللظى

فى داخل القلب الذي انشق به الجرح الأليم

**

عقل عجيب عقل عمدتنا : بنى

سينما ليأتي الكادحون في المساء

ويستعيد أجور شقوتهم بحقل جلالته

وعلى رجال القوم خلع نعالهم

إن مرة مروا بقصر سيادته

وأمام هذا القصر أشجار لصلب

المذنبين ووفق حكم عدالته

**

كانت بقايا سطوة الإقطاع في الزمن البغيض

وحياة غالب أمة رهن السلاسل في الحضيض

وشعاع نور الثورة الأبهى يحاول كالوميض

يبنى المصانع والمشافى والمدارس

والطرق ومياه شرب وكهارب

عنوانها : حرية في ساحة الوطن العريض

**

هل يقبل الأشرار أن يبقى الذي

يوقظ كل العرب في كل صعيد

من أصبح الملهم حتى جاوزت

أفكاره القارات بالأمل الوليد

ويقيم جمعا ثالثا عدم انحياز

ثالث الأقطاب  يخرج للوجود

مستنهضا همم الحفاة يبثهم

روح الكفاح وشعلة النصر المجيد

ومنبتا في نفس أملا

يورق أحلاما لمجد لا يبيد

مكبلا سلطان أنياب الطغاة

محررا أعناق أبناء العبيد

هل يقبل الأشرار صحوة مارد

من قمقم السجن المقيد بالحديد

سقط المنى وتجمعت سحب الردى

وتكالب الأشرار نهشا من جديد

**

فغيروا اسم الوطن وغير اسم البرلمان

وغيروا حتى العلم

وتبوأ الإقطاع ناصية البلاد مؤزرا

برأسمال وحشم

اكسب كما شئت ولكن أعطني

( عتبا ) ولا حرج على ما  تغتنم

وعلا نشيد التيك اوى

وخبت أناشيد القيم

وأعيد رسم خريطة

للمنتدى والملتقى والمبتغى والمحترم

وأعيد رسم خريطة للأصدقاء

وشرخ ما كان التأم

نحن الفراعين الأولى ماذا جنى هذا الوطن

من صحبة الأعراب

هل غير الألم ؟!

كم من سنين نكتوي بقضية

لا ناقة فيها لنا ولا غنم

**

لا صوت يعلو غير صوت الأمركه

والفرنجه ، والفرفشه ، والمفركه

لا تأبهوا بمن يراها مضحكه

لا تركنوا فاليوم يوم الجمركه

لموا عمولات وهيا كدسوا

أموالكم قبل مجيء المهلكه

**

لا صوت يعلو : قالها الراعي ومات

والآن تنبلج الرؤى ويفيض نهر الذكريات