أنا امرأة
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أنـا زهـرةٌ فـي مَواني العبيرِ
وظـلّـي الـذي ظـلُّه عقـَّني
نـمْتْ فوق صخرِ اللظى قصةً
ذوَتْ وارتـمَتْ في مَنافي الحياةِ
أنـادي عـلى عاصفاتِ الهمومِ
عـساني أرَى في حقولِ الفؤادِ
وسـرْبَ فَـراشٍ يُـغادرُ بيتي
أنـا هـمـسةٌ في شفاهِ الكمانِ
ويُـغـرقُ لـيلي نداءُ السرابِ
أنـا سـاحِـلٌ خطوتي قصَّرتْ
عَرَاني لظى رِعْدةٍ في الضّلوعِ
أنـا مَـرْأةٌ تـكـتـوي لـهفةً
فـيـا أنـتَ يا زقزقاتِ اللقاءِ
تـعـالَ وَخُذني لجُرْفِ الظنونِ
ولـسْـتُ أمـيراً بِقصْرِ الثراءِ
أنـا بـعْضُ أنثى طَوَتْها السّنينُ
أُعَاني جَوى صَرْخةٍ في الضّلوعِ
دَمـي مِثلكُم في شظايا الحَريقِِ
أنـا مـثـلُكم يا زمانَ الجُنوحِ
أقـيـلـوا فَمي واقتلوا نَزْوتي
وَمَـنْ عاشَ لم يقترِفْ مَوْتـَنا
أنـا أعْـصُـري غادرَتْ وقتََها
تـعـالَ وَحَـطِّمْ جَوَى حُرقتي
وَكـسِّرْ زُجاجَ عُروقي انتشاءً
أنـا بـانـتظارِكَ عندَ الضّفافِ
أُعـانـي أنـا مِنْ حَريقِ الشِّفاهِ
أنـا شـهْوةٌ كسَّرتني الظّروفُ
كِـلانـا شـعـورٌ عَلا وقْدُهُ
لـمـاذا ومـا بـي بهمْ صوتُهُ
لـمـاذا ونـفسي صراعُ الحياةِ
لـمـاذا ،لماذا وصوْتي اخِتناقٌ
أنـا مَـرْأةٌ عـانـقتْ ضَعفَها
فـقِـفْ لـحظةً يا زمانَ اللقاءِأنـادي إلـى ظلّ قلبي الكسيرِ
وَبـاعَ شـبـابي بزيفِ القشورِ
وَمـاتـتْ بها مُغرياتُ العُصورِ
بـقـايـا ربيعٍ جريحِ السُّتورِ
لأُلـبـسَ رُوحي ثيابَ الزُّهورِ
طـيـوراً تُغنّي بروحِ الطيورِ
وسـرْبـاً إلـى حـتفِهِ بالمسيرِ
ولـحْـنٌ كسيرٌ بثغْر السُّرورِ
ورجْـعُ الـرُّعاةِ بوادي النشورِ
رمالي بها عاثَ عصْفُ الدُّهورِ
وصـاحَ بروحي صُراخُ السّعيرِ
وشـوْقـاَ إلى دِفءِ صَدْرٍ كبيرِ
أنـا بـعْـضُ فيئِكَ عندَ الغديرِ
فـلـسْـتُ مَلاكاً شَهيَّ المُرورِ
يُـغـازلُ أحْلى نِساءِ الخدورِ
وعـشْـتُ رَمَادي نثيرَ العطورِ
وأوْهـنَ روحـي زئيرُ الزّفيرِ
ورَقصاتُ موتي فضاءُ السَّعيرِ
أحُـسُّ وأنـتـمْ ذئابُ الفُجُورِ
فـمَنْ عاشَ منكم برِيءَ الضَّميرِ
وقـادَ الـضـحيَّةَ نَحْوَ الحَفيرِ
وغادرَ ثغْري عصيرُ الخمورِ
وأوْقـدْ بِصدْري جُنونَ الشُّرورِ
وَحـطِّـمْ نـوافذَ ليلي المَطيرِ
وَحـرِّكْ بـنفسي جحيمَ الغُرورِ
وجذوةِ وجْدٍ عَلتْ في الصُّدورِ
وصـوْتُ التقاليدِ دامي الحَرورِ
لـماذا نُكابرُ عصْفَ الشّعورِ ؟
فـحـيحُ الجوانحِ بينَ القصورِ؟
وبـي لـهفةٌ واحتراقُ المصيرِ
هـنـا غـيَّـبوهُ دُعاةُ السّفورِ
ودمـعـي يُـعانِقُ قلبَ الغرِيرِ
وخـذنـي إليكَ بحضْنِ السَّريرِ