ياسين العراق
28آب2010
نوري الوائلي
الحكيم نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
أوجـعـت قـلبي مُخبراً ومُجيبا ونـزعت من عيني المعابة أدمعاً وعـصـفت في أذني دويّ نوائحٍ وأزحـت عن جمر المواجع لبنةً وتسارعت في الصدر مثل دقائقي فسقطت لا اقوى لحمل مواجعي وشـعرت من هول المصاب كأنه آه , لـقـد مـات الذي من جوده فـوقـفت أجمعُ للمصاب عزائماً لـم أنـس يوماً كان قلبي راجياً قـد قـال لـي مرحى بثغرٍ باسمٍ فـعـلـوت فـيها للمناقب رغبة ومـلـكـت تـاجاً للجمال متوّجاً تـرعى وتزرع والجنائن خضرة ولـبـسـت زيّاً للرصافة معلماً ومـلـكت من زهو الحياة بساطةً وحـرثـت أرضك قانعاً ومؤملاً وجريت تدفع في الشوارع محملاً ونـهضت قبل الفجر تحلب جاثياً يـا نـخـل بغداد الطويل وسعفه يـا عـمّ يا حمل المواجع صابراً أنـت الـعراق طبائعاً ومشاعراً لـلـمـوت لم آسفْ فموتك سنة الـمـوتُ فـينا رغم جهل قلوبنا أسـفـي لـفقدك حين قلبي نائياً لـم تـشبع العينان منك ولم تزل الـزوجُ تـذهـبُ للقاء فلم تجد الـطـفـلُ لـم ينعم برؤية جدّه يـاسـين يرحمك الرحيمُ برحمة ويـريـك في يوم الحساب مُحمداً قـد أنـشبت سننُ المنون بحملنا وتـكـاثـرت فينا كجذو مشاتل وتـتـابعت جمّ الصعاب فحمّلت تـخـتارُ مثل النحل فوق مزارع جـارَ الزمان على العراق وأهله وأذاقـهـم بـالـنائبات مصائراً حـتى تعالت في العراق تذيقنا وخـرجت من بلد الكرام مُراغماً عـشـنا وربّك غربة حتى غدت وتـلاحـقـتـنا بالكروب كأنّها لا أهـل يـجـمعنا بهم شوقٌ ولا مـاتـت أحـبّـتنا ولم تحفل بهم الأهـلُ لـم تـبـخلْ لدين محمدٍ وتـقـلـدت كفن المنون خيارهم نـفـديـك يـا بلد التقاة لترتقي ولـك الأكفّ الى السماء تضرعاً | وقصمت ظهري ناعياً وكريبا وزرعـت فـيـها لوعةً ونحيبا وجـعـلـت فجري عتمةً ومغيبا قـد صاغها قلبي الضروع حسيبا دقـاتُ قـلـبـي حـسرةً ولهيبا وأفـقـت من فزع الكروب مريبا حـلـمٌ له وَجَب الفؤادُ وجيبا (2) أضـحى الجمال الى الفؤاد نصيبا قـد هـدّها جورُ الزمان عصيبا فـأجـابـنـي بالمكرمات حبيبا وأزاح غـيـري حـاسداً وكئيبا ومـلكتُ منها رضّعاً وشبيبا (3) ونـهـضـت مـنها عالماً وأديبا والـكـف يـنضحُ معسلاً وحليبا يُـضـفي الوقار ويُجمل التهذيبا لـم تـعـرف التسويفَ والتكذيبا فـجـنـيت منها خضرةً وزبيبا وتـبـيع فيها جبنةً وضريبا (4) وجمعت عشباً في الحرور رطيبا يـا بـلسما يحوي القلوب رحيبا عـنـد الـكروب ويا أعزّ قريبا أنـت الروافد صافياً وشريبا (5) والـمـوتُ حـقّ لم يحاب طبيبا والـكـلّ يـسـعى للرقيب منيبا عـن مـقـلتيك ولا يراك قريبا فـي مـقـلـتـيها واحةً وعشيبا خـلاً يـؤانـسـهـا ولا تطبيبا والـجـدّ يـرحلُ موجعاً وغريبا ويزيحُ عنك مساوءاً وكروبا (6) فـتـذوقُ مـنـه شفاعةً وشروبا لـم تُـبـق مـنا صاحباً وقريبا وغـدت لها أرضُ الديار خصيبا مـنـهـا الـرؤسُ مناحةً ومشيبا فـتـصـيـبُ فينا زاهداً ونجيبا فـغـدا بـهم سهم المنون مصيبا وأشـاب منهم جاهلاً وأريبا (7) مـن كـلّ كـرب مبهماً وعجيبا فـلـقـيت دربي عاصفاً وكثيبا فينا المواجع مضرباً وضريبا (8) فـيـنـا كمن عاشَ الحياة سليبا أنـس يـزيحُ عن الفؤاد خطوبا مـنّـا الـعـيـون مودّة ورغيبا فـتـسـابقوا للتضحيات وصوبا حتى غدى لونُ العراق صبيبا (9) من كلّ بيت منحراً وصبيبا (10) أن لا يـريـك مـن الزمان نكيبا | (1)
1-مكروب
2-مضطرب
3- شباب
4- لبن
5-عذب
6- الفقيد ياسين سلوم الجبوري رحمه الله
7- عاقل
8- نصيب
9- أحمر
10- دم