وكنتَ البحرَ

عدنان سعد الدين رحمه الله

المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية

د. أيمن العتوم

[email protected]

www.aymanotoom.com

في رثاء المجاهد عدنان سعد الدّين (أبي عامر) رحِمَه الله؛ أحد رجالات الحقّ في زمنٍ عزّ فيه النّصير ... إلى روحه الطّاهرة، وإلى نضاله الطّويل ... وفاءً من أحد تلامذته ... ورجاءَ رحمةٍ من ربّه تُدخله جنّات الخلود...

حَـيـاةُ الـمَـرْءِ حُلْمٌ فِي iiالرُّقادِ
وَبَـيْـنَ  الـحُلْمِ وَالوَهْمِ احْتِرابٌ
وَكَـفُّ الـمَـوْتِ إِنْ مُدّتْ iiلِنَفْسٍ
يَـجِـيْـئُـكَ  كَأْسُهُ، فَتَرُومُ صَدًّا
تَـواصَى النّاسُ فِي الطُّغْيانِ iiحتّى
وَدُنْـيـا المَرْءِ أَهْوَنُ مِنْ iiبَعُوضٍ
فَـلا وَاللهِ مـا رَبِـحَـتْ بُـيُوعٌ
*              *              ii*
(أَسَـعْـدَ  الـدِّينِ) وَالأَعْمارُ دَيْنٌ
أَجِـيْـئُـكَ  حاسِرًا، وَأَرُدُّ طَرْفِي
كَـأَنِّـي  فِـي وُجُوهِ الدَّهْرِ iiعَيْنٌ
بَـكَـيْتُ،  وَما افْتَقَدْتُكَ فِي iiبُكائِي
أَيَـا  طَـوْدًا أَشَـمَّ تَـخَـطَّـفَتْهُ
أَتَـتْـرُكُـنِـي  يَـتِيمًا بَعْدَ iiعُمْرٍ
أَبِـيًّـا، شـامِـخًـا، أَنِفًا، iiكَرِيمًا
أَعُـدُّكَ أَلْـفَ لَـيْـثٍ فِي iiعَرِينٍ
رَفَـعْتَ عَلَى المَدَى راياتِ iiحَرْبٍ
وَذُدْتَ عَـنِ الحِمى الغالي iiوَظَلَّتْ
وَمَـا  فَـتَـرَتْ عَزائِمُكَ iiالعَوالِي
ولا  نَـكَّـسْـتَ بَأْسَكَ في iiالبَلايا
وَمَـا  اسْـتَسْلَمْتَ لِلسَّرَطانِ iiحَتّى
وَكُـنْـتَ الـبَحْرَ فِي حَالَيْهِ: iiأَمْنًا
وَكُنْتَ الشَّمْسَ؛ إِنْ ضَاءَتْ سَتَهْدِي
وَكُنْتَ  السَّيْفَ يَقْطَعُ وَهْوَ iiيَصْحُو
وَكُـنْتَ  الغَيْثَ يُحْيِي حِيْنَ iiيَهْمِي
وَكُـنْـتَ الـوَرْدَ لِلإِخْوانِ iiصِرْفًا
وَمَـا  فَـقْدُ الأَحِبَّةِ - حِيْنَ يُزْرِي
وَلَـكِـنْ فَـقْـدُهُـمْ بِخُفُوتِ نَجْمٍ
رَأَيْـتُ  المَوْتَ فِي بُرْدَيْكَ iiيَمْشِي
فَـمَـا أَنْـكَـرْتَـهُ، وَفَتَحْتَ iiقَلْبًا
وَكُـنْـتَ  تَـضُمُّهُ ضَمَّ iiالحَوانِي
رَحَـلْتَ الفَجْرَ، حَيْثُ الفَجْرُ iiطَيْرٌ
فَـلا  يَـرْقَـى إِلـى رَبٍّ iiرَحِيْمٍ
بِـغَـيْـرِ  الـسَّاجِدِينَ عَلَى iiجِباهٍ
فَـيَـا عَـلَـمَ الـهُدَى هَذا iiوَداعٌ
رَجَـاؤُكَ رَحْـمَـةَ الـمَنّانِ iiفَوْزٌ



































وَصَـحْـوُ  الحُلْمِ وَهْمٌ فِي iiالسُّهادِ
بِـهِ يَـفْـنَـى المُعادَى iiوَالمُعادِي
فَـلَـيْـسَ تُـرَدُّ إلاّ iiبِـانْـقِـيادِ
فَـتَـشْـرَبُهُ  الدِّهاقَ وَأَنْتَ iiصَادِ
تَـنَـاكَـرَتِ  الأَجِـنَّةُ فِي iiالمِهادِ
فَـمَـا هَذَا التّكالُبُ والتّعَادِي ii؟!!!
سِـوَى بَـيْعِ النُّفُوسِ عَلى iiالجِهادِ
*              *              ii*
تُـرَدُّ  لِـرَبِّـهـا عِـنْـدَ iiالسَّدادِ
وَجَـيْشُ الحُزْنِ يَنْهَشُ مِنْ iiفُؤادِي
يُـعَـمِّـيـهـا البُكاءُ مِنَ iiالحِدادِ
وَلَـكِـنِّـي بَـكَيْتُ عَلَى iiافْتِقادِي
ذِئـابُ الـبَـغْيِ تَعْوِي فِي iiالبِلادِ
رَأَيْـتُـكَ فِـيْـهِ تَنْهَدُ iiلِلْعَوادِي!!
رَقِـيـقَ الـقَـلْبِ، بَدْرِيَّ iiالوِدادِ
إِذا عُـرِضَ الـرِّجالُ عَلى iiالعِدادِ
عَـلَـى  طُـغَمِ الأَفاعِي iiوالجَرادِ
يَـداكَ  أَمِـيْـنَـتَيْنِ عَلَى iiالزِّنادِ
وَلا كَـلَّ الـجَـوادُ مِـنَ iiالطِّرادِ
وَلا لانَـتْ قَـنـاتُـكَ فِي iiالشِّدادِ
وَلَـوْ  أَكَـل الـكُـبودَ مَعَ iiالفُؤادِ
لِـمُـؤْمِـنِـهِ، وَخَـوْفًا iiلِلأَعادِي
وَإِنْ  غَـرَبَـتْ فَـمِنْهَا البَدْرُ iiبَادِ
وَيَـقْـطَـعُ وَهْوَ غَافٍ فِي iiالغِمادِ
ويُـغْـرِقُ فَـيْـضُهُ زَرْعَ iiالفَسادِ
وَكُـنْـتَ الـشَّوْكَ يَقْرَعُ كُلَّ iiعادِ
بِـثـاكِـلِـهِمْ – يَكُونُ مِنَ iiالبِعادِ
تَـضِـلُّ  بِـغَيْرِهِ العِيْرُ iiالهَوادِي
يُـقـاسِـمُكَ المَبِيتَ عَلَى iiالوِسادِ
لِـضَـيْـفٍ  رِائِـحٍ فِـيْهِ iiوَغَادِ
لأنّـكَ نـاظِـرٌ يَـوْمَ iiالـمَـعادِ
يَـحُـطُّ عَـلـى مَـقاماتِ iiالعِبادِ
وَلا  يَـسْـمُـو إِلى السَّبْعِ iiالشِّدادِ
تُـلَـبِّـي حِـيْنَ تُصْغِي iiلِلْمُنادِي
مِـنَ الـقَـلْـبِ الـمُلَفََّعِ iiبِالسَّوادِ
بِـهِ يَـنْـجُـو الوَرَى يَوْمَ iiالتَّنادِ