لِمَ .. يا امرَأ القيس ؟!
لِمَ .. يا امرَأ القيس ؟!([1])
د.عدنان علي رضا النحوي
[email protected]لِمَ يا امْرَأَ القيس التجأْتَ إلى البكا
والـصّاحِبَيْنِ أَمرْتَ أَنْ يقِفَا لِتَبْـ
عجباً كأنَّ غيابَ مَنْ تهوى أَجـ
رَقَّ الـفـؤادُ فَلَمْ تُطِقْ بَرْحَ النَّوى
والـدّهـرُ أنواعُ المصائب جَمَّةٌ
* * *
أو مـا عَـلـمْتَ بأنَّ أهونَها فِرا
تَـبْـكي وَدارُكَ ما تزالُ مَصونةً
تـبـكـي وتدْفَعُ بالدُّموعِ سخينةً
مـاذا ستفْعلُ لو طُرِدْتَ وهُدِّمتْ
و تَـفـتّحتْ طُرُقُ النّزوح يَشُقُّها
ونُـثِـرتُمُ فوق البَسيطةِ لا جئيـ
* * *
مـاذا سـتـفْعَلُ لوُ عَلمْتَ بحالِنا
مَـهْلاً ! فكيفَ إذا رأيتَ خنوعَنا
وصُـراخُـنا ملءُ الشّعارات التي
ومُـنـافِـقٍ جَـعَلَ البلادَ تجارةً
وقَـضـيَّـةُ الإِسْـلامِ سِلْعةُ سادِرٍ
ودمـاؤنـا دفـقُ المجازِرِ لم تزلْ
انـظـرْ إلـى دارِ الخَليل وذلِّها
مـنْ بَعْدِ عِزٍّ قَدْ مَضَى في سَاحِها
والقْدسُ ! ويحي !والأسى يجتاحُها
وديـارُ غـزةَ كـلَّ يـوم غارة ٌ
لـتُـعـيد مِن ذكرى مجِازر قِبْيةٍ
تـبْـكي الأحبّةَ يوْمَ ضَجَّ رحيلُهم
وانـظـر أحـبَّتَنا ! فبَيْنَ مُهاجرٍ
مـا بـيـن شيخ طاعنٍ في سنّهِ
ونـضـارةِ الطّفلِ البهيّ وَنسْوةٍ
ومـنـازلٍ هُـدِمتْ وأُلْقِيَ أهْلُها
أُلْـقُـوا أمَـامَ مَـتـاهَـةٍ ودُجُنّةٍ
والـكَونُ يَنْظرُ والشّعوبُ تطلَّعَتْ
أو مَجْلس الأمْنِ الذي لم يَبْقَ فيـ
ولـجـانُه كم تدَّعي صَوْنَ الحقو
وَوَشـائجُ الأرْحامَ وَيْحي قُطِّعَتْ
مَهْلاً ! رُوَيدَكَ يا امرأ القيس التَفِتْ
فـي كـلِّ يـوم سَـقْطةٌ وتَنازُلٌ
لو كان ينفعنا البُكاءُ مضيتُ أسـ
لـكـنْ مُـصـيـبتُنا بغفوةِ أمَّةٍ
أَمّـا الـدّمـوعُ فـإنَّها أبداً سبيـء على حَبيبٍ غابَ عنْكَ ومَنْزلِ
كُـوا كـلَُّكُمْ بَيْن الدَّخولِ فحَوْمَلِ
لُّـ مـصيبةٍ حَلّتْ عليكَ فَأَجْمِلِ!
والـبَـيْـنِ بَـيْنَ تريُّثٍ وتَعَجُّلِ
فـيـهِ تَـشُدُّ على العبادِ وتَبْتَلي
* * *
قُ حـبـيـبةٍ أوْ صاحبٍ متَفضّلِ
وَحِـمـاكَ فـي أمْـنٍ وَلمْ يتبَدَّلِ
ويْـحي وَتدْفعُ بالقصيدِ المرْسَلِ
أرْكـانُ دارِكَ ثـمَّ صِرْتَ بمعزِلِ
أَفـواجُ قـوْمِـك في رَحيلٍ مُذْهلِ
نَ عـلـى هوانٍ فوقَ ذلك مُقْبِلِ
* * *
ذلاًّ نُـسـام وَفـتـنـةً لمْ تَنْجَلِ
بـيْـنَ الـعدى في رعْشَةٍ وتذلُّلِ
سَـقَـطَـتْ على مُسْتكبِرٍ ومُخَذِّلِ
يَـشْـري بِها ويبيع بَيعَ الأجْهَلِ
لا يـسـتـحي أو جاهلٍ لم يَعقلِ
تَـجْـري وأَكْوامُ الجماجِمِ تَعْتَلي
بَـيْـنَ الرّجاء وبيْنَ طول تَوَسُّلِ
يُـطْـوَى ويُطْوَى بَعْدُ كُلُّ مؤمَّلِ
والـمـسجدُ الأقْصى بأسرٍ مُثْقِلِ
تـنـقضُّ في قَصْفٍ عَلَيْها مُثْكِلِ
أوْ دَيْـرِ يـاسـيـنٍ ولـيلٍ ألْيَلِ
قُـمْ يـا امرأَ القَيسِ التْفِتْ وتأَمَّلِ
وَمُـصـرًَّعٍ ومُـمَزّقٍ ومُجَنْدَلِ
وفَـتـى أَغرَّ على الأَكفَّ مُحَمَّلِ
راحـوا ضـحيّةَ مُجْرمينَ وجُهَّلِ
عـبْـرَ الطّريقِ كأيِّ شَيْءٍ مُهْمَلِ
ومَـسَاربٍ حارَتْ و دَرْبٍ مُقْفَلِ
مـا بَـيْـنَ مُـشْترِكٍ وبَيْنَ مُغَفّلِ
هِ مِـنَ الأمـانةِ قَدْرَ حبَّة خَرْدَلِ
قِ لـكـلّـ مـظلومٍ وكلِّ مُخَذَّلِ
وتـنـاثَـرَتْ بيْنَ الهَوانِ المُمْحِلِ
لِـترى الهَوانَ وكُلَّ أمْرٍ مُعضِلِ
يَـمْـضي على نَهْجٍ أَذلَّ مسَلسَلِ
كـبُ ملءَ دهريَ من دمُوعٍ هُمَّلِ
وبِـصَـمْـتِها وخُنُوعِها المتَذَلِّلِ
لُ الـعـاجِـزِ المسْتَسْلِمِ المتَمَلْمِل
(span>1)1) أوحى إليّ بهذه القصيدة أبيات قليلة وصلتني من صديق يخاطب فيها امرأ القيس ويتساءل لِمَ يطلب امرؤ القيس من أصحابه أن يقفوا ويبكوا لرحيل حبيب ، فكيف يصنع لو رأى حالنا .