ومن جديد أسقطوا مصر

ومن جديد أسقطوا مصر

في جحيم الطوارئ

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

مصر الكنانة يحكمها العساكر من 27عاما بقانون الطوارئ ...قانون الشذوذ والظلم والجبروت , وتكريس السلطان الواسع في يد الأمن والسلطة التنفيذية . وكان من المفروض أن ينتهي العمل بهذا القانون الظالم آخر مايو 2008 .ولكن شعبنا المطحون فوجئ بقرار مبارك بمد العمل بهذا القانون إلى 31 5 2010 . وطبعا وافق أعضاء مجلس الشعب ممن ينتسبون للحزب الوطني ....حزب الحكومة ...والتزوير ...والظلم والنفعية . وهكذا أسقطت مصر من جديد في الظلام المرير.

سـقط  الدربُ في الظلام iiالمرير
إنـه الـلـيـلُ طال غدرًا وبغْيًا
لاعـنًـا وجـهَـهُ الكئيبَ سُهيْلٌ
والضفاف الخضراء ماجت بشوك
أيـن  يـا ضـفافُ ما كنتِ iiفيه
قـد  نماها الجمال، والسحرُ iiفيها
كـنـتِ لـلـتـائه المعذَّبِ iiأمْنا
لـم  تعودي- كما عهدناكِ- iiعيداً
*              *              *
ويْـح  قـلبي!! وأين نهرٌ iiعظيمٌ
كـيـفَ أَمضي إليه؟ إني iiأُعاني
هل ضللتُ الطريق للنهر؟ iiويْحي
فـعـلـى النهرِ عاتياتُ iiالأفاعي
مَـنْ  يرُمْ قطرةً من النهر iiثارتْ
كـلـمـا شـبـتْ الـعزائمُ iiمِنّا
فـتهاوتْ  خُطى الشريف iiالمعنَّى
كيف  نمضي والزيفُ دين iiوطبعٌ
وابـن مصرَ الأصيلُ يحيا iiغريبا
نـاكـس الرأس بالطوارئ iiدوما
والـعـدوّ الـغـريبُ فينا iiسعيد
ٌفـاختلالُ المعيارِ أضْحى iiصوأبا
وأنـادي بـلابـلَ الدوْحِ.. iiعَلِّيِ
فـلْـتُـجيبي  بلابلَ الدوحِ iiصبًّا
لا  أرى بـلبلاً على الدوْح iiيشدو
بـاغـيـاتٍ تـعيثُ دوْما iiفسادًا
ونـعـيقُ  الغربان يسْرى iiلحُونا
والـسّـكـارى تميلهم نشوةٌ iiحرّ
وارتـدتْ  لـبـدةَ الأسودِ iiكلابٌ
وذُرا  الـراسـياتِ أمستْ iiمطايا
والـفـقـاقيعُ قد علَتْ قمةَ iiالسيْ
والخريرالمصدورُ في الجدول iiالذّا
والنقيُّ  الشريف في السجن iiيُلقىَ
والـخـئـون  اللئيم يُدْعى iiأمينا
غـيـرُ مـستغَْربٍ. فهذي iiأمورٌ
فـزمـامُ  الأمورِ في كفِّ iiأعمى
والـعَـمَى ليس في العيون iiولكنْ
*              *              *
وأمـيـرُ  الـعميان بالإفْك iiيُدلي
ابـتـداءً  مـن نشرة اليوم iiحتى
لـيـس  "سـحبانُ" للبيان iiأميرًا
لا، ولا "خـالـد" بسيفٍ iiعُضابٍ
لا،  ولا "طـارق" بـه قد iiتجلت
وصـلاح  الـدين الذي قيل iiعنه
كـل هـذا رجـعـيةٌ .. وادعاءٌ
فـاسـتـنيروا بحكمتي ومساري
وأنـا  الـفـذُّ قد رصدتُ iiحياتي
*              *              *
يـا  أمـيرَ العميان حسبك iiزورًا
فـلـتـقـلْ ما تشاء فالحقُّ أبْقى
فـلـقـد عـشتَ منكِرًا كلَّ iiحقٍّ
غـيـرَ  أنـي أقول قولة iiصدق
تـعَـسَـتْ أمةٌ تراختْ فصارت
يـدعـى أنـه الـبـشيرُ iiبطبٍّ
فـإذا  طـبُّـه خـداعٌ .. iiوزورٌ
يـنـكرُ  الأصلَ والجذورَ iiويُبقي
وإذا أنـكـر الـجـذورَ iiنـباتٌ
*              *              *
وأُرانـي  أقـولـ: مـهلاً iiأفيقي
إن  تـحـت الرماد نارًا iiتوارتْ
يـا  خـفـافـيش قد مللْنا iiفخلِّي
يـا خـفـافيش للخرائب iiعودي
ارجعي- لا سلمت- للقاع حسْرى
فـالـنـسورُ  التي طواها غياب
والـظـلامٌ  الـذي علا كلَّ iiأفْقِ































































فـطـواه  الأسى، وما مِنْ iiمُجيرِ
داعـرَ  الـقلبِ، ما له مِنْ iiنظيرِ
والـثـريّـا وكـلُّ نـجم iiزَهيرِ
قـاتـل الـوخز عابس iiقمطرير
مـن ريـاضٍ تـضمُّ كلَّ iiنضيرِ
سـاطـعُ الـنور والشذا iiوالعبيرِ
وحِـمَـى  الجائع الطريدِ الكسيرِ
مـن لُـحونٍ، ومنْ سنا iiوعطورِ
*              *              *
حـاتـمـيُّ  الـعطاءِ بالموفورِ؟
عـطـشًـا حارقا كجمر iiالسعيرِ
إذْ أرى الـهـوْلَ صارخًا iiبالنذيرِ
بـيـنَ  أنْـيابها اغتيالُ iiالمصيرِ
بـعُـضـا ل من السُّموم iiخطيرِ
أخـرستْها رُؤى الفحيح iiالهصورِ
نـازفَ  الـقلب ما لَه من نصير
والـنفاقُ الخسيس جسْرُ iiالعبور؟
بـحـقـوقِ  الإنسانِ غيرَ iiجدير
فـي غـيـاب القانون iiوالدستور
ومـحـاطٌ  بـالحبِّ .. iiوالتقدير
والـصـوابُ التّمامُ شر iiالشرور
أتـعـزَّى  بـشـدْوِها iiالمسحور
ظـامئَ  القلبِ والهوى iiوالشعور
بـلْ  خفافيشَ في رياشِ الصقور
بـمـغـانـيه في غيابِ iiالنسور
فـي جـنـازاتِ فكرنا iiالمنحور
ى  لـلـحـنٍ .. ممزَّقٍ iiمخْمور
وقـطـيعُ الحميرِ .. جلدَ iiالنمور
لـحصَى الأرضِ والبغاثِ الحقير
لِ،  وصـارتْ أمـيـرةً iiللبحورِ
بـلِ يـطـغَى على هزيم الهدير
بـيـنما اللصُّ في النعيم iiالنضير
والأمـيـنُ الـنـبيلُ جِدّ iiخطير
عـكـسـهـا فتنةٌ وضدُّ iiالمسيرِ
أسـودِ  الـقلْب مستباحِ iiالضمير
فـي قلوبٍ مطموسةٍ في iiالصدور
*              *              *
بـبـيـانٍ  من قصرِه iiالمسعور:
تُـبـعثَ الأرضُ أرضُنا iiللنشور
فـأنـا  لـلـبـيـان خيرُ iiأميرِ
سـلَّـه  اللهُ عـاتـيـا iiكالسعير
نـصـرةُ الـحق والهدى iiوالنور
فـاتـح الـقدس بالسلام الجَسور
وانـسـحاب  إلى ظلام العصور
مـا هدى الشعبَ مثلُ عقلٍ iiخبير
وجـهـادي  لـلـنورِ iiوالتنوير"
*              *              *
قـد  تـماديْتَ في هوى iiالتزوير
لستَ  في العيرِ أنت أوْ في النفير
وجـهـولاً مُـتـوَّجًا.. iiبالغرور
لا  تـبـالـي بـسلطة أو iiأمير:
مـرْكَـبًـا  هـيّنًا لغِرٍّ.. ضريرِ
قـادرٍ،  نـاجـعٍ، جـديد، iiمثير
يـجـعل السهْل ألفَ ألفِ iiعسير
فـي حِـمـاهُ الملعونِ كل iiعَقور
مـاتَ فـي لفحةِ اللظى iiوالهجير
*              *              *
يـا خـفـافـيشُ للنذيرِ iiالأخيرِ:
سـوفَ ترمي بجمرها iiالمستطير
مـا تـبـقى من عمْرِنا iiالمقهور
هـا هـو الـفـجرُ قادمٌ iiبالبشير
رجـعـةَ الـخاسرِ الذليل الحقير
عـائـداتٌ لـوكـرِها iiالمهجور
سـوفَ  يُـمحَى أمامَ سيلِ iiالنور

              

معاني الكلمات:

المرير: الشديد القوي. سهيل والثريا: نجمان. قمطرير: شديد قوي يرم: يطلب.

العضال: القاتل الذي لا شفاء منه.الفحيح: صوت الحيات. المعنى (بتشديد النون): المجهد المتعب.

صبا: محبا عاشقا. الذرا: القمم. البغاث: ضعاف الطير

الهزيم: الصوت القوي، والهدير صوت البحر. سحبان: أفصح أهل عصره، وبه يضرب المثل في الفصاحة.

العضاب: القوي القاطع. الغر: الساذج ضعيف الفهم