حسن البنا
24أيار2008
د. محمد البيومي
حسن البنا
تحية في ذكراه
الإمام الشهيد حسن البنا
د. محمد رجب البيومي
شـع فـي الكون كوكباً شـع في الكون والغياهب تكسو والـدجـى زاحف كموج شديد أغرق الأرض في حدادٍ رهيب وسـرى الـمدلجون في ظلمات قـيـد الـحزن خطوهم وثنتهم يرتجون الضياء والحندس الحا قـيـد الـحزن خطوهم فتعالت أيـن لا أيـن يـذهـبون وهذا أأمـامـاً وفـي الأمـام حتوف والأعـاصير حولهم تحصد الدو هـائـجـات كأنما غاظها اللي أيـن أيـن الـضياء يسعد أقوا ظـلمات الإلحاد تطغى من الغر شـبـهـاتٌ تـأصل الحقد فيها تطعن الدين في الصميم وتمضي وحـمـاة الإسلام يحنون رأساً ضـعـفوا عدة فأغضوا جميعاً تـتـهاوى الطعان في جسدٍ فا طـمسوا الذكر أو أرادوا خداعاً عـلـم الله لـم يـصولوا بحق أذؤب صـادفـت خلاءً فراحت لـو أتـاها الزئير وهو قريب شـبـهـاتٌ تـكاثفت وادلهمت أين من يكشف الغشاء عن العي ظـمئت أنفسٌ إلى النور وضا الـضـياء الضياء يا منقذ الكو دعـوةٌ صـادفـت قبولاً فشكراً الإمـام الـشـهـيد أرسله الله شـع فـي الكون كوكباً وضاء | وضاءَمـلأ الأرض بـهـجة صـفـحـة الأفـق حلة سوداء غـمـر الأفق واستباح الفضاء وتـعـالـى فـطـبق الأرجاء لـيـس يلقون في دجاها اهتداء مـجهدات السرى فضجوا عياء لـك مـن حـولهم يبيد الرجاء صـرخـات تـفـتت الأحشاء سـعيهم في الدجى يضيع هباء أم يـكـرون في الطريق وراء ح وتـسـتأصل الذرى الشماء ـل فـأصـلته حربها الشعواء مـاً تـهاووا على الثرى أنضاء ب فـتزجي إلى الحنيف البلاء خـبـثت جوهراً وراقت طلاء لا تـرى بـاسـلاً يرد اعتداء سـاءه أن يـكـرر الإحـنـاء يـا لـقـومٍ تـعشقوا الإغضاء رق روح الـحـيـاة إلا ذمـاء وتـبـاروا في النيل منه امتراء بـل تـعـاووا لجاجة وافتراء تملأ السمع ما استطاعت عواء لـرأيـنـا الـعواء صار بكاء! ثـم أرخت على العيون الغطاء ـن ألا كـوكب يزيل الغشاء؟ ءً فـأزجـت إلى السماء الدعاء ن فـيـالـها لما عشقنا الضياء لـك ربـي فـقد أجبت النداء سـراجـاً يـبـدد الـظـلماء مـلأ الأرض بـهـجة والسماء | والسماءَ
-2-
صاح بالمدلجين: قد وضع دعـوةٌ أيـقـظـت نـياماً فهبوا وأصـابت من الصدور انشراحاً مـثـلـمـا يـنعش النمير قلوباً أبـصـروا قائداً يسل المواضي ذائـداً عـن حمى الرسالة يصلي ذائداً عن حمى العروبة في عصـ يـالـه سـاعـيـاً على قدميه! مـوغـلاً بـالـكفور يهبط سهلاً يـذرع الأرض ليس يعبأ بالرمـ لـم يـدع قـريةً هنالك إلا اختا يـقـرأ الـذكـر والجلالة تكسو فـتـخـال القلوب ذابت وكانت نـبـرات تـؤجـج الـدم ناراً قـد رزحـتـم يا قوم تحت قيود أيـن أيـن الإسـلام؟ أزهقتموه طـمس الغرب هديه عن العيون وحـبـاكـم حضارة تنفث السـ قـيـل عنها: رقشاء ذات بريق قـيل عنها: ملساء قلت: أيقصي بـرعـت فـي لـذائذ تترك العا فـأجـادت خـلاعـة ومـجوناً وأرقـات مـن الـشراب كؤوساً شـيـدت الانحلال صرحاً مكيناً قـيـل عـنـها: تمدن ومن الخد صـرخـات إذا عـلـت نادبات نـبـهـت أعين الشبيبة للمجـ كـان فـيـهـم تخنث يوقد الحز أنـقـذتـهـم من السقوط فعاشوا نـفـثت في القلوب سحراً عجيباً فـإذا الـنـاس مـهـطعون إليه مـنـطـق آثـر الـنـبوة هدياً أعـجـز اللسن في المنابر بهراً أرأيـت الـغمام طاف على الأر أرأيـت الـغمام طاف على الأر صـح فـي المقفر الجديب دفوقاً فـإذا الأرض بـعد محل جديب مـدت الـظـل وارفاً واستطالت كـلـمـا حـام فـوقها عندليبٌ مـنـظـرٌ بـاهـر وطعمٌ شهي | المهــيـع لـلـسير، فالنجاء بـعـد أن أتـعبوا الثرى إغفاء يـمـلأ الـنـفـس راحةً وهناء قـد تـلـظت مع الهجير ظماء ويـعـد الـكـتـائب الخرساء شـانـئـيـهـا جـهنماً حمراء ـرٍ غـدا أهـلـهـا بـه غرباء هـاديـاً يـرسم الطريق السواء ثـم يـعـلوا إلى النجود ارتقاء ـضـاء صـيفاً والزمهرير شتاء ر مـنـهـا أنـصـاره الأوفياء وجـهـه الـطـلق رونقاً وبهاء عـن قـريـب حـجارة صماء كـلـهـيـب يـسعر الرمضاء كـبـلـتـكـم، فـصرتم أسراء وغـدوتـم مـن بـعـده يُتماء أصـبـحـت بـعد نوره عمياء ـم مـبـيـداً كـحـيـة رقطاء وأرى الـغـدر يـتـبع الرقشاء سـمـهـا عـنك أن ترى ملساء قـل والأعـجـم الـمسف سواء وأزالــت حــمـيـة وإبـاء أطـفـأت من سنا العقول الذكاء مـن رأى الانـحلال صار بناء؟ عـة أن يـتـقـنوا لها الأسماء أرهـف الـشـرق سمعه إصغاء ـد وأدنـت إلى الهدى من تناءى ن ولـهـوٌ يـندي الوجوه حياء فـي الـربى الخضر سادة شرفاء وتـمـشـى تـيـارهـا كهرباء يــتـبـارون نـجـدة وفـداء فـي زمـان لا يـبـعث الأنبياء وتـغـالـى فـأفـحـم الشعراء ض فـأحـيـا الـمهامه الجدباء ض فـأحـيـا الـمهامه الجدباء فـسـقى الأرض واستحث النماء تـتـصـبـاك جـنـة غـناء بـثـمـارٍ تسبي النفوس اشتهاء وجـد الـظـل والـجنى والماء وشـذى عـاطـر يزين الفضاء | النجاء
-3-
هـكـذا كـانـت النفوس سـمـعـت منطق الإمام فرفت فـهـداهـا إلـى الطريق سوياً عـشـقت شرعة الكتاب فما تر تـبـذل الـروح دونـها وقليل ضل من يفصل السياسة عن ديـ زعـمـوه عـبـادةً لا نـظاماً إن تبعنا بعض الكتاب وأغضيـ فـخـذوا الـدين جملةً أو دعوه دعـوةٌ لـم تـقف بمصر ولكن فـارقـب الـشام والعراق وإيرا وارقـب المسلمين في كل صقع لـم يـكـن ربـها رسولاً ولكن سـلـكت نهجه وخفت كما خف خـاب فـأل الإلـحاد ماذا دهاه؟ نـفـث الـسـم حيث ظن فناء شـع مـجد الإسلام يشرق نوراً فـإذا الـمـسـلمون خلف إمام قـادهـم من الصلاة رهبان ليل ثـم بـعد الصلاة فرسان حرب خـلـعوا ربقة الجمود وخاضوا درسـوا الاقـتـصاد فناً وراحوا شـركـاتٌ تـدفـق المال منها تـركـت أوجه الحرام وسارت سـحـب من السلام تمطر خيراً قـوةٌ مـن قـوى المهيمن تسطو زحـفـت لـليهود أسداً غضاباً فـي فلسطين كم هوت بحصون فـارقب الأرض إن أردت لتلقى الأسود الغضاب تحمي حمى الغا زأرت فـالـفضاء إعصار جن فـتـكـت بـالـعدو فتكاً فلاقى أوشـكـت أن تفوز لولا رعاعٌ طـعنوا الأسد من الظهور وكانوا وأتـوا مـصـر لا لـيلقوا ثناء عـبـأ الـغـاصب الدخيل قواه سـاءه أن يكون من مصر جيل كـيـف هـذا، وذو المكانة فيهم يـعـشـق الـلـيل قائماً مدلهماً وحـوالـيـه حفنة من لصوص هـو مـن فـوقـهـم إله مطاع عـقـدوا أمـرهـم وخفوا إليه قـيـل من حارب الطغاة جهاراً قـيـلـ: من شاد للفضيلة ركناً قيل: من صارع الرذيلة حتى لفـ قيل: من ألف القلوب على الحـ مـن هدى المسلمين للذكر فيضاً مـن دهـا الظالم الغشوم بحرب مـن أعد الجموح تزحف للبغـ مـن رمـى الاحتلال فهو طريح حـسـنٌ أوقـد الـضرام حريقاً اقـتـلـوه إذن لـنـرتـاح منه | يباباًثـم أضـحـت خـميلة فيحاء! واسـتـفـاضت بشاشة وصفاء ومـشـت فـيـه لا تروم انثناء غـب إلا الـحـنـيـفة الغراء أن تـضـيع الأرواح فيها سخاء ـن يـقـيـم السياسة الزهراء ومـضـوا يـقـسـمونه أجزاء ـنـا عن البعض كان هذا غباء لـيـكـون الإسـلام منكم براء مـلأت مـسـمع الورى أصداء ن ولـيـبـيا وتونس الخضراء تـجـد الـدعوة استطالت سناء تـبـعـت دعوة الرسول احتذاء يـزيـل الـجـهـالـة الجهلاء بـذل الـجـهـد ثم ضاع هباء ويـلـه قـد غـدا الـفناء بقاء فـكـسـا صفحة الوجود رواء رف فـي مـلـتقى العيون لواء تـتـهـاوى دمـوعـهـم أنداء ألـفـوا أن يـقـارعوا الهيجاء لـجـج الـعـيش يطفرون فتاء عـمـلـيـاً يجنون منه الثراء تـمـنـح الرزق مطمعاً، وكساء لا تـريـم الـمـحجة البيضاء ولـدى الـروع تـمطر الأرزاء فـتـدك الـمـعـاقـل الشماء فـمشى الذعر في النفوس وجاء وأراقـت عـلـى الـرمال دماء جـثـثـاً قـد تـناثرت أعضاء ب وتـردي الـثـعالب الدخلاء مـثـلـمـا هجت زعزعاً نكباء مـن فـنـون الصيال داء عياء دبـروهـا مـكـيـدةً سـوداء من حمى النصر يرقبون ازدهاء بـل لـيـلـقـوا تحرشاً وبلاء لـيـبـيـد الأشـاوس البسلاء عـبـقـريٌ يـعلوا بها الجوزاء يـطـمـس النور خشيةً واتقاء ويـخـاف الـصباح إما أضاء حـذقـوا الزور فاغتدوا وزراء عـبـدوه تـمـلـقـاً وريـاء يـرسـمـون الـجريمة الشنعاء فـتـواروا عن الورى استحذاء؟ شـامـخـاً يزحم النجوم علاء؟ ـظـت مـن صراعها الحوباء؟ ـق فـفـاضـت محبة وإخاء؟ فـتـسـاقـوا رحـيقه صهباء؟ كـدرتـه فـمـا أحـس صفاء؟ ـي فـتـرديه من الثرى إرداء؟ يـقـرع الـسـن شاكياً مستاء؟ طـبـق الأفق حين لاقى الهواء ثـم تـسري الرياح بعد رخاء! |
-4-
دبـروا أمـرهم دجىً شـردوا صـحبة الكرام فباتوا بـذلوا الروح في فلسطين لكن ربـما أطلقوا اللصوص وراحوا حـدثٌ مـضـحك وشر البلايا ذاك ما كان من وحوشٍ أطاعوا وخـلا الـجـو لاغتيال شهيد رصـدوا دونـه الفخاخ وطافت ومـشـى الـهول عاصفاً بإمام نـبـأٌ صـاعـق أتاح انفجاراً أزعـج الـلـيـل إذ رآه فندت صـاح بـالبدر هل رأيت فألفا وبـدا الـصـبـح حالكاً مدلهماً لـم نـجـد شـمسه تلوح فقلنا مـصرعٌ أشعل النفوس كما ألـ كـل قـلـب به أزيزٌ من الحز جـاهـداً يـنشد العزاء وهيها أرأيـت البركان هاج على الكو حـطـم الـراسخ الأشم وثارت لـهـبٌ يـبعث الحمام شواظاً أفـزع الـخلق فالطيور حيارى ووحـوش الفلاة تعدو من الهو والـبـحار الموارة اللج ضجت لم يكن مصرع الإمام سوى البر قـتـلـوه وعـذبـوا كل باك تـتـلاقى العيون لا اللفظ شاك جـثـم الـصمت بالشفاه فدعها تـسـتر الدمع خيفة الشر لكن فـإذا الـصـبح عاقه لحظاتٍ أيـن عدل السماء يارب من ذا أين عدل السماء قد كبت الصمـ أين عدل السماء قد زعزع الخو أيـن عـدل السماء فالظلم باغ أيـن عـدل السماء لا يأس لكن نـفـد الصبر من القلوب فنادت أسـقـط الـظـالم الأثيم فولى وسـرت دعـوة الشهيد كما كا تـرفع الحق حين يخفض رأساً تـرشـد الـناس للكتاب وتعلي سـيـقـول التاريخ كان ظلامٌ وأتـى الـمـرشد الشهيد ليمحو شـع مـن الكون كوكباً وضاء | وتواصواأن يـكـونوا في بغيهم بـيـن أصـفاء أسرهم سجناء وجـدوا غـيهب السجون جزاء يـأسـرون الأفـاضل الأبرياء حـدثٌ يضحك الورى استهزاء فـي خـنى البغي شهوةً رعناء كـان مـنـعـاه سـبةً نكراء نـذر الـمـوت حوله تتراءى شـرف الله بـاسـمـه الشهداء زلـزل الأرض وقـعه والسماء صـرخـاتٌ فـيه تشق الفضاء ه كـئـيـباً يذري الدموع دماء تـتـدجـى آفـاقـه ظـلماء! أكـذاك الـحـمـام غال ذكاء! ـقـيت في النفط شعلة حمراء ن تـمـادى فـأشـعل البرحاء ت لـذي البؤس أن ينال العزاء ن فـألـقـى القذائف الهوجاء؟ حـمـم الـموت تمطر الأنحاء جـاحـمـاً عمق النفوس فناء تـمـلأ الأفـق ضـجة وبكاء ل فـتـلقى من كل صقع بلاء لـحـريـقٍ يـؤجـج الدماءَ! كـان دوى فـزلـزل الأرجاء قـام مـن بـعده يصوغ الرثاء لا ولا الـصدر يرسل الصعداء فـقـلوب الورى تضج اشتكاء فـاض قهراً وما استطاع خفاء سـح كـالعارض الهتون مساء غـيـرك اليوم يكشف الغماء؟ ـت نـفوساً لا تملك الإفضاء؟ ف قـلـوبـاً تـمزقت أشلاء؟ يـسـتحث الخطوب والبأساء؟ ربـما استبطأ المريض الشفاء؟ ربـهـا مـنـقـذاً فلبى النداء يـرقـب الموت ضحوة وعشاء نت تنير الدجى وتروي الظماء تـدفـع البغي إذ يصول اعتداء لـذويـه فـي الـخافقين اللواء حـالـكٌ يـطمس العيون عماء عـن حـمى النيل ظلمة طيخاء مـلأ الأرض بـهـجةًً وسماء | شركاء
(1) من ديوان صدى الأيام