رسالة إلى المواطن الفلسطيني

رسالة إلى المواطن الفلسطيني

(حنا خضر)

فيصل بن محمد الحجي

[email protected]

نشرت وسائل الإعلام بتاريخ 23/6/1410هـ قصة المواطن الفلسطيني (حنا خضر) الذي أجرى له بعض أطباء اليهود عملية جراحية نقلوا فيها إلى جسمه قلب شرطي يهودي أصيب في الانتفاضة.. فاحتج المتعصبون اليهود وثاروا حتى اضطر الأطباء الذين أجروا العملية إلى الاعتذار.. وكأنهم دنسوا قلب اليهودي حين وضعوه في جسم عربي.. أما المواطن الفلسطيني (حنا خضر) فقد توارى عن الأنظار خوفاً منهم.

وقد اكتشفت من هذه الحادثة كم نظلم النازية والفاشية وأية عنصرية أخرى حين نشبهها بالصهيونية أو نشبه الصهيونية بها.. فالتاريخ لم يشهد فكراً رجعياً متخلفاً متعجرفاً متطرفاً كالفكر الصهيوني.. هذا الفكر الذي لا نتوقع منه أن ينسجم مع العقل والمنطق والعدل والحرية.. إن الكرامة التي تغلي في عروقنا تدفعنا إلى القول: (كان الأولى بجسم المواطن العربي أن يلفظ هذا القلب الغريب المشبوه..) ولكن يبدو أنه تعرض لعملية (تطبيع) قبل زرع القلب.

حـنـا.. أجـبـني –يا شفاك الله- بالقول الصريح
هل  جسمك (المحتل) ما ينفك في الوضع iiالصحيح؟
أو مـا سـمعت لقلبك (المدسوس) أصوات iiالفحيح؟
مـا مـوقـف الأحشاء حين تنوء بالضيف iiالقبيح؟
هـلاّ  سـألت القلب هذا.. كي يجيبك في iiوضوح؟
اسـألـهـ:  كـم له في البرية من قتيل أو iiجريح؟
اسـألـه: كم نكث العهود؟ وسَلْهُ: هل قتل iiالمسيح؟
وغـداً سـيـلعب لعبة الشيطان في الصدر iiالفسيح
يـمـتـد  كـالـسرطان.. يحتلُّ المرابع iiوالسفوحْ
يـسـتـلُّ أنـيـاب المطامع ينهش الجسم iiالطريحْ
وتـغـادر الأعـضـاء مأواها.. إلى درب iiالنزوحْ
تـأوي إلـى ظـل الـمـخيّم.. والمخيم iiكالضريحْ
هـل أنـت يـا حنّا –وقد بدت الخديعة- iiمستريحْ؟
*                       *                       ii*
حـنّـا.. تَـبَـصّرْ في الأمور.. وسَلْ أطباء iiالحياةْ
مـا يـفـعـل الجرثوم إن دخل الجسوم iiالسالماتْ؟
يـدعـو الـجـراثـيـم التي تقتات أشلاء iiالرفاتْ
خـوفـي عـلـيـك يزيد –يا حنّا- فليلُ الشرِّ آتْ
وكـأن  صـدرك قـد حشاه المعتدي ii(مستوطنات)
يـدعـو  شـرار الأرض كي يتجمّعوا بعد iiالشتاتْ
هـم يـسـهـرون على نكايتنا.. وقومي في iiسُباتْ
يـتـقـاسـمـون ديـارنـا.. وكأنها أرض مواتْ
هـم  يـزعـمـون النيل من ميراثهم حتى iiالفراتْ
ولـهـم  أطـايـب ما نما في أرضنا.. ولنا الفتاتْ
والـحـق  إن لـم تَـحْـمِهِ بسواعد الأبطال iiماتْ
فـانـهـض..  فلا جدوى إذا قام الفتى بعد iiالفواتْ
*                       *                       ii*
أرأيـت يـا حـنّـا؟ فـهـذي الحال نادرة iiالمثال
ألـفـا  سـؤال لـلـتـعـجب.. بعدها ألفا iiسؤال
كـيـف اسـتـقر بصدرك (السلميّ) داعية iiالقتال؟
أتـراك  حـالـفتَ اليهود.. وما نظرت إلى iiالمآل؟
و(الـنجمة) السوداء أَلَّبت (الصليب) على (الهلال)؟
و(الـقبعات) مع (القلانس) هل تُغِيرُ على ii(العقال)؟
أتـبـيـع يـا حـنّـا بـساتين الشذى iiوالبرتقال؟
دعـنـي  أظـنّ بـك الـوفـاءَ فإنه سمة iiالرجال
ولَـتـذكـرنَّ  سـماحةَ الإسلام في الحقب iiالطوال
مـا  بـيـنـنـا غـيـرُ المودة والتآلف iiوالخلال
وشـواهـد  الـتـاريـخ بـاديـة المعالم iiكالجبال
لا  تُـسـكِـنَـنَّ ابنَ الحرام بموطن القلب iiالحلال
*                       *                       ii*
أرثـي لـمـثـلـك أن يـكون بصدره قلب iiحقودْ
أخـشـى  عـليك من اعتياد الغدر أو نكث iiالعهودْ
أخـشـى  عليك من الجحود.. وأنت ذو كرم iiوجودْ
أخـشـى  عـلـيـك قساوة القلب التي عند اليهودْ
حـقـد دفـيـن قـد رواه لـنا الجدود عن iiالجدودْ
فـي  (ديـر يـاسـين) الدماءُ تُشيب أطفالَ المهودْ
لـم  يَـنْـجُ مـنـهم طاعن في السن أو طفل وليدْ
لـم تـنـجُ ربّـات الـحِـجال من الخنا ثم اللحودْ
(صـبـرا)  و(شاتيلا) بها الأهوال جاوزت iiالحدودْ
أنـا لا أريـد لـك الـحـياة وفي الحشا قلب iiلدودْ
ابـصـقـه يـا حـنا (تغوّطْهُ) ومُتْ مَوتَ iiالأسودْ
فـالـلـيـث  يـأبى أن يعيش على نفايات iiالقرودْ
*                       *                       ii*
الـحُـرُّ  إن يَـصْـدُمْهُ بحرُ الشرِّ هاجمه iiوخاضهْ
يـسـخـو  بأنفاس يعيش بها.. لكي يحمي iiحياضهْ
مـن ذا الـذي يـدعو غرابَ البَينِ يُسلِمُهُ iiرياضهْ؟
مـن  ذا الذي يشري سواد القلب.. مزدرياً iiبياضهْ؟
أتـظـنـه  نُـعـمى.. ويوم الشؤم فرّخَه iiوباضهْ؟
هـي خـدعة الإحسان تحمل في طواياها iiانقراضهْ
كـم  مـن شـعـار لامـع لو يرتقي جبلاً iiلهاضهْ
كـم ظـلـلـونـا بـالـتحرر والفنون وبالرياضهْ
لا ليس في القلب الخبيث من المريض من استعاضهْ
لـيـس العلاج بقلب من يعصي ويمنحك iiاعتراضهْ
فـاطـلـب  دواءً ناجعاً يمحو من الصدر iiانقباضهْ
إن  الـدواء مُـيـسَّـرٌ.. إن الدواء هو ii(انتفاضه)