على درب الشهادة
24تموز2010
د. محمد حكمت وليد
الشهيد عبد العزيز الرنتيسي
د. محمد حكمت وليد
"في الذكرى الأولى لاستشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته يد العدوان الإسرائيلي يوم 17/4/2004 خلال أقل من شهر من اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمهما الله.."
يـسـافـر البحر في عينيك أمـا تـعـبـتَ من الأهوال تركبها أيـا شـهيداً مضى في الدرب منطلقاً طـلـبـت جـنات عدنٍ في أصائلها أرخصت روحك من أجل الوصول لها وصـرت عـنـد مـليكٍ لا كفاء له * * * عـبـد العزيز سقتك الغادياتُ ضحىً تـبـكـيـك نخلات بغدادٍ ودجلتها.. أيـا طـبـيـباً مضى من ذا يطببنا لا تـسـأل الـعرب فالأعراب قادتهم لا تـسـأل الـطـلل العافي ودمنتهُ فـي كل أرضٍ ترى فرعون يحكمهم * * * يـا بيت حانون.. يايَبْنا(*).. ويا رفحٌ يـا بـحر غزة.. يا أردنُّ.. يا بردى الـقـدس فـي كـربها تشكو لبارئها يـجـرف التين والزيتون في ضغنٍ يـعـربـد الوحش والأعراب صامتةٌ يـا قـوم فـلتغضبوا يوماً أليس لكم قـولـوا لـشـارون يوماً إنكم بشرٌ قـولـوا له كُفَّ عن مسرى النبي يداً * * * يا صامدون اصبروا.. فالحق منتصرٌ لـقـد كـتـبتم سطور النور مشرقةً دم الـشـهـادة عـنـد الله مـنزلةٌ قـد كـبـر الشهداء اليوم وانتفضوا فـتـحـت كـل سـمـاءٍ منهم بطلٌ والله لـو عـلـم الـصـاروخ بغيته وأن وجـهـتـه ذاك الأمـيـن وذا لـحـاد عـن سـيـره وارتد منطلقاً * * * عـبـد الـعزيز وأنت اليوم في شغلٍ فـي جـنـة الخلد يا طيب المقام بها لا قـال يـاسـيـنُ والأحـباب كلهم فـاهـنـأ بـلـقياهم واهنأ بمنزلهم قـلـوب كل الورى صارت لكم سكناً | والشجنمـتـى تـحـط بك الأمواج أم أن شـوقـك لا يـهـدا ولا يـهنُ الـصـبـر عـدته والمركب الخشنُ فـنـلـت ما تبتغي وارتاحت الظعن لـو يـعـلم الحب والعشاق ما الثمنُ ولا يــذل لـه جـارٌ ولا سـكـن * * * وفـاض فـوق ثـراك الصَّيِّبُ الهتن وغـوطـةُ الـشام والسودان واليمن والـداء يـنـهـكـنا والذل والوهن مـسـتسلمون وسيف العرب مرتهنُ لـن تـسـتجيب لك الأطلال والدمن ويـسـتـبـد بـهـم فـي غلهِ وثنُ * * * يـا مـكـة الخير.. يا بغدانُ يا عدنُ يا قاسيون.. ويا سيناء.. يا حصن(5) مـا خـبـأتـه الليالي السود والمحنُ وتـهـدم الـدور والـبلدات والمدن لا حـسُّ لا قـلبُ.. لا عينٌ ولا أذنُ كـرامـة كـعـبـاد الله.. تـمـتهن لـكـم لـسـانٌ وقـلـب عاقل فطنُ شـلـت يـمـينك يا شارون والبدنُ * * * مـهـمـا تـطـاولت الآلام والمحن فـلـيـقـرأ الناس والتاريخ والزمن لا تـحـسـبوا شهداء الحق قد دفنوا مـن الـقـبـور فزال القبر والكفن يـمشي إلى الموت لا خوفٌ ولا جبن وأن مـطـلـقـهُ مـسـتـهترٌ عفن الـمـجـاهـد الفذ ذاك الكيس الفطنُ لـصـدر شارون يفري قلبه الضغنُ * * * مـع الـمـلائـك لا هـمّ ولا حزن الـحـورُ والـنـور والأنهار واللبن فـتحي.. وعياش والقسام.. والقنن(*) نـعـم الـجوارُ ونعم الأهل والوطنُ يـا طيب مسكنكم.. وطيب من سكنوا | والسفنُ
(5) حصن: جبل عظيم في شمال نجد (*) القنن: الذرى.