حوارية مغترب على وتر الرباب
حوارية مغترب على وتر الرباب
ابن الفرات العراقي
[email protected] ظهرت فجاة واختفت ..وبثت حديثها الموجع
مـن ايـن ابـدا لـلـحديث مخلدا
مـن اين انت سالتها .عطش اللظى
فـتـكـسـرت لغة الحديث حديثنا
مـن ايـن ..وابـتدا اللقاء مواجعا
وجـرى حـديث شال نزف حكاية
بـغـداد بـيتي والعراق ابو العلى
هـاجرت فاحتمل الطريق مواجعي
فـارقـته والريح تضرب خطوتي
هـذي انـا بنت العراق على الظما
عـشـت الـواجـع بدءها وختامها
ولـقـد طـغى شوقي وعرا داخلي
جـبـت الـبـلاد مـديـنة فمدينة
هـذي تـصـد وتـلـك تفتح بابها
تـتـنـهـد الخطوات ،ملاى بالدما
ذبـنـا احـتـراقـا ما تغير حالنا
فـارقـت ارضي والخيال يحوطني
فـالـعـاشقون ،انا وصمت حقائبي
والـحب يسكنني .وشرش في دمي
انا من عصرت الى العراق شبيبتي
مـا بـعـت دار الـعبقرية والندى
ووقـفـت في وجه الرياح بما ارى
انـا بـالـهـمـوم اميرة ورعيتي
طـافت على بلدي خطوب اوردت
واعـتـل مـائي من جراح احبتي
انـا مـن بـلاد ازهـرت بشبابها
وتـضـوات بـيـن المدائن نارنا
صـرحـا تطاول في السماء عنانه
انـا مـن بلاد صافحت كف الذرى
مـدّ وا ..لافـلاك الـسماء شراكهم
وتـسـلـقـوا درج العلى وبروقه
انـا مـن بـلاد الـرافـدين قديمنا
وجـديـدننا منه الشطوط قد ارتوت
وصـحـائفا نشر الزمان سطورها
قـد كـان يـومـا .بالشباب مطافنا
او رفّ بـي حـلـم سواه وزارني
انـا يـا صـديقي من بلاد اثمرت
قـلـبـي يـشـرع بـابه لاحبتي
ونـوازع الاشـواق فـيّ جـماحها
انـي لالـمـح والـحـدود بمدها
وعـلـى بـساط الله خيل( محمد )
مـن كـل اروع لـلشهادة قد سعى
وارى هنا من غاب في بطن الثرى
سـاق ،اصـابـع صبية ، وجديلة
رأس يـنـاجـي الله فـرط عبادة
* * *
يـا صـاحبي والليل يسكن غرفتي
لـمـلاعـبـي ،لديار اهلي للهوى
ولـكـل ركـن عشت تحت جناحه
كـلـي حـنـيـن غامر يهتاجني
وتـضـرمـت بـالروح نار تلهفي
مـنـيـت نـفسي بالاماني غرسها
وطـن انـا سافرت يوحشني النوى
قـتـل يـنُـظمُ في البلاد ..مشانق
والـبـربـريـة لـم تزل تجتاحنا
وغـدت على الطرقات الف ضحية
عـادوا وهـولاكـو يـعـود بارثه
والـشـر قد ملك النفرس ..اراعها
وعـلـى تـلال الـبؤس تحيا امة
فـالـرعـب ينهش ضاريا احلامنا
فـانـا كـتـاب لـلـجراح ملوع
نـزفـت سـنين العمر زهر سنينها
انـا زورق جـر الـعـباب ركابه
يـنـسـاب بي يسقي الدماء فراتها
وسـالـتـني ..وكتاب حبك شدني
ارض الـجـمـال انا تركت جمالها
ضـاقـت بـعيني الدروب بوسعها
والـحـزن يغمر عري ثغري قبلة
هـذي انـا .ينمو على شفتي الاسى
لاقـيـم اعـراس الـطيوب بشطنا
عـطـر الـعراق اشمه عبر الفضا
دلـلـت شـعري في ذراري رمله
انـي لاقـسـم فـي هـواه لطالما
فـالـفـجـر ات والغصون شداتها
والـصـبح يزرع في سنابل حقلنا
هـذي انـا هـاجرت بغداد الهوى
هـذي انـا انـوي الـصلاة على
فـالـراحـلـون .انـا وحبي شلته
بـغـداد اني ما هجرت ..فشاهدي
انـا مـا ازال ومـا يزال مسامري
لا بـد يـنـبـلـج الصباح بدفئه
مـاذا احـدث يـا صـديقي بعدما
سـاعـات ليلات القطاف لقد دنتوبـاضـلـعـي لهب الحنين توقدا
قـالت وقد سجد الجمال لها (هدى)
وتـلاقـت الاوجـاع صحت مغردا
وتـفـجـر الـبـركـان فيّ ونكدا
شـلالـه مـطـر الـجراح توقدا
وطـنـي.. وقـلبي في هواه تعبدا
وبـاضـلـعي سكن العذاب معربدا
ومـددت مـن خوفي عليه له اليدا
امـشـي .واحمل بي بلادي مشهدا
وبـاخـر الـمشوار ،صرت مهددا
مـن نزف روحي ورد جرحي ورّدا
وسـكنت اعصار المنازف والردى
ولـظـى السؤال يجيش فيّ تحشدا
والامـنـيـات البيض طفن تشردا
والـبـعـد قد سكن الضلوع وجردا
بـحـنـانه ،وبعطرها قلبي اهتدى
نـبـكي على زمن به صرنا سدى
وانـا جـراح الذكريات انا الصدى
مـا خـنت او اخلفت عنه الموعدا
لاروم فـي عـيـش المذلة سؤددا
فـرضـا .وفـي كل المحافل منشدا
وجع الحروف بها سكنت على المدى
شـعـب العراق الى الدمار واوردا
حـتـى مـن الوجع المرير تجمدا
وبـهـم بنينا المجد .صرنا الفرقدا
كـالـطور شبت ..كان بحرا مزبدا
وبـسـاحـة الايـام ظـلّ مـمردا
وعـلى تلال المجد .شادت مرصدا
ولـهـم كـتـاب الله اصبح مرشدا
والـسـيـف في هام الاعادي عوِّدا
يـبـقـى مـنـار السالكين مجدِّدا
وجـرى بـهـم نسغا اغاظ الحسّدا
مـنـهـا توشح مَنْ تطاول واقتدى
ولـغـيـره مـا هف قلبي او شدا
وبـه الـهـوى كـنا وحلما يفتدى
فـيها المعالي حيث ضاءت عسجدا
ويـفـيـض مـنه دم القصيد منددا
مـا انـفـك يـفضح ما بنفسي قيّدا
بـالـوهم ابصر طيف قافلة الهدى
فـيـنا ازدهت ..للنصر دربا مهدا
ولـهـا انـبـرى في عزمه متفردا
ودم عـلـى صـخر الشوارع بُدّدا
عُـقـدت ،وهولا في الربوع تعددا
ولـه اقـام طـقـوسـه ..وتزودا
* * *
وبـاضـلـعي زرع الحنين الموقدا
لـضـفـاف دجلة بالنوارس حُشِّدا
لـحـدائـق الـزوراء يلثمها الندى
بـيـن الجوانح ..بالضلوع تصيّدا
اشـتـاق لـلـطرقات فيها المغتدى
بـالـروح ايـنـع حاسرا وتنضدا
وعليّ زحف الموت يركض والعدى
حـمـراء تطغى ..الف سيف اغمدا
حـتـى غـدت بغداد سورا موصدا
مـوتـا تـعالى في الشوارع اسودا
حـقـد تـاصـل للطبائع وارتدى
والـحّ فـيـنـا بـالـدماء واجهدا
وعـلـى مـواويـل الماسي هجدا
مـتـجـهـمـا .ودمي اريق تجلدا
قـد عـشت حالات الضياع تشردا
وعـطـور ازهـاري تـجالد سهدا
ضلّ الطريق وللشواطيء ما اهتدى
ويـجـيـش دجـلة بالضلوع مقيدا
ودم الـقـصـائـد في الشفاه ترددا
كـرهـا ..وجبت مع البواكي فدفدا
فـتـخـذت اوجاعي لعمري مسجدا
مـاكـان غـير الدمع عندي منجدا
فـمـتـى ارى بلدي المباع موحدا
نـشـوى .باحلامي وصحبي تفتدى
يـجـتـاحـني .وبه الفؤاد تبغددا
وعـلـى بـيـان الحب كان المبتدا
حـب الـبـلاد لعصف روحي قيدا
وغـدا سـتـرقـص كالقدود تاودا
تـرفا .بما فاض العطا كي نحصدا
بـيـتـي ولـن يبقى هواي منكدا
دمـي لـلـه في سفح الجراح تعبدا
فـي اضـلـعي .ابغي بموتي مولدا
وجـدي ..وعـانقت الطيوف توددا
مـتـشـبـثا بالروح في قلبي حدا
ويـرف طـيـر الامـنيات مغردا
قـلـبـي عـلـى حب البلاد تبددا
والـشـعب في قطع الرؤوس تعودا