مَشَارِبُ الْشُّعَرَاءْ
15آذار2008
أبو صهيب
مَشَارِبُ الْشُّعَرَاءْ
"وَدُنْيَا الأَهْوَْاءْ"
من ديوان البصائر والبشائر
أبو صهيب (فلسطين) الضفة الغربية
حَـنَـانَـيْكَ يَا رَحمَنُ فِيكَ فَـشَـتَّـانَ مَنْ يَهَوَى جَمَالَكَ بَاقِيَاً وَمَـنْ يَقْرِض الأَشْعَارَ قَضَّى حَيَاتَهُ أَيَـمْـدَحُ مَـرْزُوقَاً وَيَنْسَاكَ رَازِقَاً وَمِنْهُمْ يَرُومُ الذِّكْرَ ِفي مَدْحِهِ الوَرَى إِذَا اللهُ لْـم يَـرْفَـعْ مَـكانكَ عِنْدَهُ وَمَـنْ نَـالَ مَـرْضَاةَ الإِله فَنِعْمَةٌ وَمَـنْ خَـسِـرَ الرِّضْوَانَ مِنْهُ فَإِنَّهُ فَـكَيْفَ بِمَنْ يُرْضِي النِّسَاءَ لِشَهْوَةٍ إِذا الْـيَوْمَ تَنْسَى مَالِكَ الْمُلْكِ فِي غَدٍ أَلا يـا إِلَـهَ الـكَـوْنِ إِنِّـي مُجَندٌ وَإِنْ قُـلْتُ شِعْراً لَنْ أَسيَر طَرِيقَهُمْ فَإِنْ مَدَحُوا فَالْمَدْحُ في الدِّينِ زَائِفٌ أَصُـونُ لِـسَـانِـي لا أُقَلِّدُ شَاعِرَاً يُـؤَلِّـفُ دِيوَانا ً مِنَ الْشِّعْرِ نَاقِصاً يَـضِـيِّعُ عُمْرا ً في الْنِّسَاءِ تَغَزُّلاً وَإِنْ تَـذْكُـر الأَشْعَارُ لَيلَى وَحُسْنَهَا وَإِنْ كَـانَ فِـيـهَـا لِلْمُلُوكِ تَمَجّدٌ وَبَـعْـدُ فَلاَ الْمَمْدُوحُ يَبْقَى وَمَادِحٌ وَيَـا أَيُّـهَـا الْمَجْنُونُ فِيهِنَّ فَاتَّعِظْ وَيَا شَاعِرَ الأَوْطَانِ فَالأَصْلُ مَوْطِنٌ نَعَمْ مَوْطِنِي في الْقَلْبِ وَالْرُّوحِ حُبّهُ وَيَـا شَـاعِـراً يَرْثِي وَيَبْكِي لِمَيِّتٍ وَيَـا شَـاعِراً يَهْجُو وَيَنْسَى عُيُوبَهُ واجمل ما في الشعر ما كان صادقا فـكـيـف يحب الله من كان لاعنا ورأيُ رسـول الله فـي الشعر انه ومـا قـيل من شعر جميل فحكمة ومـا قلتَ من خير سَتجزى بمثله وكـل كـلام فـي الدنا غير رابح ولا عـذرَ عـنـد الله أنكَ شاعر تـغـرد سـحرا والعواطف شُعْلة ٌ ولـكـن رسـول الله بشر شاعرا تَـذَكَّـرْ أَخَـا الإِسْلاَمِ فَالْمَوْتُ قَادِمٌ وَلَـكِنْ كَثِيُر النَّاسِ في الغَيِّ سَادِرٌ فَـكَـمْ مِـنْ فَقِيٍر كُنْتَ تَحْقِرُ شَأْنَهُ وَكَـم ْ مِنْ زَعِيمٍ كُنْتَ تَعْبُدُ شَخْصَهُ رِضَـا النَّاسِ تَرْجُو في الحَيَاةِ بِذِلَّةٍ لَـحَـا اللهُ إِنْـسَـاناً يَعِيشُ مُدَاهِناً أَتَرْضَى بِأَنْ تَحْيَا لَدَى النَّاسِ نَاعِماً إِذَا النَّفْسُ تَاقَتْ لِلدُّنَا فَاعْصِ أَمْرَهَا رَأَيْـتُ اهْتِمَامَ الناسِ مَلْء جُيُوبِهِمْ فَـمَـنْ عَـاشَ لِلدُّنْيَا فَغِرّ ٌ وَجَاهِلٌ وَفِـي كُـلِّ يَـوْمٍ كَـالْبَرِيدِ مُحَمَّلٍ وَأَخْـبَـارُنَـا فـي كُلِّ يَوْمٍ حَزِينَةٌ وَلَـكِـنَّ إِيـمَـانـاً يُخَفِّفُ مَا بِنَا فَـرُحْـمَـاكَ يَـا أَللهُ فرِّجْ هُمُومَنَا فَـإِنْ أَنْـتَ لَمْ تَرْحَمْ فَمَنْ هُوَ رَاحِمٌ | أُعَذَّبُوَلَـكِـنَّ غَـيْـرِي بِالنِّسَاءِ وَبـيـنَ الّذِي يَهْوَى تُرَاباً سَيُقْلَبُ لِـغَـيْـرِكَ في مَدْحٍ يَقُولُ وَيَكْتُبُ وَيَطلبُ مِنْهُ القُرْبَ بَلْ مِنْكَ أَوْجَبُ وَمَاذا سَيُجْدِي الْذِّكْرُ إِذْ أَنْتَ تَغْضَبُ فَـلا أَحَـدٌ في الْخَلْقِ عِزَّكَ يُوهِبُ يَـنَـالُ بِـهَا كُلَّ الأَمَانِي وَيَكسَبُ وَإِنْ نَـالَ مَـرْضَاةَ الْمُلُوكِ سَيُغْلبُ وَيُرْضِي ذَوِي الأَهْوَاءِ وَاللهُ مُغْضِبُ سَـتُنْسَى وَمَنْ أَرْضَيْتَهُ منْكَ يهْرُبُ حَـيَـاتِي لِهَذَا الْدِّينِ أَدْعُو وَأَخْطُبُ مُـرَادِي بِأَشْعَارِي رِضَاكَ وَمطْلَبُ وَصَـاحِـبُـهُ في كُلِّ وَادٍ مُذَبْذَبُ يَـهِـيـمُ مَعَ الْعُشَّاقِ يَلْهُو وَيَطْرَبُ وَيَـقْـذِفُ أَعْـرَاضـاً بِها يَتَشَبَّبُ وَيَـنْـسَاكَ يَا مَوْلايَ وَاْلْغِيدَ يرْقُبُ فَـذِكْـرِي لِـرَبِّ الْعَالمِيَن وَمَأْرَبُ لَـكَ الْـمـجْدُ لا يَفْنَى وَلا يَتَغَيَّبُ وَيَـبْـقَـى إِلَهي وَاْلْجَمِيعُ سَيَذْهَبُ فَـفِـي جَـنَّـةِّ حُورٌ أَرَقُّ وَأَعذَبُ هُـنَالِكَ في الْجَنَّاتِ أَزْهَى وَأَطْيبُ وَلَـكِـنّ َرَبِّـي عَنْ بِلادِي مُحَبَّبُ فَـمَـنْ كَـانَ ذَا ذَنْبٍ عَلَيْهِ فَيَندُبُ عَجِيِبٌ اتهجو الناسَ والجسمُ أَحْدَبُ ولـيـس كما قيل الذي هو اكذب وكـيـف يـفيد الناس من يَتقلبُ قـبـيح يضر الناس او هو طيب ومـا كان يرضي الله فهو المُرَغبُ ومـا قلتَ من شر عليك سَيُحْسَبُ اذا لـم يـكـن حـقا وليس يُؤَدِّبُ خيالك رَحْبٌ في التَّجَلّي وَمُخْصِبُ تـشَـرِّقُ في المعنى وحينا تغرِّبٌ بـنـار الـيها فاسد الشعر يسحب فَـهَـيِّءْ لِـهَذَا اليَوْمِ مَا هُو أَنْسَبُ وَيَـغْـفُـلْ عَن ْ يَوْمٍ عَظِيمٍ وَيَلْعَبُ وَعِـنْـدَ إِلـهِ الـكَـائِنَاتِ مُقَرَّبُ وَيَـوْم َلِـقَـاءِ اللهِ عَـبْـدٌ مُخَيَّبُ وَتَـجْفُو رِضَا البَارِي بِعِزٍّ وَتَغْرُبُ لِـيُـرْضِـيَ أَقْـوَاماً وللهِ مُغْضِبُ وَأَمَّـا بِيَوْمِ الْجَمْعِ في النَّاسِ أَجْرَبُ فَـإِنَّ نُـفُـوسَ الخَلْقِ لِلشَّرِّ أَرْغَبُ وَهَـمُّ امْـرِئِّ مِنْهُمْ طَعَامٌ وَمَشْرَبُ وَمَـنْ عَاشَ لِلأُخْرَى فَهَذَا الْمُجَرِّبُ بِـأَخْـبَـارِهِ مـنها مُريحٌ وَمُتعِبُ وَأَحْـزَانُـهَـا مِنْ وَقْعِهَا قَدْ تُشَيِّبُ فـنُصبحُ فِي يُسْرٍ وَإِنْ كَانَ يَصْعُبُ فَـكُـلّ أُمُورِالخَلْقِ فِي اللَّوحِ تُكْتَبُ فَـنَـطْلُبُ مِنْكَ العَفْوَ فَالْكُلّ ُ مُذنِبُ | مُعَذَّبُ

