الحياة الحقة
29أيار2010
أبو المنصور
الحياة الحقة
أبو المنصور
قـامـت فـتـاةٌ تحبّ اللهو قـالت: إليَّ، أسرّي عنك من حَزَنٍ شزرتها وصرفت الطرف معترضاً ولُـذتُ بالصمت إنّ الصمت تسليةٌ قـالـت عـجبتُ لمن يُبدي ممانعةً هـل مـسّـك الجنّ أم غالتك نائبةٌ فـقـلـت أُسمعها رأيي ومعتقدي هـل أدركـتْ إبـنة الدنيا وفتنتها فـالـعـيـش ليس بأزهارٍ مفتّحةٍ كـلّا ولـيـس بـأقـداحٍ نـعاقرها ولـيـس بـالـمال نرجوه ونكنزه ومـن تـكـن هذه في العيش غايته كـمـن يـحـدّق في العلياء منتشياً الـعـيـش يـا فتنتي لغزٌ وأحجيةٌ إنّ الـحـيـاة بأن نحيي ضمائرنا إنّ الـحـيـاة بـأن نفني نضارتنا بـأن نعيش نجوب الأرض نعمرها بـأن نـكـون مـنـاراتٍ مـميّزةً بـأن نـضـخّ دم الآمـال مـندفعاً بـأن نـصيّر من قيظ النفوس ندىً أن نـبـنـيَ الوطن المنشود نرفعه حـتّـى إذا ما قضت أرواحنا وطراً مـتـنا وظلّت خطانا في الدنا أثراً نـفـنـى ويُعلي لنا الرحمن منزلةً فـيـحـيـيَ الكون ذكرانا معطّرةً يـبـثّـهـا غـنوة الأطيار شاديةً يُـحِـلُّـهـا بسمة الأطفال مشرقةً وريـشـة الـشـاعر الرسّام ناطقةً هـنـا يَـبِيْنُ من اختار الحياة ومن هذي طريقي، عرفتِ الحقّ فانطلقي | واللعباوتـعـشق الراح والأشعار فـلـم تزل مذ وعيتَ الدهر مكتئبا والـهـمُّ أثـقـلـه، أنـظاره ركبا والأقـدمـون رأوهُ يـعـدل الذهبا والـكـون أجمعه في صحبتي رغبا أم أنّ جـسمك يشكو الداء والوصبا والقول يعرض ما في النفس قد كتبا: سـرّ الـحياة ومعناها الذي احتجبا مـن الـحـسان يُزِلْنَ الهمّ والتعبا لـتجلو الفكر عن عقلٍ إذا اضطربا فـمـا أضاف إلى الأعمار حين ربا قـضـى ولم يقض من دنيائه أربا ولـم يـقـدّم لـيرقى نحوها سببا والـعـمر دربٌ قصيرٌ قطعه وجبا ونـرفـع الـحـقّ عنواناً ومطّلبا في مذهب الخير مهما شقّ أو صعبا وهـامـنـا بالتسامي يخرق السحبا تـهـدي الحيارى بليلٍ حالكٍ شحبا فـي قلب كلّ امرءٍ من بعدما نضبا ومـن جـلـيد الخمول العزم ملتهبا حـتّى يُرى فوق هام المجد منتصبا مـن الـجسوم وراحت تعبر الحجبا عـلـى الـحياة ونوراً ما هفا وخبا يـا نِـعـمَ ما خصّنا ربّي به وحبا يـذرّهـا في الربى فجراً نسيم صبا ورقّـة الـمـاء في البستان منسكبا ولـمـسـة الـوالد الحاني إذا حدِبا وحـكـمـة الـعلما أو خطبة الأدبا أهـوى وكـان إلى الأوحال منجذبا فـكـلّـنـا هـالـكٌ فيما له انتُدبا | والطربا