الحياة الحقة

الحياة الحقة

أبو المنصور

[email protected]

قـامـت فـتـاةٌ تحبّ اللهو iiواللعبا
قـالت:  إليَّ، أسرّي عنك من iiحَزَنٍ
شزرتها  وصرفت الطرف iiمعترضاً
ولُـذتُ  بالصمت إنّ الصمت iiتسليةٌ
قـالـت عـجبتُ لمن يُبدي iiممانعةً
هـل مـسّـك الجنّ أم غالتك iiنائبةٌ
فـقـلـت  أُسمعها رأيي iiومعتقدي
هـل  أدركـتْ إبـنة الدنيا iiوفتنتها
فـالـعـيـش  ليس بأزهارٍ iiمفتّحةٍ
كـلّا ولـيـس بـأقـداحٍ نـعاقرها
ولـيـس  بـالـمال نرجوه iiونكنزه
ومـن تـكـن هذه في العيش غايته
كـمـن يـحـدّق في العلياء منتشياً
الـعـيـش يـا فتنتي لغزٌ iiوأحجيةٌ
إنّ  الـحـيـاة بأن نحيي iiضمائرنا
إنّ الـحـيـاة بـأن نفني iiنضارتنا
بـأن  نعيش نجوب الأرض نعمرها
بـأن نـكـون مـنـاراتٍ iiمـميّزةً
بـأن نـضـخّ دم الآمـال iiمـندفعاً
بـأن نـصيّر من قيظ النفوس iiندىً
أن نـبـنـيَ الوطن المنشود iiنرفعه
حـتّـى إذا ما قضت أرواحنا وطراً
مـتـنا  وظلّت خطانا في الدنا iiأثراً
نـفـنـى  ويُعلي لنا الرحمن منزلةً
فـيـحـيـيَ  الكون ذكرانا iiمعطّرةً
يـبـثّـهـا  غـنوة الأطيار iiشاديةً
يُـحِـلُّـهـا  بسمة الأطفال iiمشرقةً
وريـشـة الـشـاعر الرسّام iiناطقةً
هـنـا يَـبِيْنُ من اختار الحياة iiومن
هذي  طريقي، عرفتِ الحقّ فانطلقي





























وتـعـشق الراح والأشعار iiوالطربا
فـلـم  تزل مذ وعيتَ الدهر iiمكتئبا
والـهـمُّ أثـقـلـه، أنـظاره iiركبا
والأقـدمـون  رأوهُ يـعـدل الذهبا
والـكـون أجمعه في صحبتي iiرغبا
أم  أنّ جـسمك يشكو الداء iiوالوصبا
والقول يعرض ما في النفس قد كتبا:
سـرّ  الـحياة ومعناها الذي iiاحتجبا
مـن  الـحـسان يُزِلْنَ الهمّ iiوالتعبا
لـتجلو  الفكر عن عقلٍ إذا اضطربا
فـمـا أضاف إلى الأعمار حين iiربا
قـضـى  ولم يقض من دنيائه iiأربا
ولـم  يـقـدّم لـيرقى نحوها iiسببا
والـعـمر  دربٌ قصيرٌ قطعه iiوجبا
ونـرفـع  الـحـقّ عنواناً iiومطّلبا
في  مذهب الخير مهما شقّ أو صعبا
وهـامـنـا بالتسامي يخرق iiالسحبا
تـهـدي  الحيارى بليلٍ حالكٍ iiشحبا
فـي  قلب كلّ امرءٍ من بعدما iiنضبا
ومـن جـلـيد الخمول العزم iiملتهبا
حـتّى  يُرى فوق هام المجد منتصبا
مـن الـجسوم وراحت تعبر iiالحجبا
عـلـى الـحياة ونوراً ما هفا iiوخبا
يـا  نِـعـمَ ما خصّنا ربّي به iiوحبا
يـذرّهـا في الربى فجراً نسيم iiصبا
ورقّـة الـمـاء في البستان iiمنسكبا
ولـمـسـة الـوالد الحاني إذا iiحدِبا
وحـكـمـة الـعلما أو خطبة iiالأدبا
أهـوى وكـان إلى الأوحال iiمنجذبا
فـكـلّـنـا  هـالـكٌ فيما له انتُدبا