في ذكرى الجواهري
09شباط2008
عادل الكاظمي
عادل الكاظمي
طـويـتَ من الأعمار أثقلَها وكـنـت لساناً أخرس الدهرَ نطقُهُ أضـاء دجـنَّ الـليلِ طرسٌ نشرتَهُ عـلـى أنّ ما أمليتَ من وحيِ ملهَمِ ونحن على ما صغتَ من ذَوْبِ مهجةٍ سـقيتَ فأسكرتَ الطروسَ فأسكرتْ تـنـفَّـسُ عـن همّ وعسرٍ وغربةٍ ومـا كنت بالجافي إذا الوصلُ دونه خـلـيلاك في سود الليالي وبيضِها وطرسٌ يحارُ الفكرُ من بعض ما به عـلـى كلّ مَشّاءٍ بما يُخجل الخطى تـردّى ثـيـاباً أحكم الظلمُ نسجَها ثـيـابٌ تُريك الشرَّ في شرِّ صورةٍ وإن شـئتَ تُجريها مع الفجر نشوةً تـريـنـا لـيالي شهرزادَ وما بها تـتيه على الابداع في وصفِ عالمٍ بـحـيـث عيونُ الشعر أروعُ فتنةً تـبـارك ذاك الطرسُ ما أكرمَ الذي سـئمتَ حياةَ الناسِ لا البرَّ ترتجي وكنتَ على الحالين من غير صاحبٍ وطـفتَ بلادَ العًرْبِ لا أرضَ غاشمٍ بـلادٌ تـفيض الخيرَ في كل وُجهةٍ يـرودون أصقاعاً وهم موئلُ الغنى قـصـارى أمـانـيهم فراقٌ وغربةٌ وكـنـتَ نـديمَ الشامِ والشعرُ خمرةٌ فـمـا الـشامُ في عينيكَ إلا صبابةٌ ومـا الـشـام في عينيك إلا كرائمٌ شأت فاستظلّ الدهرُ في ظلّ عطفها فـيـا جيرةً في الشام سقياً لأرضكم | مَسْرىفـنـلـتَ مـن الآمال أرفعَها وأعـيـى بليغَ القولِ مُعجزُهُ سحرا فـللأرض شعرٌ والسماءُ لها الشعرى كـفـيلٌ بما خطَّ الخلودُ وما أطرى عـيـالٌ فكم أسديتَ من مِنَنٍ كبرى! نـفوساً ترى في الخمر أثقلَها وزرا وظـلـمٍ وتـشريدٍ شُغلتَ بها دهرا شِـعابٌ تهابُ الجانُ مسلكَها الوعرا يـراعٌ يُـحيل الداجياتِ رؤىً زهرا حـروفٌ متى ما شئتَ تقذفها جمرا زنـيـمٍ يـرى عهرَ النِّجارِ له فخرا عـلـى هـيكلٍ للسوءِ آيتُهُ الكبرى وتـكـسـو من الأدواءِ أفتكَها طرّا نـؤاسـيـةً مـن كـلّ فاتنةٍ أغرى مـن الـسحرِ من ألفٍ معتَّقةٍ حمرا تـغـيب عن الأوهام روعتُهُ الغرا مـن الأعين النجلاء ناعسةً سكرى أفـاض ومـا أجـدى بمجدبةٍ وفرا لـديـهـم ولا لـلدهرِ تحملُهم ذخرا سوى صاحبٍ يُبكيك من جَذَلٍ فخرا أقـمـتَ بها حتى رحلتَ إلى أخرى عـلـى أنّ أهليها قد افتقدوا الخيرا ويـرجـون أنواءً وهم ملكوا البحرا وعـيـشٌ يُريكَ الموتَ أمنيةً كبرى بـكـأس القوافي الغرِّ تُطربُها سُكْرا وآهـاتُ مـشـتاقٍ تؤرّقُهُ الذكرى تـفيض على اللاجين من كرمٍ بحرا فـكم برأتْ جُرحاً وكم كشفتْ ضرا ورعـيـاً لمن غنّى لمشرقها عمرا | ذكرا