في ذكرى الجواهري

عادل الكاظمي

[email protected]

طـويـتَ من الأعمار أثقلَها iiمَسْرى
وكـنـت  لساناً أخرس الدهرَ iiنطقُهُ
أضـاء دجـنَّ الـليلِ طرسٌ iiنشرتَهُ
عـلـى أنّ ما أمليتَ من وحيِ iiملهَمِ
ونحن على ما صغتَ من ذَوْبِ مهجةٍ
سـقيتَ فأسكرتَ الطروسَ iiفأسكرتْ
تـنـفَّـسُ عـن همّ وعسرٍ iiوغربةٍ
ومـا  كنت بالجافي إذا الوصلُ دونه
خـلـيلاك  في سود الليالي iiوبيضِها
وطرسٌ  يحارُ الفكرُ من بعض ما iiبه
عـلـى كلّ مَشّاءٍ بما يُخجل iiالخطى
تـردّى  ثـيـاباً أحكم الظلمُ iiنسجَها
ثـيـابٌ  تُريك الشرَّ في شرِّ صورةٍ
وإن  شـئتَ تُجريها مع الفجر iiنشوةً
تـريـنـا  لـيالي شهرزادَ وما iiبها
تـتيه  على الابداع في وصفِ iiعالمٍ
بـحـيـث عيونُ الشعر أروعُ iiفتنةً
تـبـارك ذاك الطرسُ ما أكرمَ iiالذي
سـئمتَ  حياةَ الناسِ لا البرَّ iiترتجي
وكنتَ على الحالين من غير iiصاحبٍ
وطـفتَ بلادَ العًرْبِ لا أرضَ iiغاشمٍ
بـلادٌ  تـفيض الخيرَ في كل iiوُجهةٍ
يـرودون  أصقاعاً وهم موئلُ iiالغنى
قـصـارى أمـانـيهم فراقٌ وغربةٌ
وكـنـتَ نـديمَ الشامِ والشعرُ iiخمرةٌ
فـمـا الـشامُ في عينيكَ إلا iiصبابةٌ
ومـا  الـشـام في عينيك إلا iiكرائمٌ
شأت  فاستظلّ الدهرُ في ظلّ iiعطفها
فـيـا جيرةً في الشام سقياً iiلأرضكم




























فـنـلـتَ مـن الآمال أرفعَها iiذكرا
وأعـيـى  بليغَ القولِ مُعجزُهُ iiسحرا
فـللأرض شعرٌ والسماءُ لها الشعرى
كـفـيلٌ  بما خطَّ الخلودُ وما iiأطرى
عـيـالٌ فكم أسديتَ من مِنَنٍ كبرى!
نـفوساً  ترى في الخمر أثقلَها iiوزرا
وظـلـمٍ  وتـشريدٍ شُغلتَ بها iiدهرا
شِـعابٌ  تهابُ الجانُ مسلكَها iiالوعرا
يـراعٌ يُـحيل الداجياتِ رؤىً iiزهرا
حـروفٌ  متى ما شئتَ تقذفها iiجمرا
زنـيـمٍ يـرى عهرَ النِّجارِ له فخرا
عـلـى هـيكلٍ للسوءِ آيتُهُ iiالكبرى
وتـكـسـو  من الأدواءِ أفتكَها iiطرّا
نـؤاسـيـةً مـن كـلّ فاتنةٍ أغرى
مـن  الـسحرِ من ألفٍ معتَّقةٍ iiحمرا
تـغـيب  عن الأوهام روعتُهُ iiالغرا
مـن  الأعين النجلاء ناعسةً iiسكرى
أفـاض  ومـا أجـدى بمجدبةٍ iiوفرا
لـديـهـم ولا لـلدهرِ تحملُهم ذخرا
سوى  صاحبٍ يُبكيك من جَذَلٍ iiفخرا
أقـمـتَ بها حتى رحلتَ إلى iiأخرى
عـلـى  أنّ أهليها قد افتقدوا iiالخيرا
ويـرجـون أنواءً وهم ملكوا iiالبحرا
وعـيـشٌ يُريكَ الموتَ أمنيةً iiكبرى
بـكـأس القوافي الغرِّ تُطربُها iiسُكْرا
وآهـاتُ  مـشـتاقٍ تؤرّقُهُ iiالذكرى
تـفيض على اللاجين من كرمٍ iiبحرا
فـكم  برأتْ جُرحاً وكم كشفتْ iiضرا
ورعـيـاً  لمن غنّى لمشرقها iiعمرا