قمر من الحناء

طالب هماش

[email protected]

... متأمّلٌ قمرَ الأغاني في سماء ِالصيف

يعصرُ خمرة ًذهبيّةً

ويرشّ ُ رقراقَ النبيذِ على شموع ِالساهرين ْ.

*       *       *

سكرانُ بالخمرِ المراق ِعلى أديمِ الروح

ينقر ُبالبنانِ على زجاج الكأ س ِ

في وَلَهٍ

فيشتعلُ المدى العالي  بأزهارِ الرنينْ .

*       *       *

فارفعْ شموعكَ كي تراني عاشقاً

في الليل ِيا معشوقُ

إنّ الليلَ سلطانُ السكارى

والهلالُ العذب ُسكّينٌ لذبح ِالعاشقينْ .

*       *       *

وارقصْ كما خلقتكَ أجراسُ الكنائس ِ

عارياً تحت الهلالِ

لكي نهيمَ  بحبّنا وجداً  ،

ونصرخَ يا أميرَ العاشقينْ !

*       *       *

فالليلُ فيروزٌ من الأشعار ِ

جرّحهُ الشجى

والساهرونَ على سطوح ِالصيف

سمّارُ  الأناشيدِ الشجيّة

والمدى قمرٌ من الحنّاءَ

يسبحُ في( موسيقا ) الليلِ  مثل المنشدينْ  .

*       *       *

فاصبأ إلى كأسٍ حزينْ !

*       *       *

كأسٍ من الشغفِ المجمّرِ

ثلّثتهُ الخمرُ

يجلسُ عندَ نافذة ِالشموع ِالخضر ِ

متخذاً جمالَ الروح ِ ،

منتظراً  يسوعَ العارفينْ .

*       *       *

ناداهُ ربّانُ النبيذ ِ الشيخُ

من عرزالهِ العالي

ففاضَ عبيره ُالنشوانَ

          في ذيّالكَ المُتَعَزَّلِ  الذاكي

وضاء َالآسُ قنديلَ السكينْ .

*       *       *

واصبأْ إلى امرأةٍ تراودُ نصّكَ العالي

بعوسجها المجرّحِ  ،

والحفيفِ العذب ِللرندِ الحزينْ !

*       *       *

خذها حمامة موسمٍ بيضاءَ

واذهبْ خلف َمعنى الأندرينْ !

*       *       *

واصنعْ بقرفةِ حزنها الشفّافِ

خمراً  (أخضراً )        للشاربيْن !

*       *       *

أنثى من العبقِ المجمّرِ

تطلعُ من علاها الأزرقِ الساهي

كنسمةِ عبرٍ مرّت بغصنِ الرندِ

فاعتلّ الحنيْن .

*       *       *

طابَ الغناءُ بصوتها الأوّاهِ

وانشرحتْ صدور ُالسامعيْن !

*       *       *

سكّيرُ يا سكّيُر أثملني !،

ليحتملَ الوجودُ  صبابتي

واضرعْ بروحكَ في ظلامِ الليلِ

مثلَ العارفيْن !

هذا صباحكَ طالعٌ من ( أبيضٍ )

هذا مساؤكَ خمرةٌ مشروحةٌ بالياسمينْ .