القلبُ بَعدَكِ في الهوى يَتَحجّرُ
د.جعفر الكنج الدندشي
الـقلبُ بعدك في الهوى يَتحجّرُ
يـا لـوعتي،ذات البيانِ،أما لَنا
يـحـلو الغرام إذا أتاني طيفها
دلَـعٌ تـنـاجـيني بلهفةِ شوقها
يـا ذاتُ أحـبابٍ حلمنا أن نرى
والدهر كم يجري ويجري؟حسبُنا
أرجـاء واحـاتِ الحياةِ فسيحةٌ
مَـنْ أنتِ يا ورداً بعطرِ أناملي
نـبـراس آمالي ووهج صبابتي
نـازلـتُ فـرسان الغرام بحبّها
لـكـنَّ في وجه الزمان صبابتي
تـفـديكِ أوهامي وكلّ سذاجتي
تـفـديكِ أشواقي بكلّ شرودها
تـفـديك أيّامي وإنْ لم يبقَ لي
يـا أنـتِ ياطفلاً يُداعبُ مهجةً
يـا أنـتِ يـا دلعي ورقةُ بلبلٍ
أبـيـانُ هل أنتِ المراهقة التي
مـلاّحُكُم يمضي لخوصِ غِمارِهِ
هـذا الهوى قد شُرِّعت أحكامهُ
طيري على صفحاتِ قلبي تارةً
غـنّي مقاميَ، أنتِ مفتاح الهوى
أنتِ النقاءُ مع الصفاءِ وأنتِ لي
أشـدو بـلـهـفةِ حائرٍ متناثرٍ
مـتـرددٍ.. مـتـشـدّدِ.. مُتجدٍّ
مُـتـسـلّطٍ ..متَضرّعٍ.. متوددٍ
مـتـفـائلٍ.. مُتشائمٍ.. مُتنازعٍ
مـتـشرّدٍ.. مستوطنٍ.. مُتشوقٍ
هـذا أنـا بل ذاك أنتِ ومن أنا
أنتِ التي قضتِ السماء بحكمها
هل أنتِ في عمري حكايةَ عابرٍ؟
أم أنـتِ مـفتاح المقاصدِ كلها؟
يـا آخـر امـرأةٍ ترعرعَ حبّها
ما كنتُ أستجدي الهوىمن قبلها
كي لا يذوقَ غرام غيرها طائعاًوالـعمرُ دونَكِ من حياتي يَسْخَر
فـي صدرِ قلبكِ قَمْرةً نتَصدّر ؟ُ
تـلـهـو كطفلٍ في الفؤادِ تُدَبِّرُ
تقتاتُ من صدري الغرامَ وتنثرُ
يـومـاً، قـدومهُمُ الحياةُ تُبَشّر
فـالـعـمرُ رَهنٌ في يديهِ يُبَعثَرُ
لَـكـنْ لأيّـامـي بـحبّك تَغدُرُ
يـا وحـي أغنية الفؤادِ تُسطّرُ
وجـنـونُ أحـلامٍ لحبٍّ يُزهِرُ
فـاسـتسلموا جمعاً لقلبٍ يُنصَرُ
سَـلَـبـت سلاحي لوعةً تتكبّرُ
وريـاح آمـالـي التي تتجرجرُ
تـفـديـكِ آهاتٌ تئنُّ و تُسكِرُ
إلاّ الـقـلـيـل، كثيره يتبَعثرُ
في الصدرِ أزهارُ الغرامِ أتثمرُ ؟
يـا وكـرُ نسرٍ شاهقٍ لا يَحذَر
ركِـبَـت بمركبِ تائهٍ لا يُبحرُ؟
ويـقـود دفّـتـه الهيام ونعبرُ؟
حـين التقينا في السماءِ سيُنشَرُ
عـومي على الدهر الذي يتقهقرُ
أنـتِ الـسـلام بلا كلامٍ يُزهِر
وتـرٌ يُـدمدمُ في المصير ويُنذِر
مـتَـكـبّـرٍ، مـتواضعٍ يتدبّرُ
ومُـعـتّـقٍ ومُـجـرّدٍ يـتأزّرُ
مـتـعـربـدٍ مُتحجّبٍ كم يُسفِرُ
مـتـعـجّـلٍ مُـتـباطئٍ يتأثّرُ
مـتـجـلّـدٍ أو خـائـرٍ يتوترُ
حـبٌّ وعـشـقٌ والهوى يتَعثّرُ
أقـدار أحـكـام الـهوى تتحيّرُ
أم أنـتِ أقـداري التي تتفجّرُ؟
أسـطورةُ الأملِ الذي يتجوهرُ؟
فـي ترب قلبي كم تَشقُّ وتحفُرُ
حـتى استباحتْ في فؤادي تَبترُ
يـقـضي الغرام بما يشاءُ يُقدّرُ