أحسنتم في اختيار الحصن والجار

سامي رشيد

أهدي هذه الأبيات ، إلى الضحايا الأهوازيين ، الذين التجأوا إلى بشار الأسد ، فأظهرَ لهم من صنوف المروءة العربية ، التي اشتهرت بها أسرته ، والوفاء الإنساني ، الذي ورثه عن أبيه ، مايخلّده ، ويخلّد أسرتَه ، بين الأجيال ، إلى آخر الدهر ! إذ استضافهم في السجون والمعتقلات الرحبة المريحة ( خمس نجوم !) ، التي يعرفها شعب سورية كله ..! ثم أسلمهم إلى أجهزة بلادهم ، التي التجأوا منها إليه .. وأعدّت لهم متّكأ فريداً ، في قصور وجنّات ، تحت الثرى ، لايرون فيها شمساً ولا زمهريرا ، ولا تمزّق جلودَهم فيها سياط ، ولا تكسّر عظامَهم فيها عصيّ ، أو جنازير! فليهنأ أهل الأهوازالكرام ، بالوفاء الأسدي البديع ، والمروءة العربية الأصيلة ، واللطف الفارسي النادر!

أحـسنتُمُ  في اخْتيارِ الحِصْنِ iiوالجارِ
هـذا  الـفتَى الشَهمُ لا يَشْقَى بِه iiأحَدٌ
لا  سـوءَ في طَبْعهِ ، لا لؤمَ في iiدَمهِ
وقَـدْ حَـظـيـتمْ به ، مأوىً ومُلتَجأً
قـدْ  اسـتَجرتمْ بهِ ، في ليلِ iiكُربَتِكمْ
سـجـونه  لا كأنواعِ السجونِ .. أما
فـإنْ يـكـنْ لِـيَـدِ الجَزّار iiأسْلمَكمْ
فَـحَـرّضوا ، يا بَنيْ الأهوازِ iiقَومَكمُ
ولـنْ  يرَى ، بَعْدُ ، في أهْوازكمْ أحَدٌ
سَـتَـسكنونَ ، جَميعاً ، جَوفَ iiمقبَرةٍ
كـأهْـلِ تَدمرَ .. هلْ تَدرونَ iiقِصّتَهمْ
وسَـوفَ يَبْنيْ بَنُو ( فَيروزَ !) iiفَوقَكمُ
طوبَى لكمْ ، يا بَنيْ الأهْوازِ.. iiتُسْلِمكمْ












يـا لاجـئينَ إلى ابْنِ المَجْدِ.. iiبَشّار!
مِـن قاصِديهِ ..عَزيزُ النفْسِ iiوالدارِ!
فَـلـيـسَ مِـنْ نَسلِ خَوّان iiوغَدّارِ!
وجَـنّـةً .. للشَريدِ الجائعِ العاري ii!
فَـما  اسْتَجرتمْ مِن الرمضاءِ بالنارِ ii!
كـنتمْ بِروضٍ ، وماءٍ سَلسَلٍ جارِ ii
فـقـدْ  تحرّى لكمْ عَنْ خَيْرِ جَزّارِ ii!
عـلـى  انْتِجاعِ أبِيِّ النفْسِ مِغْوارِ ii!
فوقَ الثَرى ، يَشْتكيْ مِن بَطْشِ جَبّارِ!
فَـسـيـحةٍ  .. دونَ غَسّال وحَفّار !
صـاروا أحـاديـثَ جُلاّسٍ iiوسمّار!
قُـصـورَهمْ .. رَمْزَ إجْلالٍ iiوإكبار!
بـيـنَ الـنَـعـيمَيْنِ أقْدارٌ لأ iiقْدارِ!