عُدتَ يا عيدُ ما حسِبناكَ عِيدا!!
عُدتَ يا عيدُ ما حسِبناكَ عِيدا!!
ماجد بن عبد الله الغامدي
[email protected]
عُـدتَ يـا عيدُ ما حسِبناكَ عِيدا!!
لـم يـعـد فيك من معانيك معنىً
أكـبِـرنـا ؟! فـلا نرى فيك إلاّ
أيـن تـلـك الأيـامُ إذ كُنتَ فيها
كـان لـلـعـيدِ ألفُ طعمٍ وطعمٌ
أهـو الـعـيـدُ ؟!! ما عهدناهُ إلاّ
فـلـمـاذا قـد جـاءَ يوماً عبوساً
أيُّ عـيـدٍ والـحـزنُ فـينا مقيمٌ
أيُّ عِـيـدٍ والـقـدسُ فيهِ رهينٌ
أيُّ عِـيـدٍ وإخـوةُ الـدينِ شتّى
بـيـن عزمٍ رغمَ الحصارِ عصيٍّ
وفـريـقٍ رأى الـهـوانَ سلاماً
قـد خـبـرنـاهـمُ الأباةَ صموداً
فـإلـى الـحُسنيينِ : نصرٌ مبينٌ
يـا عـريـنَ الأفذاذِ إن غابَ بدرٌ
يـثـلـجُ الصدرَ أن نراكم جميعاً
أيّـهـا الـعيدُ ما انتظرناكَ بؤساً
أيُّ عـيـدٍ وأمّـةُ الـعربِ ثكلى
أيُّ عِــيـدٍ والـرافـدانِ دمـاءٌ
أيُّ عـيـدٍ ونـحـنُ نمضغُ وهماً
فـالـعـراقُ المجيدُ أضحى خراباً
و جـبـيـنُ الإبـاءِ شُـجَّ بغدرٍ
قـدّمـوهُ ولـيـمـةً واستساغوا
وأطـاعـوا مـن قادةِ الغربِ قولاً
نـطـلبُ البُرءَ من يدِ الداءِ بَطشاً
اجـتـرعنا من زائفِ القولِ وعداً
أمـةُ الـعـربِ أُمّتي ..وانتمائي
اقـتـسـمـنـا مواردَ الدينِ هَدياً
لـيـس عـيداً إن كنتُ فيهِ قريراً
لـيـس عيداً إن نلتُ فيهِ سروراً
لـسـتُ أرضـاكَ أيها العيدُ عيداً
لـسـتُ أرضاكَ مثلما جئتَ ..كلاّلـم نـجد فيك أيَّ شيءٍ سعيدا !!
غـيـر أن نُـسبلَ الرداءَ الجديدا
حـسـرةَ الـعمرِ والزمانَ العهيدا
-أيـهـا العيدُ مثلما أنتَ - عِيدا؟!
كـان عـيـداً وإن أكـلنا القديدا!
مـنـهـلاً لـلـسرورِ ثرّاً فريدا!
ولـمـاذا نـراهُ ضـيـقاً شديدا؟
عـاشَ فـيـنـا ولا يزالُ مديدا؟!
والـشـقـيقُ المُعينُ صار لدودا؟!
قد تناسوا دربَ النضالِ المجيدا؟!!
أنـبـتَ الـمجدَ في النفوسِ تليدا
"فـتـرى الـقومَ" رُكّعاً وسجودا!!
ورأيـنـاهـمُ الـرجالَ الأُسودا !
أو إلـى الـخُـلدِ إذ نزفُّ الشهيدا
شـعَّ نـجمٌ في النشءِ منكم وليدا
كـم نُـمـنّي النفوسَ عوداً حميدا
يـوردُ الـمـوتَ أو يفتُّ الكبودا!
وكـلابُ الأعداءِ أضحت فهودا؟!
يـا لِـبغدادَ ..كم تناجي الرشيدا؟!
زيّْـنَـوا زيـفَـهُ ..أجادوهُ كيدا؟!
والـرجـالُ الأحرارُ سِيقوا عبيدا
من بني العربِ حين خانوا العهودا!
أن يـروا ضـيغماً أسيراً طريدا!
واقَْـتـفـوا مَكْرَهم.. رأوهُ سديدا!
هَـل نـداوي إذا قَـطَعنا الوريدا؟
وإذا بـالـوعودِ صارت وعيدا!!
يـتـعـدّى قـيـودها و الحدودا
واشـتـركنا الأصولَ فخراً جدودا
وأرى إن نـظـرتُ شيخاً شريدا
وأرى فـي الـبـلادِ قـلباً كميدا
إن بـكـيـنـا فـي كلِ يومٍ فقيدا
لستُ أرضى وإن وُهبتُ الخلودا !