أمي
27تشرين12007
حسين حسن التلسيني
حسين حسن التلسيني / العراق / الموصل
عـيـنـاك محبرتان نـجمان درويشان بالإسراءِ(1) وخـيـوطُ دمـعهما دلاءُ سماءِ وعلى ضفافِ عُروقِكِ البيضاءِ فـيـهـا حـدائقُ عفةِ الأنداءِ * * * أمـي رداءُ قـصيدتي العذراءِ هـي مَـنْ تُبَعِّدُها عن الإقواءِ هـي نسمة طرَقتْ بكفِّ الماءِ للصَّوْم توقظ أسرة العصماءِ(3) كـانـتْ بريدَ وبسمة الجوزاءِ كـانـتْ نخيلَ جَنائن الغَبراءِ * * * أمـي فراتُ الأحرفِ الزَّهْراءِ وَسَـحـابَـة حُوريَّة الأحشاءِ نـافـورة حَمَلتْ أسى الغرباءِ وتـقـيَّـة كـمـدينة الحَدباءِ * * * لـكَ يـاإلهَ الخَلق فاضَ دُعائي يـاجـامِعَ الأرواح، والأشلاءِ فـجُـيوبها الحلوى أكفُّ سَخاءِ ودمـاؤهـا ضـوئية الأرجاءِ | للشعراءِثـمـرٌ يـمـزِّقُ آهة بـالـسُّـنَّةِ الخضراءِ،والغراءِ وفـؤادُكِ الـرَّقراقُ زمزمُ ماءِ خـيمُ التقى نارٌ على البغضاءِ فـيـها رسولُ الأنفس الجرداءِ * * * وشذا، وكحلُ عروضها الحوْراءِ وحـضـيضها الضَّمآن للأدواءِ وبـغرةِ الأسماءِ في الظلماءِ(2) لـلـهِ تـسجُدُ مِثلَ مَوْج الماءِ ودواءهـا فـي لـيلةِ الأرزاء ظـلتْ طَريدَة مِعْوَل الصحراءِ * * * ودمٌ لـقـلـبِ الـليلةِ القمراءِ لـمْ تَـنـهَـمِرْ لجهنمَ الفحْشاءِ وحـمـامة ضمَّتْ شذا الخُطباءِ لـمْ تـلتقط كُحلاً من الحَرْباءِ * * * مَـنْ لـلدُّعاءِ سواكَ خيرُ وعاءِ إفـتـحْ لأمـي جـنـة الآلاءِ وبـها الصِّغار بفرحة، ورخاءِ لـمْ تـلتحفْ بالظلمةِ العرْجاءِ | الفقراءِ
(1) ألإسراء : هي سورة الإسراء0 (2) غرَّة الأسماء : هي أسماء الله الحسنى0
(3) أسرة العصماء : هنا إشارة الى المؤمنين والمؤمنات بالقرآن الكريم 0