قمر وراء الريح

صلاح أحمد عليوة

مصر/ هونج كونج

[email protected]

قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى

يجول الليلُ في طرق النهارِ

و يعبر البحارةُ الغرباءُ في المرسى

و تفتح زهرةٌ أوراقها تحت الندى

و يمر صيادٌ إلى كوخ قديمٍ 

أو يعودُ لموطن الأجداد من ينأى

أما هو ..

فمعلقٌ مثل انتظاراتٍ و ذكرى

قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى

يطلّ على التي في الشرفةِ الأخرى

و يلقي الضوءَ

فوق نوافذِ المنفى

و يغرقُ  في الغماماتِ 

و يخبو فوق أعتاب البداياتِ

ليونعَ مرةً أخرى

قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى

يطوُّق خطوَ عابرةٍ

و تقصدهُ الخيولُ  بلا صدى

و يطل من تعب القرى     

و تؤمه الشطآنُ   

حاملةً أنينَ قوارب غرقى

قمرٌ وراء الريحِ و الأمطار لا ينسى

مغطي بالحكايا

أو نبوءاتِ المراعي

عابرٌ في أسطرِ الأشعار

مرتبكاً حزينا

يسكب النغماتِ في الشرفاتِ

و الآهاتِ في عتبات من يهوى

قمرٌ وراء الريح و الأمطار لا ينسى

سيبدو رايةً

في قارب القرصانِ 

يرسمه الصغيرُ على الشبابيك

و تحسبه كلاب الجار

وجهَ مسافرٍ أعمى

قمر وراء الريح و الأمطار لا ينسى

يدلّ الباعةً الفقراء للمرسى 

و يخرج من كلام الحزن مكتملا 

له سمت الشريد 

و لوعة الرّحالِ

يحمل في استدارته الحليبَ

و دفءَ أكياس الطحين

و يرسم الأحلامَ

في غفواتِ من يشقى