معاناة رجل

معاناة رجل

آلاء عصام عبد ربه

 [email protected]

وألقى الليل أستار الظلام

فنام الجمع والأقلام

رميت على سريري جسمي المنهك

أفكر في  حياتي وسط هاتيك الأنام

أفكر هل بوسعي َ أن أحقق بغيتي ؟

ولكني سمعت أنينا ً

صراخ معذب ٍ

فنهضت من فوري

لعلي أهتدي لحقيقة الصوت الأسير

أنا لم أميز ما الذي يجري

شعرت بأن ما في الكون يصرخ

فضاق فضاؤنا في ناظري ّ

ولكني عزمت بأن أتابع ذا المسير

فتقدمت قدماي في بطء تسير

سمعت الصوت يعلو كالهدير

فوجدت خلف شجيرة ٍ رجلا ً فقيرا

المسك يعطيه العبير

والطير يجلس حوله وله السمير

فأطفأت الإنارة من يدي

فجماله كوني ينير

وقلت صباح خير يا أمير

أجاب ببسمة

أتمازحين

فقلت جمال وجهك غرني

فظننت أن الليل قد أضحى نهارا ً

فابتسم

ساءلته أومن تكون ؟؟!

أجابتي دموع عيونه

إني أنا الرجل الذي

قد قُيدت كفيه بالقيد اللعين

وكبّلني شخير الميتين

فقاطعت الحديث بدمعة سالت على خدي الحزين

وقالت : من تكون ؟

-     إني أنا أقصى البطولة والفداء

وثاني مسجد حقا ً بناه الأصدقاء

فأمسى كنت في أيامه رمز البهاء

غدي وحش يهددني

ودمعي فوق جرحي في مضاء

فقلت وعيني قد تغطت بالدموع

يكفي هوانا ً يا أخا الإسلام يكفينا قبوع

فلا تجعل عدوك يلمح الدمع الولوع

فهذا خالد قد جاء في وقت السطوع

وذاك ابن الأكارم بين كفيه الشموع

وشعبي فيه ألف مجاهد بين الجموع

لقد عاد أوان لكي نُعد شمس السطوع

فلا تيأس حبيب قلوبنا

واشمخ برأسك عاليا ً بين الجموع

أزل هذا الغبار عن العيون

وكن لنا نور الطريق

فإن صدأت بنادقنا

برمش عيوننا نحميك

يا أغلى صديق