الرِّيحُ والقُـبَّـعَةُ
الرِّيحُ والقُـبَّـعَةُ
شعر: صالح أحمد
يُؤسِفُني * أن لا أَراكَ لبِستَ قُبَّعَةَ الرِّياحِ * وأخرى كي تَظِلَّ القافلة *
يُقلِقُني * أن لا تَصيرَ عَمامَةُ الشَّيخِ الزَّعيمِ * ابنِ الزَّعيمِ * مُعادَلَة *
لن أُغرِقَ الصُّبحَ الجميلَ بِقَهوَتي * جَريًا وراءَ المهزَلَة *
أَلوَتْ رِياحُ الصَّمتِ خَيمَةَ جارَتي * وأنا نهشتُ جِدارِيَ *
وَمَضَيتُ * قُبَّعَةٌ بحلمي * وعاصفةٌ على فِنجانِ صُبحي * والبقايا عارية*
لا تَرمِني يا ريحُ * ها أَنَذا أحبِسُ نَفسي * تحتَ أوهامي وَظَنيّ *
قد شَنَقتُ نهارِيَ *
يَقتُلُني * يا صُبحُ * أنّي لا أَراكَ عَزَفتَ أُغنِيَتي *
وتَرَكتََني للموتِ * يَلبِسُ آخِرَ ما امتَلَكَت يَدايَ *
يَسيُر جَنبي *حامِلاً * مثلي تَضاريسَ الحكاية *
مَن ذا سَيَكتُبُني غدًا ؟*
ولَقَد خَرَجتُ على حُروفي * شاهِرًا نَصلَ الشِّكايَة *
عُد بِنا زَمَني *
يَهُدُّني أن لا نَعودَ * نَغُضَّ طَرفَينا * لَتَستُرَ خَيمَةُ الصَّحراءِ مَن فيها *
وتَدعونا البِدايَة *
أنغامُ أغنِيَةٍ* وقُبَّعَةٌ * ولوحَةٌ زَيتِيَّةٌ* وقصيدةٌ* ما قالها صَنّاجَةُ الأعرابِ* ما شُغِفَت بها وتَرُ الرَّبابَة *
ذا كُلُّ ما يَبقى إذا خَلَيتَني* زَمَني* أَلوبُ وراءَ قُبَّعةٍ تلَوحُ* وجَزمَةٍ للريحِ* نَكهَتُها الوِصايَة *
عَتَبي عليكَ !*
لم تَبكِني* وَلَقد بَكاني:* الريحُ* والصحراءُ* والمطرُ الشَّحيحُ* وخَيمَتي* والقُبَّعة*
فهل تَراها كافِيَة ؟ *
وحَكَت لِيَ النَّجْماتُ* لما هاجَتِ القَهوةُ في فِنجانِ صُبحي* شَوَّهَت مُستَقبَلي * أنَّ ما أحتاجُهُ لِصَلاحِ أمري* ضَربَةٌ * تحتَ حريرِ القُبَّعة *
لُذْ يا زَماني* لُذْ مَعي بِاُلزَّوبَعَة *
كَم سَرَّني* أَنَّكَ مِثلي* مِن هُواةِ القَعقَعَة *
ويَسُرُّني* لَو تَنحَني مِثلي* لِرَقاصٍ على جُدُرِ الخرائِبِ* قَد نَعانا* قَبلَ أن تُسدَلَ أَستارُ الحكاية *
ويَشوقُني* لَو كانَتِ الدَّقاتُ عِندَكَ* مِثلَما عِندي* حُدودُ الضَّعضَعَة *
كي لا تجيءَ إذِ الرماحُ تَنوشُني *
وتَظَلَّ أثداءُ الصَّفاءِ مُضَيَّعَة *
ويَظَلَّ يَلبِسُنا الغُبارُ* فلا نَرى* إلا رِياحَ المعمَعَة*
أتظُننُّي أنسى بِغََمرَةِ لَذَّتي* رَشفًا لنكهَةِ قَهوَتي* أن لا خَيارَ سوى الغُبارْ*
أو تحت ظِلِّ القُبَّعَة *
يُؤسِفُني* أن لا أراكَ لَبِستَ قُبَّعَةَ الرِّياح *
وتَرَكتَ نافِذَةَ الشُّعورِ * على الخيالِ مُشَرَّعَة *