حوار مع البدر
بوعلام دخيسي /المغرب
[email protected]لـيـلاك يـا بدر الهوى تروي
سـهَـرَتْ جفوني تطرد الوسن
لـمـا وهـبتَ الحرف مخرجه
عـلـمـتـنـي يـا بدر ليلتها
كـيـف الصغير يصير مكتملا
كـيـف الـعديم اليوم قد سبق
عـلـمـتـني عزم المسير فلم
أفـديـك يـا بـدري بـكل دم
أنـت الـذي عـلـمتني الجَلدَ
أنـت الـذي بادرت موعظتي
أتـريـدنـي أقـسو على دلج
سـأصـوم يـومـك للذي برأ
و أجـب سـؤالي إن لي وجل ٌ
أتـعـود لا شـيـئا و أنت لنا
أتـعـود لـلـعـرجون دَوْرَتهُ
مـن لـي إذا لـلـوعظ حينئذ
مـن لـي إذا ما اشتد بي السقم
مـن لـي إذا ما الليل قد سكن
يـا بـدر مـالـي غير رفقتك
يـا بـدر أمـهلني و خذ بيدي
يـا بـدر خـذ بـيدي فقافيتي
نـاول يـراعي الحُسن و المدد
إنـي تـركـت المدح مذ هجر
أتـريـدني في الشعر منفصما
أتـريـدني و الناس قد سهرت
كـم صرت أهوى الليل تعمُرُه
كم صرتُ أهوى العلم في حِلق
أخـطو على الأكفاف و الركب
آوي إلـى شـيـخ فـحضرته
آوي و كـلي في الهوى شغف
أهـو الـهـوى منه أم الغزل
لا لـستَ بالغاوي أجاب و هل
لا لـسـتَ بالغاوي و لا أدبي
بـدر أنـا و الـشـعر مملكتي
بـدر أنـا أهـوى بـلا وطن
نـعـتـي و حـالي أنني بدلٌ
فِـعْـلٌ أنـا يُـبنى على حكم
جـمـع أنـا و الـنور مفرده
بـدر أنـا أهوى و لي قصص
لـمـا بـدت لـلـحب ذِروته
انـشـق صـدري لـلذي كمل
انـشـق عـند البدء فاقتربت
هـو بـدركـم لـلنور قد بُعث
لـمـا بـدا قـاسـمـته اللقب
لـمـثـل هـذا فاكتب الأدب
لـمـثـل هـذا رنـمِ الطرب
واحـشـد طيور العشق قاطبةعـيـني زلالا من ندى الشجو
لـمـا شـرحـتَ قواعد النحو
و خـرجت للعشاق في الصحو
كـيـف الجمال يُصب من علو
كـيـف الـبداية عُرجة الحبو
بـالـعـزم بـعد الحِلم و العفو
أخـلـط سـبـيل الجد باللهو
يـسـري إذا مـا قمت لا تهو
و الـصـبر يوم الزحف للغزو
و خـطبت وُد اللين من صفوي
و عـلى الكواكب ساعة السهو
نـسـمات حسنك فلتقف نحوي
أتـعـود بـعـد الرشد للصبو
فـي كـل شيء صاحب الشأو
و الـشـمـس تدركه بلا عدو
من لي إذا ما شتكت من شجوي
يَـسْـقي سِقامي البُرءَ أو يكوي
و أنـا الـذي في وحشتي أثوي
فـارفـق بـعـبـد عله يُدوي
واثـبت على الإحسان في الغدو
خـلطتْ عَروض البيت بالحشو
لاُجـيـدَ لحن المدح في الشدو
عـيني بهاك و تهت في الهجو
أكـتـال وزن الـبـحر بالدلو
آوي أنـا يـا بـدر لـلـغفو
و أتـيـه فـي لـيلاتك الخِلو
مـلأت فـصول البيت والبهو
و الروح تحذو في الهوى حذوي
تـنـسي أنين الصب في الشكو
أيـحـبـنـي أم بـعد لم ينو
مـن شـاعر و أنا الذي أغوي
عـزم الخطى في الحب كالكبو
مـن هـام فـي الوديان باللغو
بُـنـيَت على بحر الندى الحلو
أقـتـات من حضر و من بدو
إن غـاب يـومـا بـعده يأوي
و لـبـيبكم من صاغها يروي
وله اشتكى الأعضاء من عضو
فـي الـحـب آيات من الغرْو
انـشق صدري وانجلى قسوي
لـكـنـه الـمعصوم عن خطو
أشـراط خـتـم للمدى تطوي
مـن طـيـنكم يا شاكي الشجو
و غـدا لنا في أرضكم صنوي
واسـكـب شراب الليل للنشو
و اصـبغ قصيد الفخر بالزهو
لـلحن و اترك من مضى يعوي