ضَجَّ الحَـنينُ
ضَجَّ الحَـنينُ
شعر: صالح أحمد
كَم مرَّةً سأصيحُ بالموجِ ارتجِع...
رملي أمامَك !
وتلوحُ بالأفقِ السَّوافي ؟!
كم مرةً سأصيحُ يا موجَ الزَّبَد...
صَرٌّ رياحي ...
والمسافَةُ إحترافي ؟!
صعبٌ سكوتي حينَ يغدو الموجُ سمسارًا ...
ليَرميني بأصدافِ الخرافاتِ السَّخيفَة
ليلٌ ، وخفّاشٌ ، وَوَحشَة ...
هي كلُّ ما تأتي بهِ الأمواجُ حينَ ينامُ عُشّاقُ الأماني
كم مرَّةً سأغيبُ عن جسَدي لأُلقي إعتِرافي ؟
والبحرُ يُلقي فوقَ صحرائي خُرافاتِ المنافي !
شاخَ الحديثُ ...
ولم تَعُد تَشفيهِ أصواتُ الصُّدف .
واللَّيلُ أضحى صُدفةً ثَغرُ الحديثِ المرتَجِف
تَذروهُ صَحرائي ...
ويعشقُ إلتِحافي .
كم مرَّةً سأصيحُ هأنَذا لتَشعُرَ بي الرِّياح ؟
وأنا الذي زَمَنًا ركبتُ جَوادَها ..
أعدو، ويخشاني الصَّدَف .
أوّاه ... كيفَ غَدا جِدارٌ من زَبَد ...
يحجُبُ صوتَ العَزمِ من قَهرِ الصَّحاري ...
عن خلايايَ التي عَشِقَت غُبارَ المجدِ في مَدِّ الفَيافي ؟!!
ضَجَّ الحنينُ إلى يَدٍ لم يَكوِها جَمرُ التَّرَف
ضج الحنين إلى يد من شَهقَةِ الصَّحرا أَصابعُها ،
ومن نَزفِ الشَّرَف !
ضج الحنين إلى يد ما صافَحَت غيرَ المدى الممتَدِّ من وَجَعي ،
وبُركانِ المنافي .
رَهنٌ أنا قَلبي ، وأُمنِيَتي رَهينَة
ويدي على وَجَعي ...
وآهي قَلبُ بركانِ الحقيقة
والحقيقةُ لحمُ عذرائي تمزِّقُها نُيوبُ الغاصِبين...
والدَّمعُ صَخرٌ لا يَلين ..
والجرحُ موجٌ ، فوقَهُ موجٌ ...
وقلبُ الموجِ مأساةُ الشِّراع .
رَهنٌ أنا قَلبي وأنَّاتي رَهينَة ...
والصَّوتُ صوتُ حَبيبَتي ...
ويلاه ... حتى الصَّبرُ عِندَ حُدودِ شَهقَتِها وقَف !
صَعبٌ سكوتي حينَ تَغدو الآهُ أغنيةَ الهوى ... وبها احتراقي !
صَعبٌ سُكوتي حينَ تغدو الآهُ مَلهاةَ الأُلى جَهِلوا عَذابي
صعبُ سكوتي والصَّدى يَقتاتُ من لحمي، ليَعبُرَني لأَيامٍ عِجاف ...
والقومُ ؛ قَومي ؛ مادروا أني ... غِمارُ الخيرِ
رَشْفاتُ النَّدى
والسُّنبُلاتُ الخضرُ في زَمَنِ الجفاف .
رَهنٌ أنا عُمري، وأشواقي رَهينَة
والطَّيفُ طَيفُ مَليكَتي ... قِدّيسَتي... قُدسي ...
رَبّاهُ ... حتّى الشَّوقُ عندَ جمالِ طَلعَتِها وَقَف !
صعبٌ سُكوتي حينَ يغزو رَملَنا زَبَدُ الأساطيرِ السَّحيقَة
صعب سكوتي حينَ يغدو الحقُّ يا قومي رهينَة
ضَجَّ الحنينُ إلى يَدٍ لم تَرتجف رغمَ الجِمار !
ضَجَّ الحنينُ إلى يَدِ تاقَت إلى جَنيِ الغِمار
ضجَّ الحنينُ إلى حَنينٍ ...
لا تُغَيِّـبهُ السُّجون
ضَجَّ الحنينُ إلى حَنينٍ لا تُدانيهِ الظُّنون
كم مَرَّةً سَيَموتُ بي وَجَعي ... ليَأتيكَ اعتِرافي
وأَصيحُ يا مَوجُ ارتَجِع ...
ها هي الصَّحراءُ تُرسِلُ زَحفَها ...
وتلوحُ بالأفقِ السَّوافي .