لهب دفين
لهب دفين
آلاء عصام عبد ربه
لمحت في عينيها دمعتين يتيمتين وقرأت كلمة خطها قلم أسير ، هي فتاة قد أسر والدها ، ولن تحلو حياتها إلا بعودته ، وقد خط قلمي مواسيا ً لها هذه القصيدة
يا مركبا ً قذفته أمواج البحار
يا مركبا ً قاس َ الظلام بليله لكنه سار
شق الدروب بعزمه
رفع الشراع مع الشعار
ومضى بجد
لا يهاب من الفيافي والقفار
متحديا ً جيش العدى
ووسامه أسمى وقار
في الليل يمشي لا ينام وفي النهار
* * *
يا مركبي احمل فوق صدرك
شوق أخت لن تلين
في قلبها لهب دفين
يكوي الضلوع مع الأنين
في عينها دمعات عمر ضائع
خلف السنين
في كفها أقلامها
تشكو الهموم إلى الدفاتر والحنين
خطّت على أوراقها
أبتي أحن إلى لقائك بيننا
لحنانك الفياض
ولحضنك الدافئ
لصوت هادئ
لأب حنون
أبتي
أراك بليلنا القمري حرا كالقمر
وأراك في فجري الوليد مع السحر
في كل ظل في السفر
وأراك في البحر العباب وفي السمر
وأراك ذو قلب نبيل
ذو مطلع حر جميل
يا صاحب الصبر الجليل
* * *
في العيد أرسم صورتي بين الورود
وبجانبي أغلى الوجود
وقت الطعام أراك تطرق بابنا
رمضان يا أبتي
بكل هموم ماضينا يجيء
في قلبه شوق إليك بلا حدود
فيقلب الآلام في قلبي
ويصنّع العبرات في عيني
فأدعو خالقي
أن يجمع الأحباب في أرضي
وأن يأتي أبي
أبتي فسامحني
لأن دموع عيني قد تسيل
قد تحفر الطرقات في خدي
وقد تبكي دموعي
لكن دمعي لا يدل على هروبي
من مواجهة الخطر
فلسوف تصبح دمعتي نارا
وتحرق كل من أبكى عيوني يا أبي
أنا لن ألين
لن أستكين
فالحزن في قلبي
ولن يبقى دفين
ولسوف يخرج هاتفا
سأحطم القيد اللعين
وسأخرج الأبطال من ذاك العرين
وتذيب أغلال َ العدى نار ُ الحنين
فيعود والدي السجين
فيعود والدي السجين