بوحُ الألواح
ابن الفرات العراقي
[email protected]
لـكَ الأشـعارُ تُنظمُ وهي بوح ُ
نَـمَـوْتُ بـسـفحكَ التياه غرّاً
درجْـتُ عـلى رباك فتى ً وفياً
فـيـا وطـناً به روحي تسامتْ
زرعْـتـك حبةً في رملِ قحطي
ويـا وطـنـاً تـحنّى في دِمانا
عـلـونـا لـلـثـريا واعتلينا
نـسـجـنا غابةَ الأضلاع درْعاَ
حـمـلتك في الحنايا لفحَ عشقٍ
تـعـالى في رؤى الآفاق شمساً
فـدتك الروح عرشا وهي أسمى
قـتـلـنـا واسـتباحتنا الرزايا
وكـنـا لـلـفدا عطش المذاكي
بـذلـنـا فوق ما في البذل نزفاً
وبـارك خـفـقَ أنـفسِنا اقتدارٌ
صـحونا يا ..لرأبِ الصدعِ فينا
نـفـتشُ عن فمِ الضحكات لكن
لـطـفـلٍ في مِهادِ البؤس يغفو
لـسـاقـيـة تـحنُّ إلى التلاقي
لـمـغـتـربٍ بـغربته تضرّى
أحـنُّ. مِـدادُ روحي سال نهراً
ويـبحث عن صباح الخير دربي
ونـسأل عن رؤى السهرات توقا
وعـن وعدٍ وشى فرحَ الأماسي
وجـسـرٍ لـلصبايا صار دربا
فـتـغـرَقُ بالسوادِ رباعُ عمري
فـلا شـيـحٌ يـشـمُّ ولا عرارٌ
ألــفُّ الأرضَ تـوَّاقـاً لأمـنٍ
يـفـيـضُ رُعـافه في كلِّ أفقٍ
فـيـا وطـنا به رتعتْ داوه ٍ
فـديـتـك يا عقالَ الرأسِ تاجاً
عـلـى شطَّيكَ ذقنا العمرَ صفواً
فـأنـت ولادة والـغـيرُ عقَّتْ
تـخـذتـكَ قـبـلةً لصلاة نَفلي
يـظـلُّ هـواكَ لي عمُراً معافى
فـديـتكَ مَذ سلكْتُ الدرب غِراً
فـديـتك يا أبي في نزعِ روحي
لـهـا نـحـنُ ومَـنْ إلا سوانا
أرادوا فـيّ يـا مـيـناءَ نبعي
بـلادي كلّ هذي الأرض جدبى
فمَنْ في الكون شعبٌ مثل شعبي
فـأنـت الـغيثُ إنْ شحّت غوادٍ
تـرَتـلُ فيك نفسي الشعرَ جذلى
ربـيـعـيٌّ هـواكَ بـكلِّ قلبٍ
زرْعـتـكَ في وريد لقلب نبضاً
تـضيقُ فجاجُ هذي الأرض طراً
وأِنْ لاحـتْ بـروقُ لـلـسرايا
بـلادي غـابـةٌ بـالحزْنِ غنتْ
بـلادي أثـمَـرتْ بـدمِ المآسي
جَـرَعنا المُرَّ حتى ضاقَ صبراً
فـلـم أرَ شِبْهَها في العزم عزماً
يـزاحِـمُ بـعْـضنا بعضاً خفافاً
أعـرْنـي أيَّـها الوطنُ المفدى
تـعـانـقُ مـجدكَ التياه شوسٌ
وتـحـسـدُهُ الحروفُ وهنَّ دفقٌ
بـلادي كم نمتْ في الحربِ فينا
وكـم أربـت على خوَرٍ رؤوسٌ
سَـتـسـقى الموتَ ذيفاناً بكأس
وتـحـمـل وزرَها وبه تقاضى
مـشـيـنا الستَّ كرْهاً لا نبالي
مـشـيـنـاهـا وأعيننا تباري
فـيـا وطـناً به الرايات تزهو
يـلـفُّ تـجـلدا ما اغبرَّ طلقاً
سـلـيلَ النخلِ يا وطني المُدمّى
كـأنَّ خُطي صلاح الدين عادت
أراهـا ومـضـةً بـالأفق لآلت
تـوسّـمَ لـلـشجاعةِ فيه شعبٌ
فـمـن بغداد يشرق فجر شعبي
ومـهـمـا طال معتربا صباحي
أراهـا ومـضـة والـوعدُ آتٍوأنـتَ لـراحـةِ الأرواحِ رَوْحُ
فـخالطَ أعظمي والنبضَ سَرْح ُ
ويـحـلـو فيك بالصوبين مَزْحُ
وأثـرت فـيـه حتى ضاقَ لوْحُ
فـأنْـبـتَ سُـنبلاً وابتلَّ نفحُ
وهـلْ إلا بـنـا يرْجى الأصحُّ؟
خـفـافا .والخطى للخلدِ صوْحُ
رصـيـنـا. ينْعش الآمال نجْحُ
بـك الأنفاسُ تسكرُ ليس تصحو
مـداهـا، ما التوى واعتلَّ نوْحُ
وفـيـهـا أنت والشهقات لمْح ُ
وعـرَّشَ في صفاءِ الروحِ جُرْحْ
وما استغوى عروقَ الروح بَرْحُ
وفـيـنا يمتطي الصهواتِ رَمْحُ
وغـالبَ نصرُنا مَنْ كانَ يلحو؟
وجـئـنـا لـلدجى فانجاب قبْحُ
فـمـي قد ضاعَ منّي وهو سَمْحُ
ويـشـكـو غربةَ الأوطانِ طَلْحُ
ونـاعـورٍ بـه قـد طال نوْحُ
ولاوى شـهـقـةَ الأنفاس فوْحُ
عـلـى الأوراقِ والأوجاع دُلْحُ
وعـن لـحـنٍ به للهمس فصْحُ
وعـن وجـه بـه يختضُّ كدحُ
وحـقـلٍ فـيـهِ كم يزدانُ قمحُ
تُـعاطي الحبَّ فيها الشوقُ طَفحُ
ويـرحلُ عن ليالي الأنسِ كشحُ
ولا فـنـجـانُ قـهـوتـنا يلحُّ
وغـيـرك مـرفـأً لا لا يَصُحُّ
ويـخـفقُ في غيابِ الروحِ جُنحُ
فـمـهـما ضاق فالربوات فسْحُ
فـمـا لولاك يغوي الروحَ مَدْحُ
وصـابـاً .بـعدما قد شاعَ ذَبْحُ
وأنـتَ لـفـارسِ الهيجاء رُمْحُ
قـشـيبَ الروحِ ما لاواهُ شح ُّ
وأوسـمـةً لـصدري وهي رِبحُ
ولا يـحـتـاجُ مـا أعنيه فضْحُ
ومَـنْ الاك لا يـغْـريـه منْحُ
إذا مـا اشـتدَّ في الأزماتِ نطحُ
لـغـيرك في امتهانِ النفسِ أنحو
سـواك وكـلّ ما في الكون كلْحُ
بـمـا أعـطى وقدّمَ ما يصُحُّ ؟
وأنـتَ لـرايـةِ الـفرسانِ فتحُ
ويعجَزُ عن يلوغِ الوصفِ شَرْحُ
ومـنـك يـلوحُ بالشهقاتِ مَسحُ
عـلـى أنـاتـه يـرتاحُ صُبْحُ
إذا مـنـه اعـتـلى للأفقِ قدْحُ
يُـذَرُّ بـرعـشـةِ الأهدابِ مِلْحُ
ومـا زالـت عـلى الموتى تلحُّ
وأيـنـعَ في ندى الأرواحِ قرْحُ
بـنا صبرُ الرجالِ وطاحَ صَرْحُ
وأِن خَـطْبٌ دحا واصطكَّ رَزْحُ
وتـجـمحُ في غبار النقع وُضْحُ
بـيـانـاً ضاقَ في الأقلام نضْحُ
صَـداق الـروح أغـلى ما تسُحُّ
ويعجزُ عن هوى الموصوف مَدْحُ
كـلاب أوغـرتْ وامـتـدَّ نبحُ
وحـان قـطـافها وإنجاب صَفحُ
فـمـنـهم كم وشى بالظلم طرْحُ
وتـكـرع مـا جَنتْ والغيظُ قيْحُ
ودسـنـا الـجمرَ واربدَّ الاسحُّ
لـعـيـد الـنصر لا يلويه كبحُُ
لـكـل عـواصفِ التاتار يدحو
ويـعـجزُ أن يلفَّ الجرحَ سَطحُ
عـلـى الـغمرات صوت لايَبحُّ
عـلـى الـربوات عجلانا يدحّ
ويُـوقـدُ ظـلمة الأغوارِ جَدْحُُ
وطـاول عـازمـا فـاندكَّ وقحُ
ويـرقـص لـلغد الوضّاء شَرْحُ
سـتـولـدُ قـمّـةٌ ويزاحُ سفحُ
وغـيـرُ الـحقِّ حكماً لا يَصُحُّ