أصْدَاءُ اللّغْزِ

عبد الله ضرَّاب - الجزائر

[email protected]

الإسلام دين السّلم والأمن والعدل والإحسان والحب ، يظهر ذلك في أحرف مصطلحاته ، وفي مضمون كلماته ، فالسّلم في الإسلام ، والأمن في الإيمان ، والحبّ والتّسامح إلى درجة مقابلة السّيئة بالحسنة ، ومعاملة العدو معاملة الولي الحميم في مفهوم الإحسان في هذا الدين العظيم .

فمن أين جاءت هذه النّزعة الدّموية الفظّة القاسية العنيفة التي يتصف بها من يُحسبون على الجهاد الإسلامي ، وأُريدَ لهم أن يُنسبوا إلى الإسلام   بل يكونوا علما عليه لا يعرف الا من خلالهم .

إنّها بلا شك من صنع الأعداء بالكيد المفضوح الذي يشبه الغباء ، أنّها مخطّطاتهم الاستخباراتية التي يستخدمون فيها الأمّيين والأطفال والفقراء من أبناء المسلمين بالحيلة والخبث والدّهاء ، وذلك لتلويث سمعة المسلمين ، وصدّ النّاس عن هدى هذا الدّين الجلي النّاصع القوي الثري ،  لأنه نور من ربّ العالمين ، ولأنه هو الحق المبين ، وله تأثير عجيب على عقول وقلوب الطيِّبين النّزهاء الأذكياء من كل الشعوب والملل والنِّحل ، وهو المرشح ليكون دين الكرة الأرضية في القرن الحالي ، ولو كره الكافرون .

وهذه القصيدة عريضة براءة لهذا الدّين العظيم القويم من الأرواح التي أزهقت ، والأملاك التي أتلفت ، والأعراض التي انتهكت ، باسمه خلال عشرية الفتنة والمحنة في الجزائر ، وفي القصيدة تنويه بمسار المصالحة الذي سلكه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة واصراره عليه ، رغم التهديدات الجادّة ، والانتقادات الحادّة ، من طرف الجهات المشبوهة التي لا تقوم مصالحها إلا في أتون المحنة والفتنة والفوضى .

فلعلّ إخواننا في البلدان  الأخرى كالعراق ، ، اليمن ، باكستان ، الصومال ، والسودان يستوعبون الدرس ويأخذون العبرة مما وقع في الجزائر ، فيتجنبون الفتن ، ويتفادون المحن ، ويصونون الأرواح والأملاك والحرائر ، ويفوتون الفرصة على العدو الماكر الغادر ، والله هو العاصم من الضلال والخبال .

صَـالِـحْ  وأَصْـلِحْ فَيَوْم ُالسَّعْدِ iiمَأْمُولُ
صَـالِـحْ  فـإنّـا بِدَرْبِ الصُّلْحِ iiأجنادٌ
صَـالـحْ  لِيَعْرَى فريقُ الفَتْكِ iiمُفْتَضِحاً
شَـيِّـد  ْبـلاداً بـحُـبٍّ دام iiمُـتَّصلا
شَـيِّـدْ  بـلادا بـشـعبٍ ظلَّ iiمُلتحما
عـبـدَ  الـعـزيزِ أَفِدْ بالصُّلحِ iiمَكرُمَةً
سَـلِـمـتَ تـسـلَمُ دُمْ للسِّلمِ iiمُحْتَضِناً
أعـانـك  الله يـا نَـجْـدَ الـبلاد iiفما
الـغِـرَّ نـدري وهـا قد شاط iiمُحترقا
*                 *                 ii*
يـا  مـن جَـهدتُم لفكِّ اللُّغز في بلدي
مـن سـوف يجني إذا حلَّ الشِّقاقُ iiبه؟
كـم  مـن حقودٍ على أرضِ الفدا iiحَنِقٍ
لـقـد أرادوا بـهـذا الـشَّعب مجزرةً
ذبـحٌ  وهـتـكٌ وتـفـجيرٌ iiوقرصنةٌ
خـطـفٌ وغـصْـبٌ وإذلالٌ iiلامَّـتنا
نِـعْـمَ  الـمـصيبة إن جاءت بنافعة iiٍ
لـهـفـي  عـليكم شبابا سيق iiمختبطا
لـهـفـي عليكم شبابا ساب قد iiعظُمتْ
قـد خـدَّروهـمْ بـأقـراصٍ وأدويـةٍ
هـل  الـجـهاد أيا أهل الحجا عَمَه iiٌ؟
أيـغـدرون ويـرمى الدّين وا أسفا  ii؟
أيـجـرمـون لـتلويث الهدى ؟ iiعَجَبا
قـالـوا  تـعـدَّوا لأنَّ الـدِّين iiجرَّأهم
والـذِّكـر  لُـغـمٌ إلى العُربان مرجِعه
الـدّيـن  وعـيٌ وحرفُ الضَّاد iiناشرُه
اجْـلـوا الـعروبةَ والإسلامَ يَخْلُ لَكُم iiْ
كـم  مـن مُـذيـع بـأنَّ الدِّين أرهبه
هـل في الشّريعة ما يدعو إلى ضررٍ ؟
سـل الـكـتـابَ عـن الإسلام إنَّ iiله
مـا جـاء إلاَّ بـشـرْعٍ لـلـسَّلامِ iiفما
لـو  مـا كـسرنا سراجَ الدِّين من iiأمَدٍ
لـقـد  حـبـسـنا كتاب الله في وَطَرٍ
وكـيـف  تـنـفـعُ آيـاتٌ iiمُـجمَّدةٌ
وكـيـف  يُـجـدي كتابٌ للهدى عَلَم ٌ
لـقـد  رَكَـنَّـا إلـى غـربٍ يٌكِنُّ لنا
فـكـيـف تـنـهضُ نحو النُّورِ iiأمَّتنا
مـن  أفـسـدَ الأمرَ قد أشقى البلادَ iiبه
مـن  غـالَ بـالـظُّلم من غِلٍّ iiإدارتنا
مـن دَكَّ بـالـدَّجَلِ الغربيِّ مدرسةً ii؟
مـن  حـاربَ الـضَّاد مُعتزًّا بِبَغْبَغَةٍ ؟
مـن  مَيَّعَ الجيلَ حتَّى طاشَ في سَفَهٍ ii؟
مـن ضَـخَّ في نَفَقِ التَّهريبِ أرصدةً ؟
مـن هَـدَّ مُـنـتـقما أغلى مكاسبنا ii؟
مـن  نـاطَ سُـطوتَه بالدِّين مُستترا ii؟
مـن  جوَّعَ الشَّعبَ حتَّى عن بطاطتِه ii؟
مـن  رام فـي وَضَحٍ إتلاف وحدتنا ii؟
من خان ؟ من هان ؟ من أزرى بأمَّته ؟
هـل يـحـفـظُ الـعهدَ للأجداد مُفتتَنٌ
*                 *                 ii*
يَـا  شـعـبُ مَتِّنْ حبالَ الوَدِّ iiمُعْتَصِماً
مَـهْـمَـا تَـمَـادَتْ ذيُولُ الكُفْرِ iiبَاغِيَةً



















































الـصُّـلْـحُ  حَبْلٌ بِعَرْشِ اللهِ iiمَوْصُولُ
الـرُّوحُ  مِـنَّـا لأجـلِ الصُّلحِ iiمبذولُ
الـغِـلُّ خِـزْيٌ وطـبْعُ الغدْرِ iiمَرْذولُ
لـم  تـقـتلعهُ صروفُ الدَّهر iiوالطُّولُ
بـاسـم  الأخـوَّة فـي الإسلام iiمفتولُ
لأنـتَ  سـيـفٌ عـلى الغدَّارِ مسلولُ
أنـت الـمُـفـدَّى بـحِفظ ِالله iiمَشمولُ
أوهـى  الـعـزائـمَ خـوَّانٌ iiومَهبولُ
هـل مـن تـوارى وراء الغِرِّ مجهولُ
*                 *                 ii*
ألا  اسـتـريـحـوا فإن اللُّغزَ iiمَحلولُ
مـن سـوف يعلو وسورُ الأمنِ مفلولُ؟
قـد غـاظه الصُّلح والإصلاح iiوالجِيلُ
تـأتـي  عـلـيـه ولا يرتاعُ مسؤولُ
ظـلـم  ٌوبـطـشٌ وتـجويعٌ iiوتنكيلُ
أمـثـلُ هـذا بـإذن الدِّين ؟ معقولُ ii؟
لـقـد  تـجـلَّـتْ مع البلوى iiأباطيلُ
يـردي  ويـردى فـمنه العقل iiمخبول
فـيـه المصيبةُ .. إن غالوا أو iiاغتيلُوا
فـالـوعـيُ  مَيْتٌ ومخُّ الرّأس مشلولُ
  هـل الـشّـهـادة تخديرٌ iiوتضليلُ؟
فـالـعـقل أضحى من البُهتان iiمَذهولُ
مـهـمـا يـكـيدون إنَّ الكيدَ iiمبْطولُ
انَّ الـحـيـاة بـهـذا الـدِّيـن تقتيلُ
قـد فـاض مـنهم إلى الأوطان iiتَهويلُ
هُـمـا الـعـداوةُ والإرهـابُ والغولُ
وجْـه  الـجـزائر فيه الخيرُ iiوالطَّوْلُ
فـهـل  يُـظـاهر هذا الوهمَ تدليلُ ii؟
لـقـد تـواتـرَ بـالـتَّـحريم iiتنزيلُ
فـي  الأمـن حـكـمٌ وتوجيهٌ iiوتعليلُ
فـي  الـدَّهـر سِلْمٌ بغيرِ الدِّين iiمكفولُ
مـا اغـتـيلَ ظلما بِزَعْمِ الدِّين iiمقتولُ
قـد  عـاث فـيـنا برغم الذّكر iiتبديلُ
قـد  نـال مـنـها بسوء الفهم iiتعطيلُ
والـقـلـبُ صَخْرٌ وبابُ العقلِ iiمقفولُ
كـلَّ  الـضَّـغـيـنة فالتَّغريبُ iiتبغيلُ
والـسَّـاعـد الـهشُّ بالتَّغريب iiمَكبولُ
؟   فـالشَّعب من طعناتِ الغَدْرِ iiمَختولُ
؟ لا يُـصـلـح الـدَّار أغرابٌ مناذيلُ
تـوجـيـهُ  جـيلٍ بغير النُّورِ iiتضليلُ
طَـمْـسُ  الـفـصاحةِ بالتَّبغيغِ iiتذليلُ
غـايـاتُـه  في الورى رَقْصٌ iiوتطبيلُ
فـالـذيـل مـن عَفَنِ التَّغريبِ مَزْبولُ
فـالـمِـسْـخُ عن حُلُمِ الأجدادِ iiمَعزولُ
الله  يـشـهـدُ والـصُّـفْـرُ iiالمثاكيلُ
إن غَـطَّ فـي الـنَّوم عَزَّ الثُّومُ والفولُ
إنَّ الـمُـغـرَّب بـالأعـداء iiمـتبولُ
عـبـدُ الـمـآرب مـن للهدْمِ iiمَعمولُ
بـالـغربِ  عن قِيمِ الإسلام مفصولُ ii؟
*                 *                 ii*
باللهِ  دَوْمـاً لِـوَاءُ الـكُـرْهِ iiمَـخْذُولُ
الـكُـفْـرُ يُـخْـزَى فَأَمْرُ اللِه iiمَفْعُولُ

              

شرح مفردات في القصيدةspan>

1- تبغيل : يحول الناس إلى بغال تركب

2- مناذيل : انذال لتجردهم من الاخلاق

3- الصُّفْرُ المثاكيل : الثكالى اللواتي غيرهن الحزن على المفقودين

4- الطّوْلُ : القوة والتمكين

5- المِسْخُ : الذي مسخ حضاريا بانسلاخه عن دينه وقيمه