قواقع
18أيلول2004
علي فهيم زيد الكيلاني
قواقع
شعر: علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء
"مهداة إلى الأخ الشاعر الأستاذ علاء الدين العرموطي استشراقاً لرائعته (يا قمر الدّاعين) يشبب بالأردن الحبيب توجّداً وعشقاً ويتفجر تفجعاً وحنقاً للجحود ونكران الجميل الذي يلقاه هذ1ا البلد من قبل بعض المنتسبين إليه زوراً وبهتاناً، فئة النفعيين الوصوليين مصّاصي دمه، الذين شبهتهم في قصيدتي هذه بأول مجرم في حق البشرية (قابيل) الذي قوّض أركان أول مجتمع بشري بقتله أخاه (هابيل).
هذا الأردن الحبيب الذي استعار له الأستاذ العرموطي تحبباً مقولة (في حجم بعض الورد).
وقد ذهبت في قصيدتي هذه إلى غير ما ذهب هو إليه في قصيدته".
أقـلَّ قـلـيـلاً رَوَّعَـتْكَ (أدرْهـا سُـلافـاً تَـمـحُ إثمك كلهُ سُـلافـاً تُـديرُ الرأسَ والقلبَ نِشوة سُـلافـاً تشفُّ الروحُ منها وترتقي إلـى الـنورِ في المشكاةِ لا نورَ قبله * * * تـنـوّرت أقـمـاراً كَليلاً ضياؤها دلـيـلُـك فـي لـيلِ الحياةِ مخايلٌ تـبـاريـحُ مـفـتونٍ بليلاهُ نازعٌ وإن يـكُ غـلاً يـا هواها وحُسنها ألا كـلّ حُـبّ دونـه غـيرُ عاقدٍ عـلـى قـدرِ من أحببتَ أنت مخلّدٌ فـأيُّ مـدىً لـلروحِ في حب وردةٍ لـهـم مـن شفاهِ الورد كلّ رحيقهِ تـقـوقـعَ كـلّ فـي مظنةِ موطنٍ (ألا كـل شـيء ما خلا الله باطلٌ) * * * تـرفّـق بحالٍ القلبِ يا مالكَ النُّهى تـفـجّعُ للمحبوبِ يُجزى على الوفا (لـئـن كان مجزياً على القتلِ قاتلٌ) ومـا الـعـدلُ والإجزاءُ إلا بشرعِهِ ولـو حـاكـمَ الـعقلُ الذّرائعَ ردّها لـئـن كان قابيل الحمى بعضُ أهله دُمى أفرغت من روحها ثم (بُرمجت) يُـحـركـهـا حاوٍ مريبٌ له هوىً وفـيـه مـن الأفـعى تلوّ وملمسٌ مُـريـبٌ كـساهُ الليلُ قفطان راهبٍ * * * بـمـن سـيـلوذ المستجيرُ تعاوَنتْ ثـلاثٌ قـوابـيـلٌ يكيدون للحمى ويَـنـسـلِـنـا خيطاً فخيطاً فلُحمةً فـتـعـوزنـا الأكـفانُ تستُر عيبَنا * * * فـقـابـيل مضبوعٌ وضابعُهُ رؤىً ويـلـهثُ مشدوهاً وراء أخي الردى رقـيـعٌ تـعرّتْ مومسُ الفكرِ عنده وتـنـزعُ عـنـه جـلـده وسماتِهِ فـهـا هـو كالمُنبت أصحرَ راجلاً * * * وثـانٍ صـفيقٌ يمتطي ظهرهُ الهوى مُـغـمـىً على عينيهِ غاشيةُ الأنا يـغـالـبُـهُ حُـبّ لـفـاتنة الأنا تـنـفّـذَ لـكـن عـندها غيرُ نافذٍ يُـصـعّـر خـدّيـه مُـدلاً بجاهه كـأن الـحمى من بعض إقطاع جدّهِ فـمـن مـلـكَ الآمـالَ حقّقها منىً * * * وثـالـثُ مـبـهوتٌ بنُعمى خسيسةٍ مَـهـيـنٌ تـولّى كِبرهُ غيرَ عابئٍ تـراهُ كـمـنْ يـشـتمُّ أروحَ جيفةٍ * * * ثـلاثُ قـوابـيـلٍ وهـابـيلُ أمةٌ يُـمـنّـيـهـمُ الشيطانُ كلّ بكسرة تَـقَـوقـعَ كـلّ فـي مظنّةِ موطنٍ ألـم نـكُ جـسـماً واحداً متماسكاً وكـنـا إذا عـضـو تـألّم أو شكا * * * أخي في خِضمّ الرّوع ضاعتْ سفيننا هـنـا عـالـمُ الأشباح تيهٌ وظُلمةٌ إلـى أيـن نـمـضي فالحياةُ عقيدةٌ |
الرّوائعُ
|
فـقـولُـك مـجزوء وشِعرك رائعُ فـإن لـم تُدرها أنت في الإثم واقعُ) مُـعـتّـقـةً لم تعتصرها المصانع إلـى حـيـثُ لا حيث هناك وواقعُ ولا بـعـدهُ نـورٌ ولا ثَـمَّ طـالعُ * * * دعـيـاً سـنـاهـا مستمداً تُخادعُ تُـعـدّدُ فـيـك الوجدَ فالقلبُ ضائع ولـيـلاهُ فـي لـيلِ العراقِ تنازع وفـرضـاً وإلا أنت في الإثم واقع وكـلّ هـوىً نـفـلٌ حدتهُ الدوافع وأنـت عـظـيـمٌ ما سَموتَ ومانع وقـبـل مـداها الكائناتُ الشواسع دبـابـيـر لا شـهـدٌ ولكن لواسع ومـا هـذه الأصـداف إلا قـواقع (ولابـد مـن يـومٍ تُـردّ الودائع) * * * فـقـد أوقـعتْهُ في الهمومِ الفواجعُ جـزاءَ سـنـمـارِ الـفِدا ويوادع فـعـنـد الإلهِ العدلِ لا حقّ ضائعُ ولـيـس بـشـرع شرّعتهُ النوازع لأسـبـابـهـا مـا روّعتهُ الذرائع فـهـذي دُمـى غُفلٌ فأينَ الأصابع وتـمـضـي بلا وعي ولا ثمَّ وازع وفـي نـفـسـه أفـعى تَفحُّ ودافع ومـن نـابـهـا سُـمّ زُعافٌ وناقع وفـوق وجـوه الـمَوعظاتِ براقع * * * عـلـيـه مـع الأعداءِ رِحْمٌ وقاطع يـؤزّهـمُ ذاك الـمُـريبُ المخادع ونـبـقـى سَـدَىً مـا ننثي نتواقع ولـكـنْ غـراب البينِ بالكيدِ رابع * * * مـهـتّـكـة الآمال فالغربُ ضابع وقـد بَـهَـرتـهُ خـالـياتٌ لوامع تـراودُهُ إيـمـانـه فـيـطـاوع عـلـى مفرقِ الغاياتِ فهي زعازع فـلا هـو مـحمولٌ ولا هو راجع * * * ويـمـضي به نحو الضلال يُسارع يُـديـرُ رحـى أشـبـاقِـهِ ويتابع فـبـيـضُ الأماني عندها والمنافع ولا فـي الـحمى إلا عميلٌ يصانع ويـنـفـخُ أوداجَ الأنـا (ويتارع) وأهـلـيـه قطعانٌ حَوَتها المزارع ومـن سـاسَـها أرضاً فشارٍ وبائعُ * * * بـلا سِـمـةٍ قـد أبـطرتهُ الودائعُ فـعـالَـمـه نـعـماؤهُ وهو ضالعُ أبـداً ونـفـس بـالـغثى (تتلاوع) * * * تَـسَـفـلـهـا الباغون أُسٌ وتابع يـقـطـع أوصـال الحمى ويقاطع ومـا هـذه الأوطـانُ إلا قـواقـعُ وهـا هـي ذي أعـضاؤنا تتنازعُ تـداعـتْ له الأعضاءُ فهي مواجع * * * وحـادَ بـهـا عن جادة الحقِ خادع ومـن حـولـنـا غولٌ وجنٌّ رواتع ومـن فقدَ المصباحَ في الليلِ ضائع |