الجبين الجريح
15أيار2004
أحمد السيد
الجبين الجريح
|
شعر: أحمد السيد |
ما اهتزَّ لي في النازلاتِ صوابُ
فَلْتسقطِ الأزلامُ
والأنصابُ
إنّي كفرتُ بها بغيرِ
تهيُّبٍ
ودَمُ العراقِ دَمي فكيفَ
أَهابُ؟ |
قدْ نامَ حارسُ كوكبِ الأرضِ وبدا كخاتَمِ خُدْعةٍ في إصبعٍ بشريعةِ الغابِ الضعيفُ فريسةٌ هُتكَ السِّتارُ عنِ الضِّرارِ ورُبّما أوَ ما تسمَّى غاصبٌ (مستعمِراً) إنَّ الذينَ يجمّلونَ قبيحَهُ نبحوا على قلمي الأسيرِ بكيدِهم خَذَلوا دماءَ جِنينَ أمسِ كأنّما صَمَتوا وشارونُ المجازرِ هائجٌ واليومَ دِجلةُ والفراتُ نَراهما دارُ السلامِ تُدارُ ملهىً للوغَى وخيولُها صَهَلَتْ وكُلُّ سيوفِها والباسقاتُ منَ النخيلِ غريبةٌ جَأرتْ جراحُ الأبرياءِ لربّها وصَحا ببغدادَ الرَّضيُّ بلا رِضاً والبَصرةُ انطفأتْ بغيرِ خليلِها وابنُ الحسينِ منَ الذُّهولِ كأنَّما وبَكى الرشيدُ على صقورِ جيوشِهِ قدْ عُدْنَ (مارِنزاً) وكُنَّ بقصرهِِ مَنْ كُنَّ يَصنعنَ الحياةَ أُمومةً صُوَرٌ مَلاذُ العامريّةِ أصلُها باتوا على ظمأٍ رمادَ مظالمٍ هَولٌ كأفلامِ الخَيالِ.. مميّزٌ فكأنَّ مَنْ وَصَلوا النجومَ تقطّعتْ وكأنَّ بعضَ الناسِ في قاموسِهمْ مِثلُ الهنودِ الحُمرِ كُلٌّ قِشرةٌ دَمُ طارقِ، صوتِ الجزيرةِ، شاهدٌ طَرَقَ الحقيقةَ أنَّ مِنْ أخطائهمْ أكبرتُ شمسَهمُ وأرفضُ أنَّهمْ مرضُ (الأنا) فأرُ العقولِ بأمّةٍ وحضارةُ الإنسانِ أنّي آدمٌ لا فرقَ: أقبِسُ من أثينا فكرةً كُلُّ النفوسِ تقدَّستْ منْ واحدٍ غُرباءُ تَجمعهمْ سفينةُ رحلةٍ فدَعُوا الحَمامَ يَرَ الطريقَ فإنَّهُ * * * لا لوم.. إنَّ ربوعَنا منحورةٌ تلكَ الجزائرُ وهيَ شمسُ شهادةٍ مَطرُ المصائبِ مِنْ سَوادِ فِعالنا فتكتْ بنا النّارانِ: عَسْفُ تَسلُّطٍ وإذا جديدُ القرنِ: عضَّةُ سُلطةٍ لا عيشَ في هذا وهذا كالرَّدى إلا المُنافِقَةَ الذينَ رؤوسُهمْ فَقَدوا بأنديةِ التملُّق وَعيهمْ طَرِبوا بموسيقا الشعاراتِ التي جَوٌّ منَ الأوهامِ ما غَنَّى بهِ كمْ جملةٍ بُنَيَتْ بلحنِ عواطفٍ حتَّى إذا ارتفعتْ لنحوِ عواصفٍ أنلومُ إنْ نهشَ الحِمى مُتوحِّشٌ لا لومَ إلا بالوثوبِ تَحَرُّراً فالروحُ أنكرَها الحديدُ وأُوصِدتْ والأرضُ ما زالتْ تئنُّ ونبضُها الـ والظُّلمُ يأكلُهُ الظَّلامُ وقادِمٌ ما زلتُ أنثُرُ بَذْرَ آمالي وإنْ فلعلَّ إنساناً سَيولدُ ثانياً * * * يا ذا الفِقارِ وما فتكتَ بلاهثٍ قُمْ مِنْ قِرابِكَ في رحابِكَ قهقهتْ كي لا يُقالَ: العلقميُّ مُكَرَّرٌ أوَ ساكتٌ في الحقِّ إلا أخرسٌ المجدَ قدْ خَذَلوا وإنْ لمْ يَنصروا فهُمُ غداً صِفرُ اليدينِ وما الذي واعذِرْ أبا الحسنَيْنِ.. إنّا أُمّةٌ ماتتْ طَوافاً بالقُبورِ تُقضُّها والراقدونَ شموعُ نورٍ صَدَّقوا لوْ أنَّهم خلعوا المماتَ وأقبلوا ماتوا وما ماتوا وأنتَ حقيقةٌ مَهْدُ الحضارةِ فيكَ لكنْ محنةٌ ويغورُ نمرودٌ وهولاكو وما انْـ ويُقبِّلُ الفًَجرَ العيونَ وكيفَ لا؟ فارفعْ جبينَكَ يا عراقُ مُجَرَّحاً وادفَعْ لبنتِ المجدِ مَهراً قانياً يُبنَى مِنَ الشُّهداءِ صَرْحٌ نازفٌ وتُزَفُّ للصَّبرِ الشُّموسُ وزغردتْ فاعبُرْ على جسْرِ الجراحِ إلى غَدٍ |
الذي
|
ما لاحَ ذو نابٍ طواهُ يُلهَى بهِ وتُزَيَّنُ الألعابُ وذَوو المخالبِ فوقَهُ أربابُ غطَّى على قُبْحِ الفَعالِ نِقابُ ولهُ بكلِّ العامراتِ خرابُ؟ رضعوا الأذى بدمِ الحَمامِ يُشابُ والنسرُ نسرٌ والكلابُ كلابُ صَدَمَ العِطاشَ المُجهَدينَ سَرابُ طاغٍ ومِلءُ عروقهِ الإرهابُ سَطرَيْ دماءٍ والعراقُ كتابُ والنفطُ يَسكَرُ والدِّماءُ شَرابُ صَلَّتْ على صَدَأ وهُنَّ غِضابُ في أرضِها وعلى الرؤوسِ غُرابُ وعلى الشوارعِ فيضُها ينسابُ "يأجوجُ –يسألُ- أمْ أُقيمَ حِسابُ؟ ثُكْلاً وغوَّرَ بدرُها السيّابُ كافورُ لونٌ في السماءِ عُجابُ تلهو بهم في الرافدَيْنِ كِعابُ مثلَ الحَمائمِ والزمانُ شَبابُ ها هُنَّ للموتِ الرهيبِ رِكابُ بالنارِ تُمحَى أرجلٌ ورِقابُ يَسقي الذينَ يَرَونهمْ إرعابُ عنها بما اندحرتْ بهِ الألبابُ بهمُ، فلمْ يَصلوا الوَرَى، الأسبابُ -إنْ خالفوا ما يَرسُمونَ- ذُبابُ ورُعاةُ أبقارِ الحديدِ لُبابُ حَيّاً ومَيْتاً ذائعٌ جَوّابُ ينبو صَوابُ مُصمّمٍ فنُصابُ للعالَمينَ المانعُ الوهّابُ تمضي بها في الكبرياءِ شِعابُ حُرٌّ يُصانُ وتَسقطُ الألقابُ وبِذكرِ مكّة ما شَربتُ يُطابُ وجواهرٌ للأرضِ لا أوشابُ والكونُ بحرٌ والحروبُ عُبابُ قدْ طالَ مُغتربٌ وحانَ إيابُ * * * بالجَوْرِ والوحشُ الغريبُ عِقابُ نُزفَتْ مجازرَ والحِوارُ حِرابُ في كُلِّ قطرٍ والنفوسُ سَحابُ وجُموحُ عُنفٍ مالَهُ أعصابُ أوْ دُميةٌ للأجنبيِّ حِجابُ دارتْ عليكمْ أيُّها الأعرابُ منْ طُولِ ما هَزّوا بها أذنابُ كُلٌّ يُصفِّقُ والغِناءُ خِطابُ رَقَصوا لها وأُديرتِ الأنخابُ لا الموصليُّ ولا شدا زريابُ يُطلى الهُتافُ وتُصقَلُ الأخشابُ سقطَ البِناءُ وأشكلَ الإعرابُ! ومِنَ الحُماةِ به عليهِ ذِئابُ!؟ يُجلى ذليلاً مالَهُ أنيابُ دونَ الضياءِ الصادقِ الأبوابُ إنسانُ يأبى أنْ يسودَ الغابُ مَدَّ العدالةِ مُشرقٌ غَلاّبُ عَزَّ المُعينُ وأرجفَ النَّعّابُ تُلقي إليهِ ثمارَها الآرابُ * * * إلا ليَسقيَهُ الحميمَ عَذابُ آلاتُ قابيلٍ وأنتَ شِهابُ وأبو ترابٍ في الترابِ ترابُ شيطانُ يلعنُ وجهَهُ المِحرابُ؟ بغياً وكمْ بالصمتِ قومٌ خابوا؟! للصِّفرِ إنْ نُشِرَ الغَداةَ حِسابُ؟ هُجرتْ بِها الحُسنى وصُدَّ صوابُ ترجو الحياةَ بِها فكيفَ تُجابُ؟ أقوالَهم بالفِعلِ حتى.. ذابوا ورأوْا رَدَانا في الحياةِ لآبوا بالشمسِ لا بوجودِها نرتابُ ستزولُ عنكَ فما تدومُ صِعابُ ـكسَرَ الصمودُ ولا استكانَ ضِرابُ بعدَ التَّخاصُمِ يلتقي الأحبابُ إنَّ العزيزَ بِذا الزمانِ مُصابُ بِسِواهُ ما نالَ المُنى خُطّابُ حتّى السماءِ فيلتقيهِ ثوابُ بعدَ المريرِ مِنَ العذابِ عِذابُ أيكونُ أبهى؟ ما سِواكَ جَوابُ |
غِيابُ