أنا ماضٍ للحج
16أيار2009
د. وجيه البارودي
د. وجيه البارودي
رثّ جـسمي النحيلُ، وهو وأنـا بـاطـن الـرّداءِ وجـيـهٌ رُبَّ غـمـدٍ بـالٍ، وفـيه حسامٌ وأنا أطرشٌ، وأسمعُ جرس الحبِّ وضـريـرٌ، أرى الـخفايا أمامي وبلائي في اللئيم، والشّمِّ، والضَّيم، ومُـسِـنٌّ، لـكـنّـنـي أتـحدّى غـائـبٌ حـاضـرٌ، أسيرٌ طليقٌ فـحـيـاتـي أسطورةٌ في أواني وبـشـعـري نـافـستُ كلَّ قديم سـيّـد الـعـاشقينَ شرقاً وغرباً ووصـالـي روح تـلاشى بروحٍ وانـطـلاقـي بـلذتي في سماء وإيـابـي لـلـصحو شيئاً فشيئاً أي شيءٍ في العيش أشهى وأحلى * * * وأرانـي شـردت في البحث عما عـودةً لـلـنـهـى أكـفر فيها وأنـا مـنـصـفٌ وأنـقد نفسي ورجـوعي إلى الصواب صوابٌ إن صـفحي عن المسيء وحلمي لـقـب الـنـبـل لـلنبيل وسامٌ لا غـنـيٌ أنـا ولـسـت فقيراً كـرمـي خـدمـتي وحبي للناس ومـقـام الـرسـول عندي شعارٌ إن ديـنـاً بـغـيـر علم لَجَهْلٌ آمـنـوا بـالإلـه حـقاً وهاموا فـتـبَّـدى الإعجاز في كل بحث وهـداهـم بـالـعـلـم لا بذقون * * * أنـا مـاض لـلـحجِّ أسأل عفواً والـتـماسي الغفران في عرفاتٍ وارتـوائـي من زمزم، فعروقي سـأصلي صبحاً وظهراً وعصراً وأصـلـي فـي هدأة الليل مثنىً وصـلاتـي عند الرسول خشوعٌ وشـفـائي من حبه – يشهد الله - كـم تـمـنـيـت لـو أقيم لديه غير أني من حيث جئت سأمضي ورجـوعـي إلـى (حماة) ابتهاجٌ كنت أُدْعَى (الدكتورَ) صرت أُناَدي ألـف أهـلاً يـا مـقـبلون إلينا يـا بـنـي عـمـنا أتينا، تعالوا هـذه دبـكـةٌ، وهـذي طـبولٌ والـزغـاريـد حـولـنا تتعالى وبـنـات الـقـرباط يرقصن في وأديـبٌ(1) مـنـذ الصباح أتانا ووفـودٌ مـن حـيِّـنـا داهـمتنا وضـيـوفٌ مـمن عرفنا، وممن مـن دمـشـقٍ وإدلـبٍ، ومئاتٌ ومـن الـسـاحل الحبيب جموعٌ أهـل حـمـص كأهلينا في حماةٍ وانـقـضـت مـدة القِرى بسلامٍ وشـكرت الوليد(2) شكراً جزيلاً يَـسَّـرَ الـحـجَّ لـي بهمّة نَدْبٍ ودعـائـي لـه بـمـكـة فرضٌ هـو فـيـض للسان والقلب يبقى واسـتـقـر الـمـقـام في درة فـحـمـاةٌ أم الـنـواعير داري نـشـأتـي فـي جمالها،وشبابي وردائـي إلـى اهـتـراءٍ سيفنى | ردائيطــال تـردادُه إلـى ذلـك الـمـاردُ الـجميلُ الرُّواءِ راحَ يـفري الرؤوسَ في الهيجاءِ يـسـري فـي خـاطرِ الحسناءِ يـتـبـرَّجـن حين يعمى الرّائي وتـدري الـحـسـانُ فَرطَ بلائي كـلَّ صـبٍّ غـاوٍ، وزيـر نساءِ راكـزٌ رايـتـي عـلى الجوزاءِ تـتـحـدّى أسـطـورةَ القدماءِ وحـديـثٍ فـي نـدوةِ الشعراءِ وثِـقـاتُ الآداب مـن قـرائـي ومـاء تـوغـلـت فـي دمـاء فـي أقـاصي فضائها اللا نهائي ثـم عـودٌ لـرحـلةٍ في الفضاء مـن جـنـون الـعشاق بالإغراء * * * أنـا فـيـه مـن مـحنةٍ وشقاء بـالـقـوافي العذاب عن أخطائي قـبـل غيري في معرض الآراء واعـتـرافٌ بـحـكمة الحكماء جـعـلانـي أمـضي مع النبلاء بـجـمـال الأخـلاق لا بالثراء غـيـر أنـي مـن معشر كرماء جـمـيـعـاً مَـحـبَّـة القرباء فـي حـيـاتـي كأفضل الأتقياء لا تـلـيـق الـطـعون بالعلماء فـي بـحـوث الـجماد والأحياء لـيـس مـن مدخل إلى الإخفاء وبـلـف الـعـمـامـة البيضاء * * * عـن ذنـوبي، ورغبةً في الشفاء وطـوافـي بـالبيت رغم عنائي تـائـقـاتٌ ظـمـأى لذاك الماء ومـسـاءً، حـتـى أوان العشاء ورُبـاعـاً إلـى بـزوغ الضياء واعـتـقـادٌ بـنـوره الـوضاء دعــاءٌ صـدقٌ بـغـيـر دواء سـائـر الـعمر ضارعاً بالدعاء راجـعـاً مـكرهاً، فبئس مضائي لألـوف الأصـحـاب يوم اللقاء الـيـوم (حَجَّي) أكرمْ بهذا النداء بـالـهـدايـا يـا معشر الرفقاء بــإكــرام الآبـاء والأبـنـاء وغـنـاءٌ يـفـوق كـل غـناء مـن صـبـايـا جيراننا الظرفاء الـدرب، أنرن الطريق بالأضواء بـخـرافٍ، ومـن حـليب الشاء وحـشـودٌ مـن سـائـر الأحياء مـا عـرفـنـاهـم من الغرباء لـيست تحصى جاءت من الشهباء كـنـجـومٍ تـلألأت في السماء حـيـن جاؤوا عُدُّوا من الأقرباء وحـمـدت الـمولى على النعماء فـهـو مـن حـثني على السراء فـاسـتـحقَّ الغداة محض ثنائي كان عندي من بعض بعض الوفاء خـيـر حـرز يـقـيه من بأساء الـعاصي، وعدنا للأخذ والإعطاء وهـي سـت الجمال في الغبراء فـي هـواهـا هوىً بغير انتهاء وسـأبـقـى حـيـاً برغم الفناء | الـرَّفَّـاءِ
(1) أديب: صديق الشاعر أديب عبود حواش
(2) الوليد: صديق الشاعر وراويته "وليد قنباز" وكانت له أيادٍ بيضاء في قضاء الدكتور وجيه فريضة الحج.