نداءٌ إلى الشّعراء
09أيار2009
عبد الله ضرَّاب
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
إلى الأدباء والشّعراء الذين تخلَّوا عن رسالتهم الحضارية , وجعلوا الأدب والشّعر مطيَّة للإطماع والأهواء , والقلم وسيلة للتّضليل والإغواء.
أيُّ سُـمٍّ حـواهُ نـظـمُ مـا دهـاهُ لـكـي يُهينَ بيانهْ ؟ عَـجِـبَ النَّظمُ من دَعِيِّ قريضٍ عَـجِـبَ الـنَّقدُ من مُقاولِ هَدمٍ غـاظـهُ أنَّ فـي الرُّبوع يراعٌ غـاظـهُ أنَّ فـي الشَّبابِ شبابا ً أَهُـوَ الـشِّـعر أبحرٌ وقوافِي ؟ أَوَ هَـانَ القريضُ في الدَّهرِ حتَّى صـارَ وَصـفـاً لعاشقٍ يَترجَّى صـارَ لـغْـواً مُسوَّدًا بالمخازي أَوَ إنْ أمـطـرت ثـقالُ القوافي هـبَّ طـبـلٌ مُجوَّفٌ ذو طنينٍ هبَّ يرمي البريءَ من كلِّ صَوبٍ ربَّ سـاعٍ إلى الأذى مات غيظاً أحـمـقُ الـقومِ جالبٌ لخصومٍ * * * أَوَ إنْ صـاحَ شـاعرٌ أن أنيبوا واتَّـقـوا الله إنَّـه ذو انـتـقامٍ واتركوا اللَّهو والهوى والمخازي زعـم الـمُـلـهمونَ أنْ قد تنبَّأْ أوَ إن صـاحَ شـاعرٌ أن تَرَوَّوْا جـزم الـعالِمون أن قد تصوَّفْ حـاسـدا لـلـمُـنَـعَّمينَ ولولا أو إن تـأوَّهَ الـمُـحـبُّ بشعرٍ زعـمـوا أنَّـه يُحاكي ابن حُجْرٍ أو إن ضَـجَّ مُـشفِقٌ من شبابٍ قـد تـحـلَّـى مثل النِّسا بحُليٍّ أدمـن الـلَّـهو والغنا والتَّصابي وَصَـمـوه بـأنَّـه ذو فـتـونٍ أوَ إن صـاح شـاعرٌ في طريحٍ مـثـل أعمى , أصمُّ , فاقدُ حِسٍّ يـعـبـدُ البطنَ والعِدا من هوانٍ زعـمـوا أنَّـه مُـفَـجِّرُ حربٍ أوَ إن صـاح شـاعـرٌ بـعدوٍّ غَـمَـزَ الخائرون نُصحا ًونادوا صـرخـوا أنَّـهـم دعـاةُ سلامٍ فـعـجـبـنـا لـكـافرٍ يُتَوَلَّى لَـبِّـسُوا الحقَّ بالهوى كي تنالوا * * * أيُّـهـا الـقـومُ اتَّـقوا الله فينا لـكـم الـشَّـأنُ والثراءُ فسودُوا لـكـمُ الـجاهُ في الدُّنا فاحجِزوهُ إنَّـكـم فـافـرحوا فطاحِلُ فكرٍ إنَّـكـم فـافـخروا بلابل شعرٍ وأجـدتـم طـويـلَـه وبسيطَه فـاشكروا نعمةَ البيانِ وخوضوا واذكـروا أنَّ كـامنَ القَصْدِ يُبلَى إن أتـاكـم جوامِعَ القولِ فاهدوا إن أتـاكـم بـدائعَ النَّظم فارموا إن أتـاكـم لطائفَ الفهْمِ فاحيوا إن أتـاكـم مِـنَ الـبديعِ فهُبُّوا إن أتـاكـم دقـائقَ العلمِ فاسعوا إن أتـاكـم سـلاسةً في يراع ٍ إن أتـاكـم مـنـابرا فاجعلوها إن أتـاكـم سـبائك الشِّعر بُثوا مـا جـنـيتم عَثاكِل الشِّعر قَطْعاً لا يـهـمُّ الـشُّعور إن كان حيًّا لا يـهـمذُ القريضُ إن رام حقاًّ مـا فـعـولنْ أو فاعلاتنْ وفعلنْ فـاتَّـقـوا اللهَ واعـبدوه بصدقٍ واسـألـوهُ من فضلهِ دون دَغْلٍ واذكـروا أنَّ فـوزَكـم بـيقينٍ وسـلامـاً لـمـن لَـغَا وتعدَّى | قصيدِهْأيُّ إثـمٍ مـركَّـزٍ فـي أهـوَ الـغَـيُّ كـامنٌ في ورِيدِهْ دَنَّـسَ الـشِّـعرَ قاصداً بِصديدِهْ يُـحـسنُ الهَدَّ كي يُطيحَ بصيدِهْ صـادقٌ , كـافـرٌ بطوقِ قُيودِهْ نـزَّهَ الـشِّـعرَ عن فسادِ مُريدِهْ طـافـحُ الغَيِّ قابعٌ في سُدودِهْ ؟ صـارَ فُـحْشاً وجُثَّةً في جُمودِهْ وعـشـيـقٍ مـبالغٍ في صُدودِهْ قـد تـمـادى بـفُحشِه وجُحودِهْ مـن يـراعٍ يـريد بعث ورودِهْ قـد تـعـرَّى لـكـبرِه وكُنودِهْ ربـمـا أطـفـأ الـشِّهاب بكيدِهْ وبـريءٍ حـمـاهُ كـيدُ حسودِهْ فـبَـلِـيـدٌ مُـلـوِّحٌ بـبـليدِهْ * * * واذكـروا اللهَ حاكماً في وجودِهْ ؟ صـادقُ الـوعدِ فاعلٌ لوعيدِهْ ؟ إنَّ ابـلـيـسَ كاذبٌ في وُعودِهْ وسـعَوْا يحجبونَ فَجْرَ صعودِهْ؟ مـا فـنـاءُ الـنَّعيمِ مثل خُلودِهْ زاعـمـا لانـعـدامِ نَـبْعِ تَليدِهْ مـانـعُ الفقرِ غاصَ فيه لِجيدِه؟ْ طـاهـرٍ نـابضٍ بنبْضِ وريدِهْ يَـتـغـنَّـى بـكـأسه وبِغِيدِه؟ْ ضـيَّـع العزَّ وانتفى عن جُدودِهْ وبـأصـبـاغِ زيـنةٍ في خُدودِهْ مُـبـطِـلٌ يزدهي بخونِ عهودِهْ وبـلـيـدٌ مُـحجَّرٌ في رُكودِهْ ؟ ذاهـلِ الـعقلِ سادرٍ في شُرودِهْ أو كَـمَـيْـتٍ مُـوسَّدٍ في لُحودِهْ يـقصدُ الغربَ خاشعاً في سُجودِهْ غَـرَّهُ الـزَّهْوُ والأنا برصيدِهْ ؟ قـد غـزتـنا طلائعٌ من جنودِهْ بـعِـداءٍ مُـبـالَـغٍ فـي ردودِهْ وأتـاهـم مُـرهِّـبـا بـحديدِه؟ْ وغـيـورٍ مُـظـلَّـمٍ لـصمودِهْ لـعـنـةَ الله فـي الورى ليهودِهْ * * * لـسـنا نبغي الزِّحام فوق صَعيدِهْ مـا قَََـرِمْـنـاَ لـمَدْحِهِ وثَرِيدِهْ مـا سـعينا إلى اقتناصِ سُعودِهْ قـد وصـلـتـم قـريبه ببعيدِهْ قـد بـرعـتـم في رَمْلِهِ ومديدِهْ وزَرَيْـتـم بـزيـدِه ولـبـيدِهْ فـي صوابٍ في غير ظلمِ عبيدِهْ لِـشـقِـيٍّ بـه يُـرى وسـعيدِهْ تـائـهـاً غـافـلا إلى توحيدِهْ بـنـبـالٍ من الهدى في ضَديدِهْ جَـذوَةَ الحقِّ قد غَفَتْ في خمودِهْ نـحـو دحـرِ الفسادِ أو تَحْيِيدِهْ لاجـتـثـاثِ الضَّلالِ أو تفنيدِهْ نـزِّهـوها عن مَطْعنٍ في شُهودِهْ ضـدَّ كـفـرٍ مـنافقٍ أو عنيدِهْ قـيـمَ الـخير والإخا في عمودِهْ إن طـعـنـتـم بشوكِه وجريدِهْ مـن عـتـيـدٍ رحيقه أو جديدِهْ أطـلـيـقٌ مُـحـرَّرٌ آم بـقيدِهْ غـيـر ظـرف لنتْنِه أو سديدِهْ مـأتمُ العبدِ في الورى غيرُ عيدِهْ غَـمَـرَ الأرضَ والسَّماءَ بِجُودِهْ وسـديـدٍ مـن الـسُّلوكِ حميدِهْ وسـلامًـا مـن غِـلِّهِ ورُعُودِهْ | نـشيدِهْ
هوامش:
1- اشارة الى قوله عز وجل في زجر اهل الكتاب : " وَلاَ تَلْبِسُوا الحَقَّ باِلبَاطِلِ وَتَكتُمُوا الحَقَّ وأنتُمْ تَعْلَمُونَ " البقرة 42
وقوله سبحانه :" يَا أَهْلَ الكِتاَبِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وأَنتُم تَعْلَمُونَ " آلعمران 71
والخطاب في الآيتين يعني المسلمين لأنهم أهل اهممِّ واصحِّ كتاب وهو القرآن الكريم.