نِدَاءٌ إلَى حَوَّاء

عمر الجزائري

إلى حوّاء التي أثّرت فيها الدّعاية اليهودية بإعلامها الموجّه والمسلّط , فصارت تعتقد أنّ السّبيل الوحيد إلى السّعادة الأسرية هو الاستكثار من المادّة والتّفاخر بها , والعبّ من الشّهوات والمقتنيات , ناسية أو متناسية دور القيم الرّوحية والخلقية من يقين وصبر وعفّة وسماحة ومودة ورحمة ورضا بما قدر الله .... في إضفاء السّعادة الحقيقية لا المتوهمة على الأسرة المسلمة .

أَزِفَ  الـفِرَاقُ وأوشكتْ حَسراتُه
جَرتِ الدُّموعُ من الصِّغارِ iiغزيرةً
أَسَـفـاً على زَمَنِ الصَّفاءِ وأُنسِهِ
أَوَ  يـا زمـانَ الأُنسِِ بِت iiَّمُهدَّداً
أضـحـى  الحبيبُ لودِّنا iiمتنكِّرا
أفـلـو تـذكَّـرَ أنـسَناَ وهناءَنا
حـواءُ إنَّـك قـد لَجَجْتِ iiفأيقِنِي
فـسـتـندمينَ  إذا شعرتِ بأنَّني
وسـتـندمينَ  إذا رأيتِ iiصِغارنا
وسـتـنـدمينَ إذا سمعتِ iiأنينهمْ
وسـتـنـدمينَ  إذا تجرَّأَ iiشامِتٌ
وسـتـندمينَ  إذا تشوَّهَ iiعِرضهمْ
وسـتـندمينَ  إذا دهاكِ iiضَياعهمْ
وستعلمينَ  إذا كَرَعْتِ على iiالقذى
وسـتعلمينَ  إذا وقعتِ على iiالقفا
وسـتـعـلمينَ  إذا أرِقتِ iiوحيدةً
وسـتعلمينَ  إذا وَعَيْتِ iiنصائحِي
فـلـقد  أردتك في الوجودِ iiيَمامةً
فـأبـيتِ  إلاَّ أن تُداسَ مَواعِظي
فَـهَلِ الضِّياءُ كالظَّلام وقد iiدَجَى؟
وهـلِ  السَّعادةُ يا غَريرَة هالةٌ ii؟
حـوَّاء  إنَّـك قـد حملتِ iiرسالةً
أَوَ تـسـمـعينَ لمن سَفَتْ iiلِتَهَوُّدٍ
أَوَ  تـقـتـدينَ بمن تُهانُ iiكلعبةٍ
إنَّ  الـسَّعادةَ والكرامةَ في iiالهُدى
والـعـيشُ كدْحٌ والمراتبُ iiقِسمةٌ
دُنـيـاكِ  أرضٌ للزِّراعةِ iiوالعَناَ
فـإذا أردتِ جَنا السَّعادة iiفازرعي
ولـقـد  عـلِمتِ بأنَّ ربَّكِ iiعالمٌ





























فـغـدَى الـحبيبُ مُحيَّرا يَتلهَّفُ
حُـزنـاً وأَدْمـتْ فالمآقي iiتَنزِفُ
فـلـكم مَكثنا من حياضِه iiنَرشِفُ
صِـرْنا  عليكَ من الشّقا iiنتخوَّفُ
مُـتـحـامـلاً  ومُـعاندًا يتأفَّفُ
كَـيـمَـا  يَرِقُّ فُؤاده أو iiيُنصفُ
أنَّ الـحـقـائقَ بعد حينٍ iiتُعرفُ
زوجٌ وَدودٌ نـاصـحٌ iiأتـعـفَّفُ
مـثـل  الـفراخِ لعشِّها iiتَتشوَّفُ
لا مَـنْ يـميطُ دموعَهم iiويُكفكفُ
يـبـنـي المقالَ لطعنهمْ iiويُزيِّفُ
وأتـوكِ يـومـاً سائلين iiليعرفُوا
شـرُّ الـحِمَى للبائسينَ iiسَيجرِفُ
أنَّ الـضَّنا في ظلِّ عُشِّك iiأنظفُ
أنَّ  العَنا في جَنْبِ زوجِكِ iiأشرفُ
أنَّ الـهمومَ إلى المَزالقِ iiتَصْرِفُ
أنّـي حـبـيـبٌ صادقٌ iiأتلطَّفُ
نـحـو المكارمِ والكمالِ iiتُرفرِفُ
وأطعتِ  حُمْقاً من غَوَتْ iiوتُخرِّفُ
وهَلِ الجواهرُ بالتُّرابِ تُصَرَّفُ ii؟
وهـلِ الدَّنيَّةُ بالمظاهرِ تَشْرُفُ ii؟
أسمى  وأولى من هواكِ iiوأشرَفُ
تُوهي الشَّريعة َبالهوى وتُحَرِّفُ ؟
وحـياتُها خَلفَ التَّوافِه تُصرَفُ ؟
مـن فَـيْضِ قلبكِ بالتَّبتُّلِ iiتُغْرَفُ
والذِّكرُ  نورٌ في المَضايِقِ iiيُسعِفُ
الـسَّعيُ  زرْعٌ في القيامةِ iiيُقطَفُ
تـقـوى  الإلهِ فَجَوُّ بيتِكِ iiيَلطُفُ
وبـأنَّ ربَّـكِ عـادلٌ iiوسيُنصِفُ