اللِّقاءُ
11نيسان2009
الحكيم نوري الوائلي
الحكيم نوري الوائلي
مؤسسه الوائلي للعلوم
غِـيـابُـكِ فـي الفؤادِ لهُ عَـشقتُكِ، هلْ إلى العُشَّاقِ صَبرٌ؟ عـشـقتكِ في القَرارِ كعِشقِ صَبٍّ فـشَـوقِي كالخُسوفِ بلَيلِ دَهرِي يُـقـلِّـبُـنـي مِنَ الأشواقِ ضُرٌّ فَـصـبـرِي لـلِّـقاءِ دَبيبُ نَملٍ فَـلا بـالـصَّـبْـرِ تَنفلِقُ اللَّيالِي فَـقُـربُـك ِ قـدْ أذاقَ النَّفْسَ حِسًّا فَـخَـوفِـي بـعدَما مُلئَتْ عُيوني أُحـاوِرُ مَـن لَها في الرُّوحِ كَونٌ فـيـا لَـيـتَ اللِّقاءَ يشُدُّ صبرِي لـبُـعدِكِ يرتَوِي في النَّفْسِ جُرحٌ فـجُـرحِـي نـازِفٌ فيهِ صَلِيلٌ وباتَتْ - مِن قذَى أَلَمِي - عِظامِي فـوَصْـلُكِ والرحيلُ عمَى عُيُونِي كِـيَـانِي في الفِراق ضَئيلُ قَشٍّ عُـروقِـي مِـن أَسَايَ تَجِفُّ غمًّا فـيَـا لـيلَ الأَسَى قدْ دُمتَ خُلداً * * * لِوَصْفِكِ - إنْ وصَفتُ - لهُ انتِهاءٌ سـوادُكِ فـي الرُّؤَى نُورٌ وقُدسٌ وَيَـكـسـوْهَا السَّوادُ.. كأنَّ بدراً جَـمـالٌ فـي الـمقامِ لهُ مُهابٌ بِـهـا الـدُّنـيا غَدَتْ للكَونِ قلباً بِـهـا الآفـاقُ أكـوانٌ تَـجَـلَّتْ بـهـا الـنَّـسـماتُ أفواهٌ تنادِي لـهـا ربٌّ يُـتـوِّجُـهـا بِـنُورٍ لَـهـا ضوءٌ عَلا الأضواءَ وَهْجاً رَحَـلـتُ مُـهـاجِراً أهلِي ومَالِي سَـعَـيـتُ مُـنادياً والقَلبُ طَيرٌ تُـسـابِقُ مِن عظِيمِ الشّوقِ قَلبِي فـنـادَى الـقلبُ: يا قَدَمَـيَّ سِيْرَا قَـرُبْـتُ وَمِـن فِـنَاهَا عِندَ ليلٍ أُعـانِـقُـهـا كـأضلاعِي لقَلْبِي عَـجِـبـتُ لِـطَـلعَةٍ فاقَتْ خَيالاً جَـلـسـتُ أمـامَها والعَينُ مَلأَى سَـجـدتُ أمَـامَـهـا لـلـهِ ربًّا يـلازمـنـي الأمان كأنَّ رُوحِيْ دخـلـتُ مُـنـاديـاً "اَلـلهُ أكبَرْ" سـتـيـرٌ مـاجـدٌ رَبُّ رحِـيمٌ دخَـلـتُ مـؤمِّـلاً كـرَماً وَفَوزاً فـذنـبِـي ذَلَّـنِـي، والذَّنبُ ذُلٌّ فـكـيـفَ بِـحيلَتِي والنَّفْسُ ثَقْلَى * * * دخَـلـتُـكِ طـالـباً ربِّي مَلاذاً دخـلـتُكِ حامِلاً في النَّفْسِ وِزْراً قَـدِمْـتُـكِ حـافـياً، نَدَمِي عظيمٌ قـدِمْـتُـكِ شـاكـيـاً للهِ أمْرِي دخـلْـتُـكِ حائراً: هلْ مِن شفيعٍ أَتـسـأَلُ شـافِـعـاً وأنـا قَرِيبٌ تُـرانـي هَـلْ أَعِيشُ ويأتِي يَومٌ سَـلامٌ لِـلـمَـقـامِ ومَـنْ بَناهُ، | احتِشاءُ وطَـيـفـكِ في الخيَالِ لهُ وهَـل يُـجـلَـى بلُقيَاكِ الشَّقاءُ؟ وَعـيـنِـي لَـم يُـكَحِّلها الضِّياءُ ولَـيلِي - مِن صَباً - ندراً يُضاءُ لـرُؤيَـا مَـن لَـها يُرجى اللِّقاءُ وَشَـوقِـي كـالـجِـيادِ لَها الفَناءُ ولا بـالـوَصْـلِ يكتَملُ الرِّضاءُ لَـهُ لِـلـرُّوحِ دِفءٌ واحـتِـماءُ رَحِـيـلاً زادَهُ بـالـهَـجْرِ دَاءُ فَـيُـكـرِمُـنـي معَ الرَّدِّ الحفاءُ ويَـمْـحُـو مِن هُمومي مَا يشاءُ فـيَـشـفِـيـهِ إذا شُـفِيَ الفَناءُ تـسَـامَـى مِـن مَجارِيهِ الدَّواءُ كـأغـصـانٍ يُـجـرِّدُها الشِّتاءُ مَـنَ الأشـواقِ، أدْمَـاها البُكاءُ عَـلاهُ الـعَـصْـفُ ليلاً والهَواءُ فَـتـروِيـهـا بِـلُـقيَاكِ الدِّماءُ فـهَـلْ يُجْلِيكَ مِن عُمْرِي الضِّيَاءُ * * * ووَصْـفُـكِ بـالـكَمالِ هُوَ ابتِداءُ ورَوضُـكِ لِـلـسَّمَاءِ لهُ السَّمَاءُ لـهُ فـي الـلَّـيلِ وَهْجٌ يُستَضاءُ وأَركـانٌ يُـزَيِّـنُـهـا الـغِطاءُ عـلـى نـبـضـاتِـهِ دامَ البَقاءُ بِـهـا الأجـواءُ مِـصباحٌ يُضاءُ لـهُ الـتَّـهـلـيلُ دوماً والثَّناءُ هُـوَ الـنُّـورُ الإلـهِيُّ المُضَاءُ بـألـوانٍ، فَـيَـتْـبَـعُهُ الفَضاءُ لِـلُـقـيـاهـا, فـقَدْ طَفَحَ الإنَاءُ يُـرفـرِفُ نَـحـوَها والعَينُ مَاءُ مـعَ الـسَّـاقِينَ، يُسْعِفُها السَّخاءُ فـأَسْـلَـمَها إلى الرَّكْضِ الوَفاءُ كـأنَّ الأُفْـقَ فَـجـرٌ وارتِـقاءُ وأحْـضُـنُـهـا فيغمُرُني البَهاءُ يـؤجِّـجُـهـا بـأضْـواءٍ سَناءُ بـآيـاتٍ يُـزخـرِفُـهـا الـنَّقَاءُ فـرؤيـتُـهـا لِـهَـيـبتِها نَماءُ يُـدثِّـرُهـا بـأَعْـصَـارٍ بِناءُ فـسـارَعَ مِـن مُـناداتِي الوَلاءُ عِـظـيـمٌ غـافِـرٌ أحَدٌ، رَجاءُ ومَـرضـاةً بِـهـا يعْلُو الرِّضَاءُ فـمِـنـهُ ظـاهـرٌ، مِنهُ الخَفاءُ بِـمـعـصِـيةٍ بها يَكْبُوْ الدُّعاءُ * * * فـأخـجـلَـنِي مِن الطَّلَبِ الحَياءُ عَـلا الأكـوانَ ضـيـق وإِسْتِياءُ لـوجـهِـكِ قـادَنـي ربِّي ابتِغاءُ فـقَـدْ أضـحَى معَ الذَّنبِ البَلاءُ فـيـأتِـيـنِـي مِـنَ اللهِ النِّدَاءُ أُجِـيـبُ لِـدعوَةٍ فيها الرَّجاءُ؟! فـيَـجْـمَـعُنِي معَ البَيتِ اللِّقاءُ؟ سـلامٌ صَـادِقٌ فـيـهِ الـوَفَاءُ | انتِماءُ