إلى الأمام

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

*** إلى أبنائنا الخريجين في عيد تخرجهم : المحرم 1416 ه *** 

الأستاذ بقسم الدراسات الإسلامية والعربية- جامعة الفهد بالظهران . السعودية

ألقاها الشاعر في الحفل السنوي لتخريج الطلاب الذي أقيم في استاد الجامعة ، وحضره أمير المنطقة ، ومدير الجامعة ، والعمداء ، والأساتذة ، والطلاب ، وأولياء الأمور .

هـو الـكـلم الفتان ، بل إنه iiالسحر
أنـاديك يا شعري "هو العيد ها هنا ii"
وأقـبـل نـثري عاتبا " لمْ iiجفوتني"
فـلـيـس  لـهذا الحفل إلا iiمشاعر
بـبـحـر  ترامى شطه ، فهو iiمبعد
فـفـيـه الـلألي النيرات iiتزاحمت
هـو  الشعر مالي ، والبحورُ iiممالكي
ومـا أسـعـدَ الـلـقيا بخير iiشبابنا
فـجـامـعـة الفهد العريقة iiخرَّجت
شـبـابـا طوى طول الليالي iiمُسهَدا
ومـا  عـرف الإثـم الكريه iiطريقه
وقـد تـخـذ الـعـلمَ الكريم عشيقة
ومـا  الـعلم في الإسلام إلا iiفريضة
بـنـيَّ : تـعـال اليوم نفتح صفحة
جـدودك كـانـوا لـلأنـام iiهـداته
فـقـد سودوا الصفحات علما وحكمة
فـولـت  ضـلالات، وخـر iiجبابر
وقـامـت حضارات ، وعزت iiمنابر
وشـرق  أهـل الـحق فيها وغربوا
هـتـافـهم التوحيد يسري كما iiالسنا
فـمـن ظلم البرهان والحق iiواعتدى
فـلـيـس  لـه إلا الـقنا تتبع iiالقنا
فـمـا هـي إلا غـمـضة وانتباهة
ولـكـنـمـا الـفـتح الحقيقي iiإنما
وجـيش  من الإحسان والحكمة iiالتي
لـيـهـتك  عنه ظلمة الليل iiوالهوى
فـلا  تعجبن : كيف الكفور وقد iiغدا
وصـار غـنـيـا بـعدما عز جانبا
ومـا الفقر نقص في الثراء إذا iiغدت
ولـكـنـه فـقر النفوس إذا iiانطوت
لـقـد  كـان فـي عهد البني شبابنا
أسـامـة  فـيـهم والبرَاء ومصعبٌ
ومـنـهـم  عـليٌّ يوم خيبرَ إذ لقوا
ومـن لـم يمت بالسيف أرداه iiرُعبة
مـلاحـم قـد صاغ الشبابُ iiنسيجَها
فـمـا  حـقـق الأمـالَ إلا iiعزيمة
لـذلـك  لـم يخشَوا من الكر iiصَعقَه
أيـخـشـى  من الكر الذي الكرُّ iiفنّه
وفـي  كـفـه من ذي الفقار iiطِباعُه
ومـن  لـم يكن في طاعةِ الله iiسعيُه
فـلا حـقـه حـق ،ولا بـذله iiندى
ولـكـنَّ عـيـنـيه انطفاءٌ ، iiوقلبه
فـتـي الفهدِ يا فخر العروبة كنْ iiلها
تـقـدم إلـى الـعـلـياء إنك iiمسلم
وكيف  تهاب الخلقَ ، والخلق iiصُنعه
ب  "كـن" ينفذ الأمرُ الإلهي في iiالدنا
وقـل  لـن يصيب المرءَ إلا قضاؤه
تـقـدم إلـى الـعـلـياء إنك iiمسلم
ولا مـهـرَ لـلـعـلـياء إلا iiبثروةٍ
فـكـن  من شباب يطلب المجدُ iiوده
تـقـول إذا مـا سـعَّر الموتُ iiنارَه
تـقول له " لبيك في الكربِ إن iiطغَى
وإنـا  شـبـاب لا تـوسـط iiعندنا




















































تـجـوب بـواديـه القريحة iiوالفكر
فـيـقـبل  يسعى في بهارجه الشعر
فـقـلـت له : ما اليوم يومك يا iiنثر
بـشـعـر  جـلـيل لايطاوله iiالتبر
ويغرق فيه – إن يُرد بعضَه – iiالبحر
وكـلٌ  تـمـنـى أن يـعانقه iiشطر
ومـن  مـلـك التعبيرَ لم يغزه الفقر
بـحـفـل تـناجيه المحبة و iiالعطر
شـبـابا عظيم القدر، يزهو به iiالقدر
مـكِبا  على التحصيل وليُسأل iiالفجر
فـهـمته الحاسوب والأرض iiوالجبر
يـكـلـلـهـا  تاج المهابة iiوالطهر
بـها ينهض العمران والحق و iiالخير
مـن  العَبَق التاريخ ، كي ينفع الذكر
سـلاحـهـمو  فيها اليراعة iiوالحبر
ومن  سودها قد أشرق النور iiوالزهر
وولـت  خـفـافـيش الكآبةِ iiوالقهر
وقـاد شـعوبَ الأرض أجدادك iiالغر
لـيـجري بهم بحر ، ويزهو بهم iiبر
ولـكـن  بـيـمناهم رماحهم iiالسمر
وكـان هـواه الـمستباح هو iiالفُجْر:
وخـيـل كعصف الريح ماضية شقر
ويأتي بإذن الله – في إثرها – النصر
فـيـادتـة الـحـب الـمنزه iiوالبر
تـخـاطب عقلا قد طوى نورَه iiالشر
ويـسـلـك  دربَ المهتدين ولا iiكِبر
تـسـاقـط عنه الليل والشر iiوالكفر
فـمـا  عـاد مـحروبا ينازله iiالفقر
جـيـوب البرايا ليس فيها ولا iiصفر
وقـد مات فيها الخير والحب iiوالفكر
كـمثل السيوف الجُرد في حدها جمر
وأبـنـاء خـنـساء الصحابية iiالغر
مـصارعهم  من"ذي الفقار" وما iiقروا
ومـن لـم يـفـز بالفر أقعده iiالأسر
ومـا نـسْـجها إلا العزيمة iiوالصبر
تـمورُ  كما البركان ، ذل له iiالصخر
وكـان  نـصيبُ الكافرين هو iiالنحر
فـإن كـرَّ يـومـا خاف سيفِه iiالكر
وفـي قـلـبـه نورُ الإلهِ هو iiالذكر
فـكـل الـذي يأتيه في عمره iiخُسْر
ولا  وصـلـه بـر، ولا سعيه iiخير
هـواءٌ  وفـي أعـماقه اللؤمُ iiوالغدر
مـنـارة  علم ، وانطلق زانك iiالبشر
ومـن دان بـالإسـلام لم يثنه iiالقهر
ولـيـس  لـغـير الله في خلقه iiأمر
ولـيـس لـعـبـد مـن إرادته iiفر
بـذلـك كان النصر في إثره iiالنصر
ومـن دان بـالإسـلام ذل له iiالوعر
من  العلم والأخلاق . بُوركتَ يا iiمَهر
ويـشـدو به صوتُ العروبة iiوالفخر
ونـادى  الـمـنادي أيها الفتية iiالغر
فـعـدتـنـا  الإيمانُ والعزمة iiالبِكر
لـنـا الصدر دون العالمين أو iiالقبر"

أخبار الجامعة * العدد 207 * 29 من المحرم 1416 ه ( السنة 14 ) / 27 / 6 / 1995 م