مسجد قرطبة
13أيلول2008
د. عبد الجبار دية
أندلسيات (2)
د. عبد الجبار دية
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
استشاري الأمراض الباطنة والصدرية
في صيف هذا العام 2008م قدر لي أن أزور بعض الحواضر الأندلسية ( ملقا ، قرطبة ، غرناطة ، أشبيلية ) بصحبة الأهل فكانت هذه القصيدة في صحن مسجد قرطبة ...
مـسـجد النور والعلوم مـسجد الطهر عاجلته العوادي بـعد خمسٍ من القرون تراءى هـجم البغي في قلوبٍ تجافت مـسـخـوا كلّ لبنةٍ في جدارٍ وتـمـاثـيل فضةٍ صوروّها زخرفٌ أجوفٌ تراءى وزيفٌ سـوّروا مـوضع الندا بجدارٍ وأقـاموا الأجراس فيه تنادي وبـنـوا فـيـه مـعبداً لإله وتـمـادوا فـأغلقوا كل بابٍ أظـلـم المسجد العتيق كأن لم هـم يفيضون ظلمةً من نفوسٍ مـسجدٌ للإله في أرض غربٍ بِـنـية الداخل العظيم تسامت وتـداعـى يـزيـنه ويحامي عُصبةٌ من ذوي المروءة حاموا قـبـل أن تُـسلم البلاد لخَلْفٍ شُـغلوا بالخِصام واللهو حتى لـم تكن غير جولةٍ ثم أخرى خـرج القومُ في غلائل نُكسٍ ويـحـهـم مُلّكوا البلاد قروناً مـالهم يتركون ما حازه الأس نسي العُربُ عبرة الأمس غُفلاً فـتـرانـا مابين نُكسٍ وخُسرٍ سـنـن الله في العباد مواضٍ | سلاماكيف امست حُلاك والأركانا فـرّقـت أهـلـه فهانوا وهانا مـنـبـع النّور والهدى عِرفانا وتـمـادت بـحـقـدها أزمانا أثـخـنـوه تـجـافياً صلبانا غـلّـفـوهـا بـتبرهم بهتانا يـخـلـبُ العين زاهياً مُزدانا حـجـبـوه عن أن يُرى وأذانا كـلّ حـيـنٍ ولا ترى إنسانا ظـلّ يـبـنـونه عكوفاً زمانا أوصـدوه وأحـكـموا الجدرانا يـك بـالأمـس مـشرقاً فينانا أغـطـش الحقد نورها كُفرانا يـتـحـدى الشيطان والصلبانا يـا لَـصـقرٍ يصعّد البنيانا ! نـاصرٌ والمنصور صانا ودانا عـن حمى الدّين خُلّصاً شُجعانا ضـيعوا الدّين أسلموا الأوطانا هـاجـمـتـهم قنا العِِدا شنآنا تـارةً ظُـفـراً وصرعى أوانا يـنـدبـون الحظوظ والخذلانا قـاهـريـنا ، وعمّروها زمانا لافُ سـهـلاًً ، كأنه ما كانا!؟ يالقومي ، يا ويحنا ما دهانا !؟ قـد ألـفنا النُّكوص والخسرانا مـن أضاع الإيمان لُقّي هوانا!! | !؟