مسجد قرطبة

أندلسيات (2)

د. عبد الجبار دية

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

استشاري الأمراض الباطنة والصدرية

[email protected]

في صيف هذا العام 2008م قدر لي أن أزور بعض الحواضر الأندلسية ( ملقا ، قرطبة ، غرناطة ، أشبيلية ) بصحبة الأهل فكانت هذه القصيدة في صحن مسجد قرطبة ...

مـسـجد  النور والعلوم iiسلاما
مـسجد الطهر عاجلته العوادي
بـعد خمسٍ من القرون iiتراءى
هـجم  البغي في قلوبٍ تجافت
مـسـخـوا كلّ لبنةٍ في iiجدارٍ
وتـمـاثـيل  فضةٍ iiصوروّها
زخرفٌ  أجوفٌ تراءى iiوزيفٌ
سـوّروا مـوضع الندا iiبجدارٍ
وأقـاموا  الأجراس فيه iiتنادي
وبـنـوا  فـيـه مـعبداً iiلإله
وتـمـادوا  فـأغلقوا كل iiبابٍ
أظـلـم المسجد العتيق كأن iiلم
هـم يفيضون ظلمةً من iiنفوسٍ
مـسجدٌ للإله في أرض iiغربٍ
بِـنـية الداخل العظيم iiتسامت
وتـداعـى يـزيـنه iiويحامي
عُصبةٌ من ذوي المروءة حاموا
قـبـل أن تُـسلم البلاد iiلخَلْفٍ
شُـغلوا  بالخِصام واللهو iiحتى
لـم  تكن غير جولةٍ ثم iiأخرى
خـرج  القومُ في غلائل iiنُكسٍ
ويـحـهـم مُلّكوا البلاد iiقروناً
مـالهم  يتركون ما حازه الأس
نسي العُربُ عبرة الأمس iiغُفلاً
فـتـرانـا مابين نُكسٍ iiوخُسرٍ
سـنـن  الله في العباد iiمواضٍ

























كيف  امست حُلاك والأركانا ii
فـرّقـت أهـلـه فهانوا iiوهانا
مـنـبـع النّور والهدى iiعِرفانا
وتـمـادت بـحـقـدها iiأزمانا
أثـخـنـوه  تـجـافياً iiصلبانا
غـلّـفـوهـا  بـتبرهم iiبهتانا
يـخـلـبُ  العين زاهياً مُزدانا
حـجـبـوه عن أن يُرى وأذانا
كـلّ  حـيـنٍ ولا ترى iiإنسانا
ظـلّ يـبـنـونه عكوفاً iiزمانا
أوصـدوه وأحـكـموا الجدرانا
يـك بـالأمـس مـشرقاً iiفينانا
أغـطـش  الحقد نورها iiكُفرانا
يـتـحـدى الشيطان iiوالصلبانا
يـا  لَـصـقرٍ يصعّد البنيانا ii!
نـاصرٌ  والمنصور صانا iiودانا
عـن حمى الدّين خُلّصاً iiشُجعانا
ضـيعوا  الدّين أسلموا iiالأوطانا
هـاجـمـتـهم  قنا العِِدا iiشنآنا
تـارةً ظُـفـراً وصرعى iiأوانا
يـنـدبـون الحظوظ iiوالخذلانا
قـاهـريـنا ، وعمّروها iiزمانا
لافُ  سـهـلاًً ، كأنه ما iiكانا!؟
يالقومي  ، يا ويحنا ما دهانا ii
قـد  ألـفنا النُّكوص iiوالخسرانا
مـن أضاع الإيمان لُقّي هوانا!!