دروس في الصبر
28أيار2015
عمر أبو عبد النور الجزائري
عمر أبو عبد النور الجزائري
المسلم في عالَم اليوم مستهدفٌ بالطَّعنات، معرّض للنّهشات ممرّغ في المعاناة، تنوء به الآهات والأنَّات، وقد يُبرِّح به ألم الظّلم والخذل، ويهوي في هاوية اليأس والشّعور بالضّياع في الحياة، فيفكِّر في الانتحار الحسِّي والمعنوي بالاستسلام الذّليل للمعتدين الغزاة، فيخسر الدنيا والآخرة، لذلك وجب عليه أن يتصبَّر بقوَّة مستحضرا معاناة الأوَّلين، وجزاء الصابرين، وسِيَر الأنبياء والصالحين، والتي فصَّل فيها القرآن وأوجز بأسلوبه الشّيِّق المعجز، لتكون نبراسا لذوي الآلام المزلزلة، والمآسي المخلخلة
والقصيدة تذكير بتلك الدُّروس، من أجل تحمُّل الفتنة الضَّروس، والثبات في مواجهة الأعداء رضا بالقضاء وطلبا للجزاء وهي مهداة لكل مسلم واقع تحت وطاة البلاء مزلزل برجات المظالم والارزاء.
مهما قَسوتُم فلن تقضوا على مهما قسوتمْ فإن الصَّبرَ يعصمني استغفرُ الله من شكوى جهرتُ بها استغفرُ الله من آهٍ زفرتُ بها العيشُ دربٌ وميدانٌ لغربلةٍ لا يخلُوَنَّ ولِيُّ الله من وجعٍ أو فقرِ ذات يدٍ يُزري بقيمتِه أو بالقرينِ الذي تُشقِي فظاظتُه اذكرْ مصيبةَ نوحٍ في الورى عَظُمتْ اذكرْ مصيبةَ أيُّوب وقد فَتكَتْ اذكرْ مصيبةَ يعقوبٍ بنازلةٍ اذكرْ مصائب طفلِ الجُب مُعتقدا اذكرْ عذاب سجينِ الحوت مُتَّخذا اذكرْ مخاوفَ موسى في بذاذته اذكرْ توكُّل إبراهيم مُعتبراً اذكرْ بلاءً هوَى كالسَّيف من رحِمٍ اذكرْ طهارة أهل الكهف إذ هربوا اذكرْ حكاية أخدودٍ ومن فُتنُوا اذكرْ مصائبَ خير الخلق إذ نزلتْ وفي ثقيفَ وقد أزرى الرِّعاع به ومن نفاقٍ ومن كُرْهٍ أحاط به كم صالحٍ صابرٍ يزهوالصَّلاح به كم عالمٍ في الورى أزرى المحيطُ به اذكرْ فإنَّ دروسَ الصَّبر كافيةٌ اذكرْ وفكِّرْ فلا فوزٌ بِلا عَنَتٍ والأرضُ تُنتجُ بعد الحرث دائبةً وكل والدةٍ يُزري المخاضُ بها الله يمتحن المختار في فتنٍ الله يرفع أهل الضرِّ إن صبروا فالنَّفس تألف وقع البأس إن علمتْ كم في الجِنان لدي الرَّحمن من مُتعٍ * * * يا عانياً في سجون اليأس منزوياً اسأل كريماً عليماً قادراً أمرك كمْ شدَّةٍ بدعاءٍ صادقٍ فُرجتْ القلب يعمى إذا هام القنوطُ به والبؤسُ مهما يكظُّ الصَّدرَ غاربُه البؤسُ يفنى ويبقى القلبُ مشتعلا فاصبرْ إذا هجمتْ هوجُ الهموم وقُمْ الصبرُ يُعلي ويأسُ المرء يهلكُه بالصَّبر لَمْلِمْ قوى نفسٍ مشتتةٍ اصبرْ وصابرْ وقاومْ غير مُكترثٍ اصبر بتقوى فحبلُ العزِّ عالقةٌ إن َّالتَّصبر يا مغدور مدرسةٌ الصَّبرُ تقوى وتدريبٌ على مُثُلٍ فاغنم لتسلمَ لا تنحطَّ في وطرٍ * * * الدِّينُ حقٌ فكم في الكون من حُججٍ الدِّينُ حقٌّ وآيُ البعث بَيِّنةٌ الدِّينُ حقٌّ فيومُ الفصلِ موعدنا الدِّينُ حقٌّ وربُّ النَّاس مُنصفُنا الدِّينُ حقٌّ وعهدٌ في عقيدتنا الدِّينُ حقٌّ وحقُّ الموت يطلبُنا الدينُ حق ودين الحق منتصرٌ | جَلَديولو نزلتم بسفُّودٍ على ويورِثُ القلب حبَّ الواحد الصَّمدِ إلى ضعيف فزاد الله في كمَدي يومًا لضُعْفٍ ورُمْتُ العونَ من أحَدِ بالهمِّ والغمِّ والآلام والنَّكدِ بالضرِّ يلحقه أو طعنة اللُّدَدِ أو مؤمنٍ بالأذي يُشقيه والحسَدِ أو بالعقوق وسوء الحال في الولدِ في أسرةٍ خَذَلتْ أو نَفرةِ البلدِ به المواجعُ و امتدَّت مع الأمدِ يشوي ضناها طريَّ القلب والكبِدِ أنَّ التَّصبرَ والتَّقوى علوَّ يدِ من استغاثة بطن الحوت نورَ غدِ في وجه غطرسة الفرعون لم يحِدِ ما ضرَّه لهب من نقمة الجنُدِ على البتول وعيسى المرسل الزَّهِدِ بالدِّين من بُؤرِ الكفران واللَّدَدِ في الله بالنَّار قد عزُّوا إلى الأبدِ به المواجعُ من قذفٍ وفي أُحُدِ وما تجشَّم من جوعٍ ومن كبَدِ ومن طِعانٍ لدى الرَّايات والبنُدِ يُؤذَى بلا سببٍ من فاسقٍ نَّكِدِ قد بات في مجلس الجهَّال يُنتقَدِ تثبِّت القلب في الإيمان والرَّشَدِ فالغيثُ ينزل بعد البرْق والرَّعَدِ والنَّصر بعد جراح الطَّعن في الجسدِ والكَفُّ تُلسعُ دون الفوز بالشَّهَد ِ يرميه بالألم الحاني ليجتهدِ رفعاً يهوِّن كلَّ الضرِّ والنَّكدِ أنَّ الصِّعاب مطايا النَّفسِ للرَّغَدِ للنَّفس إن صبرت حُباً ولم تَجِدِ * * * اسأل اله الورى يلحقْك بالمدَدِ أن تطلب العونَ حين الضرِّ والعُقدِ وكم أسير أسى أنجاه من قُيُدِ كالعين يطمسها ضرٌٌّ من الرَّمدِ بالصَّبر يذوي كمثل الظلِّ والزَّبَدِ بالعزم والنُّور والإحساس يَتَّقِدِ لله تسعدْ بما تعطى وما تَجِدِ تلك الحقيقة لا تنفكُّ عن أحَدِ ولا تطيشنَّ عند إلباس في بدَدِ فالصَّبر أنفع في البلوى من العُدَدِ بعرش صبر على أركان مُعتقدِ فعلم النَّفس فنَّ الصَّبر والجلَدِ للعزِّ والفوز والإعلاء كالعُمُدِ قد حطَّه الموت والتَّعفيرُ في اللُّحُدِ * * * على العقيدة تُعلي الحق للابَدِ تُقرِّعُ المنكِرَ المغرور من أمد فليمرح الخائنُ الغدَّار في البلَدِ فالله يكلؤنا بالحفظ والرَّصَدِ بالصَّبر نَرعَى حدودَ الله والعُهُدِ كم يمكُثُ العبد بين الطَّلقِ واللَّحَدِ فليهنإ الصابر المغموس في الوَبَدِ | كبِدي