حلب مدينة الحضارة

العشقُ براحُ

كتمتُ وعشقُ المحبِّ فضَّاحُ

الشوقُ يقتلني والهوى دبَّاحُ

ِجراحُ الحربِ تُشفى وتَندملُ

ولا يُبري جراحَ الحبِّ جرَّاحُ

هي العشقُ بليلٍ بتُّ أكابِدُهُ

الليلُ يبكيها ويحنُّ الصبَاحُ

مهدُ الهوى في جنباتِها يَقِظٌ

يسامرُ الليلَ بنسيمِ مَنْ راحوا

عيونُها غيثُ العطاشِ منهمرٌ

وقلبيَ العاشقُ لعيونِها أقدَاحُ

يملأُ الأقداحَ من حبِّها صرفاً

فشاربُ الحبِّ عبيرُهُ فوّاحُ

قلبي لهوى الحسان متجاهل

وبهوى شهباي مغرد وصداح

حبيبتي مهلاً إنْ هُمُ غَدَروا

فقلبي وروحي إليكِ مصباحُ

تنيرُ دربَكِ ياحبيبةُ في ظُلَمٍ

قدْ حاكَها لكِ حاقدٌ و سفَّاحُ

ياسمينةُ الحبِّ لا زلتُ أذكرُها

قد باتت في دارِ طفولتنا ترتاحُ

في ساحةِ لهْوِنا بعدما دُفِنَتْ

تنادي أهلَ العشقِ ومَن يرتاحُ

فهوى الملاحِ يخفقُ في قلبٍ

فتراهُ في قلبِ المحبِّ يرتاحُ

وعبقُ البنِّ لا زالَ يذكرُ جِلْسَتَنا

فلٌّ يسامرُ ليلَنا وجوريٌّ وآقاحُ

والليمونُ باستحياءٍ على فننٍ

يرسلُ الأنسامَ فيُجِيبُه التفَّاحُ

أنا الجارُ الذي تُرتجى جِيرتُهُ

والعاشقُ الولِهُ بوجنتيَّ سوَّاحُ

والقطةُ الشقراءُ تَسْتَرِقُ نظرتَها

فهمسُ العاشقين في الدارِ مُباحُ

على أريكةٍ وظلُّ الأعنابِ يغمُرُنا

نقطفُ الأحلامَ والغرامُ متَاحُ

والدوريُّ على الجوريِّ متكئٌ

يؤنسُ العشاقَ ففي التغريدِ إلماحُ

خمسونَ عاماً جوارحي غافيةٌ

على صدرِكِ والعشقُ لنا مصباحُ

خمسونَ عاماً بثوانٍ قد نُحِرتْ

وحالتْ بيني وبينكِ الأشْباحُ

أنا ياحبيبةُ سأبقى لكِ معتذراً

فأنا في غُربتي مقتولٌ ونواحُ

أنا لا أنوحُ من ضعفٍ أو وَجَلٍ

لكنَّ شآمي بكلِّ حقدٍ تُسْتَباحُ

فالقتلُ أبعدني والبعدُ يقتلني

الفرجُ مقفولٌ وعند الله المفتاحُ

الا يادارَ طفولتِنا متى تجمعُنا

ليالي الأنسِ وترقصُ الأفراحُ

أنا الحلبيُّ ولي أشواقٌ معتقةٌ

وعِتَقُ الحبِّ على صدري وشَّاحُ

وفي قلبي لشهبايَ قد نُقِشتْ

سامياتُ الصفاتِ والجمالّ فوِّاحُ

فأريجُهن في شراييني ممزوجً

يسيلُ العشقُ منهن والعشقُ بَرَاحُ

دواوينُ الشعرِ بجمالكِ مابرحتْ

تنشدُ الغرامَ فحروفُها أقحاحُ

وجنتاي من غربتي قد نزفت

أفعلى صدر غير شهباي أرتاحّ

قد قيلَ في العشقِ وكلُّه صدقٌ

هل في العشقِ ياصاح إيضاحُ

---------------------------

إهداء حصري بقلم الأستاذ العزيز والأصيل

وسوم: العدد 689