أحزان وبيوت خاوية

قدْ أرهقتني بحارٌ حيّرتْ سفني

وأتعبتني ظنونٌ أثقلتْ بدني

قدْ ضيّعتني قلوبٌ  في ملامحها 

أنفاسُ هجرٍ تبثّ الشوقَ للمدن

أرّختُ  بوحي  على أسوارِ أمنية

ورحتُ أمحو حروفاً عاندتْ زمني

ألقيتُ همسي على لومٍ به ارتسمتْ 

أسرارُ عمرٍ  أرى في ليلها محني

هذي البيوتُ بصمتِ الحبّ قد بُليت

ما من أنيسٍ يمدّ الفكر بالوسن

  

كلّ الوجوه بها قدْ غادرتْ  قدري

سارتْ لذكرى بها الأحلامُ ترقبني

هذي الدموعُ التي قدْ بتّ أكتبها 

في سِفْر قلبٍ.. هوى  من عصفها فنني

أينَ  الكفوفُ التي في بعدها فرضتْ 

قيداً أراهُ عن الشطآنِ يبعدني

مازلت أمضي إلى الأشعارِ أُخبرها

عن كلّ حزنٍ على النسيان يكتبني

مازالَ فجري يغضّ الطرفَ عن طرقي

أرتابُ وحدي بلا نورٍ يلملمني

  

أضمّ وجهي إلى المرآةِ في وجلٍ

أمحو سنيناً بذي المجهولِ تسجنني

أسطورةُ الوحي في الآفاقِ حائرةٌ 

باتتْ كصمت على الأسفار بعثرني

تبكيْ الدروبُ وتبقى العينُ شاخصةً

ترنو لقلبٍ به الأوتارُ تعزفني

تعودُ روحي  إلى سطرٍ تُهدهده 

تخطّ  فيه جنوناً بات يسكنني

أغدو شراعاً بموج الوصل منطلقا

كم غرّبتهُ رياحُ  الوقتِ بالشجن

أتلو الشعورَ على الأسماعِ قاصدةً

حبّاً سيعلو غداً في السرّ والعلن

لمْ يبقَ عندي سوى أضغاثِ أحجيةٍ 

ماعدتُ أدري لأيّ  الغيبِ تحملني

لم يبقَ عندي  سوى فكرٍ أعيش به

في ظلّ وعدٍ عن الآتي يُكلمني

وسوم: العدد 704