في رثاء الشيخ محمد الغزالي

وقفتُ عليَ أطلالَ أزْهرِنَا سدَي

بكيتُ ودمعيِ في الفؤادِ تخددَا

لما آلَ من حالِ الشريعةِ بعدهُ

فهاجَ أساي الطيرُ بالله غرِّداَ

لعلِّي أري خيطاً يشدُّ ظلامناَ

إلي شمسِ إشراقٍ وحقلٍ تورداَ

فأينَ غزالِي الروحِ ينزفُ روحَهُ

وسهمُ الحداثةِ في الشريعةِ سُدِدَا

فراحَ يخطُّ الضوءَ في كتبِ الدجي

 لتشرقُ أحرفُهُ المضيئةُ في المدَي

ويرجعُ للإسلامِ عهدِ نبوةٍ

فيعبقُ حقلُ الوردِ كللَهُ الندَي

فما بالُ رسم الدارِ ماَ لاحَ وشمهاَ

ولمْ يبقَ في ماءِ يدُّ تستقيِ يدَا

ولا دارَ ذكريَ في الجواءِ تكلمتْ

ولمْ تسلمِ الدورُ الخواءُ من الردَي

ولا آذنتْ بالبينِ أسدافُ جهلِناَ

ويا رُبَّ داءٍ جلّ لم يعفُ مسجِداَ

مآئنُ ما عادَ الحمامُ يحفُّهَا

ولا أذّنَ الفجرُ البعيدُ لنسجداَ

كأن مثار النقع فوقَ قلوبنا

وأحزاننَا ليلٌ تداويَ بهِ الصدَي

وسوم: العدد 706