غربة

أمشي وحيداً غريبَ الدار في بلدي

أبكي الطلولَ أعاني حرقةَ الكمد

أسائلُ الحيَّ عن أهلي وجيرتِهم

أتعبْتُ نفسي ولم أعثرْ على أحد

أين الشيوخُ على صوت الأذان أتَتْ

مفترَّةَ الثغر عافَت عيشةَ الرغد

بل أين صبيتُنا في الحيِّ ملعبُها

أين النساءُ التي تحنو على الولد

ضاقَت أمامي مساحاتٌ وأروقةٌ

ممّا اعتراني وممّا مرَّ في خلدي

بحثْتُ عن مدنٍ سكّانُها عربٌ

فلم أجدْ عرباً في سائرِ البلد

كيف الزلازلُ مرَّتْ في ربى بلدي

وكيف بتْنا بلا مأوى ولا سند

لاقيْتُ بيتي صريعاً غارَ في دمِهِ

يئنُّ يبكي كفقد الأمِّ للولد

أين العروبةُ والمجدافُ في يدِها

ربّانُها أصلحَ البلدانَ من أود

هل ماتَ لحنُ القوافي في مسامِعِها

وغادرَ العزُّ نبضَ القلب للأبد

هذي بلادي كمالُ الحسن قلَّدَها

ملكَ الجمالِ فما تخلو من الحسد

لو تُقرضُ الشمسَ بعضاً من محاسنِها

ما أظلمَ الليلُ في الدنيا على أحد

إنّي أرى قبساً في الأفْقِ لاحَ لنا

وحولَهُ شهبٌ بيضاءُ كالبرد

فالنّصرُ يرقُبُنا بين القنا زمناً

يقولُ زالَ الأسى قد جاءَكم مددي

وسوم: العدد 710