لقاء أخير

قبلَ ان تخطف الفلوات شراعي ..

ها انا ياعصور البداوةِ ، 

القي أمام الجموع قناعي 

ها أنا ،

ينضج الطين من راحتي

ويخفق تحت ثيابي

حنين الصحاري

ها أنا ،

تنهب الريح صوتي

وتنكر وجهي بطون العذارى

**

فوق صدر القفار ارتميتُ ،

فما عرفتني ديار قريش

ولاعرف البدو وشمي

ولافهموا لغتي

وإنسفحتُ على بئر زمزمَ

عانقت مكة جيلا ،

فما إعشوشب التيه بين عروقي

ولا انطفأت جُثتي

**

كل يوم

أغادر كهفي

ألم الطحالب ،

احتطب العري والجوع وحدي

كل يوم

أعود لكهفي

أعد خطوط السنين

التي يبست فوق جلدي

اتلمس وقد الرمال ،

التي غلغلت في عظامي

ثم اغلق ابواب مملكتي ،

فتسيل دمائي أمامي ..

**

هل أنا العاشق ُ

المستغيث المشرد

شاهدُ عصر الغياب المرير ؟

قد أكون الغريبَ ،

الذي أنكرته الدروب

القتيل الذي انكرته القبور

غير أني

لن اكون المهاجر ،

مادام بيني وبين الرياحِ ،

اشتباك ،

وبيني وبين الضفافِ

لقاءٌ آخر

وسوم: العدد 714