مَزادٌ علني

في صفـَحَاتِ الصُحُفِ قرأنا

أكبَرَ إعلانْ

قد كتبوه على العنوانْ

قد رسموه على الجدرانْ

ثم قناة البثِّ العالي

قالت في الإعلان الغالي

ذاك مزادٌ في الليل الصيفيِّ الماتعْ

ذاك مزادٌ في الوطن العربيِّ الواسعْ

هيا هلمّ إلى الميدانْ

واسمع هذا الشرط َالأولْ :

ليس يشارك فيه جبانْ

واسمع هذا الشرط الثاني :

ليسَ يشارك فيه مُهانْ

واسمع هذا الشرط الثالث :

فيه دلالاتُ الفرسانْ

جاء اليومْ

وكل وكالات الأنباءْ

صحفيون بلا استثناءْ

والرؤساءُ مع الأمراء مع السفراءْ

والكـُتـَّابُ مع الأدباء مع الشعراءْ

بدأ البيعُ

فــُتـِحَ مَزادُ البيع الأولْ

سيفُ صلاح الدين يُباعْ

قال البائعُ : يا فرسانْ

هذا سيفُ صلاح الدينْ

قاتلَ في حرب الصلبانْ

مرهوبٌ عند الفرســانْ

هو عنوان العزِّ الخالدْ

من يدفع فيه الأثمانْ ؟

قال غنيٌ مِن أقربِ حشـَم ِالسلطانْ :

هذا كلُ رصيدي خذوهْ

أما السيف فلي أعْطوهْ

عاد السيفُ هنالك زينهْ

كل سيوف ِ الحقِّ حزينهْ

( وعادة السيف أن يُزهَى بجوهره

وليس يعمل إلا في يدي بطل ِ)

****

فُــُتـِـحَ مزاد البيع الثاني

فرَسُ صلاح الدين يُبَاعْ

نادى البائعُ يا فرسانْ

هذا حصانُ صلاح الدينْ

خيرُ حصانْ

من يدفعُ فيهِ الأثمانْ ؟

هتفُ الناسُ هـُتافَ حماسْ

نحن فدا فرس الأفراسْ

هو من خاض الحرب قديما ً

ليحرِّرّ قدسَ الأقداسْ

قال غنيٌ من أغنى حَرَس السلطانْ

هذا كل رصيدي خذوهْ

أما الفرَسُ فلي أعطوهْ

لا قدس بعدك يا خيول فعودي

فلقد غزانا صــــاحبُ التلمودِ

****

وبعد زمانْ

مــرَّ زمانْ

صدأ السيفُ ومات الفرسُ

خارجَ حلـَبَات الميدانْ

بكت القدسُ صلاح الدينْ

مات القائدُ في حطينْ

حقا مات صلاح الدينْ

حقا مات صلاح الدينْ

وسوم: العدد 733