سـورية تاريخ وثورة

د. محمد علي الأحمد

سـورية

تاريخ وثورة

د. محمد علي الأحمد

إعداد: مجموعة من الباحثين

صدر هذا الكتاب عن مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية بطبعته الأولى عام 2013م /1434هـ ، وقامت دار عمار بنشره وطباعته ، وهو من إعداد محموعة من الباحثين المتخصصين ، وكما ورد في مقدمته : إن تأليفه فيه استحضار لصفحات المجد والعلم والتراث التي سطرتها سورية في سفر الإنسانية ، لا سيما وأن سورية درة البلدان ومهبط الرسالات السماوية ومهد الحضارات ، وهي تمر اليوم بأسوأ ما شهدته البشرية في تاريخها من مآس ٍ ومجازر ودمار على أيدي أعتى عتاة الإجرام والقتل ، ممن لم يشهد التاريخ بكل أدواره شبيهاً لهم ، وهم ليسوا من البشر أصلاً ، بل مجرد كتل صماء صلبة من الحقد الأسود الذي يأكل أكباد أصحابها ويدفعهم لارتكاب كل أنواع الفظائع بحق الأحرار أبناء سورية  .

إذاً بمعرفة مكانة الشام في تاريخ البشرية وفي الإسلام ، يزول العجب والدهشة ، ويجد المرء الإجابة : لماذا كتب هذا الكتاب ؟ ولاعجب ولا غرابة !!! فقد تم إعداده ليلقي الضوء على تاريخ سورية المجاهدة التي تخوض اليوم ثورة مباركة للخلاص من ظلم واستبداد آل أسد والنصيريين ، ومعهم ومن ورائهم الإيرانيون المجوس الصفويون وكل المليشيات الشيعية المشاركة لهم بالإجرام ، وليـُعَرِّف المتابع والقارئ بما يفعل أزلام أسد وأتباعهم بسورية اليوم ، فالكثيرون يجهلون تاريخ سورية ومكانتها ، وهذا الكتاب يعطي لمحات موجزة عن تاريخها منذ اغتالتها غربان الإستعمار الفرنسي ، ومرورا ً بفترة الاستقلال منذ عام 1946 ، وحتى وقوعها فريسة الحقد الطائفي النصيري تحت حكم آل أسد ولمدة تزيد عن الأربعين عاماً ، إلى أن أذن الله باندلاع الثورة السورية المباركة في آذار 2013م ، وما تزال أحداثها الساخنة تتوالى ، إلى أن يأذن الله بالفرج والنصر من لدنه سبحانه .

يتكون هذا الكتاب من مباحث عدة ، يلقي الضوء في المبحث الأول على جغرافية سورية ، وفي المبحث الثاني يتناول المشهد السياسي في سورية بعد الاستقلال ، وما تشكل فيها من أحزاب لعبت أدواراً متباينة في الحياة السياسية في سورية ، وفي هذه الفترة فترة الخمسينيات من القرن العشرين حدثت الانقلابات العسكرية المتوالية ، وعاشت سورية خالة صعبة من الاضطراب والمعاناة ، إلى أن جاء انقلاب حزب البعث الذي تفوق عمن سبقوه في الإساءة لسيورية وفي التضييق على حياة الناس واضطهادهم ، وهو ما يناقشه هذا الكتاب في مبحثه الثالث ، إذ أدخل البعث سورية في نفق مظلم ، ومهد لاستيلاء النصيريين على الحكم ، وكان انقلابهم الأسود المشؤوم على البعثيين عام 1966م ، وقد ناقش الكتاب في مبحثه الرابع فترة حكم النصيريين لسورية بين 1966م و 2000م ، والتي استفرد فيها حافظ أسد بالسلطة ، وحكم سورية حكماً فرديا ً إجراميا ً فاسداً لمدة أربعين عاماً ، ثم وَرَّث السلطة لابنه المعتوه بشار ، وما لبث أن هبَّ الشعب السوري الأبيُّ بثورة عارمة ضد ظلم بشار وطغمته الفاسدة ، وقد ناقش الكتاب في المبحث الخامس والسادس الارهاصات التي أدت لتفجر ثورة الكرامة ضد نظام بشار الإجرامي جراء القمع الشديد للشعب السوري ، أما المبحث السابع فركّـز على الآفاق المستقبلية في سورية بعد اندلاع الثورة ، من خلال المعطيات والوقائع على الأرض في ظل الثورة ، وما شهدته أيام الثورة من متغيرات وتطورات أبرزها ظهورالجيش الحر وفصائل الثورة ، وتشكيل هيئات المعارضة السياسية ، بدءاً بالمجلس الوطني السوري ، ثم تبلور الائتلاف الوطني السوري بعد تعدد الفئات السياسية ودخول تيارات جديدة في المعارضة مثل التنسيقيات والأحزاب الكردية ، والتيارات العلمانية واليسارية وكثير من الكتل المستقلة ، وظهور الحاجة الماسة لتوسيع دائرة العمل السياسي للمعارضة السورية ، الأمر الذي أوصل المعارضة للتشرذم والتشتت ، مما أثـّر على مسار الثورة ، وطرح أسئلة ً عدة تحتاج لإجابات من المهتمين بمسار هذه الثورة ، كفصائل المعارضة وقوى الجيش الحر والمتعاونين معهم والمناصرين لهم ، وكل ذلك يقود إلى السؤال الكبير : إلى أين تسير الثورة السورية ، وما مصيرها ، وماهي السيناريوهات المستقبلية لها ؟ فهذا السؤال وغيره ناقشها الكتاب في مباحثه الأخيرة ، وهو  بحد ذاته مثير لفضول القارئ ليطلع على هذا الكتاب وغيره مما يستجد من دراسات عن الثورة والوضع السوري بشكل عام ، وسوف يجد القارئ ضالته بالاطلاع عليها من خلال مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، من خلال الدراسات والكتب والأبحاث التي تصدر عن المركز في المرحلة المقبلة بعون الله تعالى ، لأنه – أي المركز -  يكثف جهوده ويوجهها لخدمة الثورة السورية ومستقبلها ، ومستقبل سورية وشعبها .