علي الكاش يضع العقل الشيعي أمام رصاصة الاغتيال

علي الكاش

يضع العقل الشيعي أمام رصاصة الاغتيال

علي الصراف

لم يترك علي الكاش، الكاتب والباحث العراقي المرموق، قضية من قضايا الجدل في فكر التشيع الشعوبي إلا وتناولها بالعرض والتفنيد، وذلك بالإستناد الى مصادر هذا الفكر نفسه، وبالعودة الى مراجعه بالذات. حتى انتهى الأمر بهذا الكتاب ليكون أكبر وأهم عمل عرفته المكتبة العربية في دحض القراءة الشيعية الصفوية للقرآن والحديث والسنة النبوية.

وزاد علي الكاش على ذلك بأن خاض مع ذلك الفكر مناقشة فكرية هادئة ورصينة كانت كافية لفضح سطحية التصورات الفقهية التي تم بناؤه عليها، وتهافت العقلية التي تقف وراءها وضحالة بنيانها وصغر تطلعاتها.

ولئن أقيمت معظم أركان ذلك الفكر على الكذب والدجل والنفاق، فان هذا الكتاب عرض لمعظم الأكاذيب التي شكلت أساس الرؤية الشيعية السائدة، وكشف عن غطائها الصفوي العنصري.

لقد أعد علي الكاش عملا سوف يشكل علامة فارقة، ومفصلا جذريا، بين الأعمال الفكرية التي بحثت مصادر الفكر الصفوي وأسسه وغاياته، وذلك بمقدار ما سوف يشكل فضيحة للخبث الذي انطوى عليه ذلك الفكر.

وعلى الرغم من انه كتاب ضخم، من حيث حجمه، فانه كتاب اضخم من حيث سعة الإطلاع وعمق المعرفة. ولن يجد القارئ مفرا من أن يطالعه كله، إن لم يكن لسهولة تناوله، فلصدق النية فيه، في ملاحقة كل فكرة بالحجة والنقد والتدقيق.

لقد بنى علي الكاش لنفسه صرحا في هذا العمل، يستحق أن يجعل منه مرجعا بين أرقى وأهم المراجع.

ومن يعرف الكاتب، من قلمه، فانه يعرف مناضلا وطنيا حرا أيضا، في مواجهة المشروع الطائفي الفارسي الذي انتهى الى ابتلاع العراق وحوله الى مستنفع فساد ما بعده فساد.

فإذا ما بدا هذا الفساد دليلا كافيا على مدى الانحطاط الأخلاقي والسياسي لأصحاب ذلك الفكر، فلسوف يكون من السهل تماما، من خلال هذا الكتاب، معرفة طبيعة الصلة بين ذلك الإنحطاط وأصوله الفكرية.

فكر منحط، قائم على الكذب والمبالغة والدجل، كان لا بد له في النهاية أن ينتج ما نراه.

هذا من ذاك، وذاك من هذا. والكل يصدر عن رؤية واحدة حولت التشيع الى مشروع لحرب أهلية لا تنتهي، لكي تدمر دار الإسلام من داخله.

وهو فكر لا يقتصر في أحقاده على الإسلام، ولكنه لا يتوارى خلف أي شيء، عندما يقدم الدليل تلو الآخر على موقفه العنصري ضد العرب.