موجز تاريخ الجنون

ناصر مصطفى أبو الهيجاء

من أروع ما قرأت:

عرض كتاب 

موجز تاريخ الجنون لروي بورتر

اسم الكتاب: موجز تاريخ الجنون.

العنوان بالإنجليزية: Madness: abrief history.

المؤلف: روي بورتر.

ترجمة: ناصر مصطفى أبو الهيجاء.

مراجعة: د. أحمد خريس.

سنة النشر: 1433هـ/2012م.

دار النشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث.

الطبعة: الأولى.

صفحات الكتاب: 258.

ما هو الجنون؟! وما هو تعريفه؟ هل للجنون عوارِض مميِّزة يستحِقُّ بها أن نطلِق لقبَ "مجنون" على إنسانٍ ما؟ وما علاقة الطب العقلي الحديث بالجنون وعلاجاته؟ وهل الطب العقلي حقيقة أم عُرْف أم وَهْم؟ هل صحيح قول "بولونيوس" في إحدى مسرحيات شكسبير: "أليس تعريف الجنون الجنون بذاته"؟! ولماذا صار الجُنون هو مرضُ العصر في الوقت الحاضر؛ إذ يُعاني قِطاعٌ عريض من البشر - حتى في المجتمعات المرفَّهة نسبيًّا - من أعراض العصاب والرهاب والتوتر والتخيُّلات الهوسيَّة العقلية والقلق، أليس هذا يستدعي سؤالاً أكثر مباشرة عن علاقة الجنون بالحضارة كما تناوَل ذلك بشكل موسَّع الباحث الفرنسي "ميشيل فوكو" في العديد من مؤلَّفاته عن الجنون ومشتقاته؟!

يُبحِر بنا الباحث "روي بورتر"؛ في كتابه "موجز تاريخ الجنون"، في جولة مشوِّقة حية تتناوَل تاريخ الجنون في الثقافة الغربيَّة، والمعالجات التي تمَّت لها عبر العصور المختلفة، حيث كان الجنون منذ بدايات البشرية يُنظَر إليه على كونه تلبُّسًا شيطانيًّا أو إلهامًا سماويًّا، واستمرَّت تلك الأفكار في التطور حتى صار الجنون في العصر الحديث - مع تطوُّر علمَي الطب العقلي والتحليل النفسي - مرضًا له دوافعُ وعوارِضُ يمكن علاج مسبباتها؛ لإعادة المريض إلى ممارسة حياته الطبيعية، دون عزْله عن باقي العالم كما هو الحال قديمًا.

والكتاب يمثِّل في قالَبه العام إعادة صياغة للمفاهيم المتعلِّقة بالجنون ومدى تداخُله في الحياة البشرية على امتداد عصورها، فمجنون الماضي الذي كان يُعزَل في مصحات خاصة أشبه بالسجون، ليس مختلفًا عن مجنون الوقت الحاضر الذي تُمارَس له عمليات تأهيليَّة؛ للتمتُّع بحياة طبيعية مِثَل باقي أقرانه من البشر الطبيعيين، لكن ما تغيَّر هو تفكير المجتمعات الإنسانية ونظرتها للجنون كحالة خاصة تستدعي الرعاية والرحمة، وكل هذا تحت رعاية العِلم الجديد الذي حَلَّ محل التفكيرات الإغريقية القديمة مُستحدِثًا أنماط فَهْم جديدة حول الجسد والدماغ والمرض، لقد سُمي القرن العشرين قرن "الطب العقلي"، واهتمَّت مدارس طبيَّة عديدة برعاية الحالات الخاصة وحاجاتها على المستوى الاجتماعي، ورغم أن كثيرًا من العلماء ما زال يُشكِّك في مفهوم "الطب العقلي" وابتكاراته العلاجية، ويرى أنه ليس بالقيمة التي يُصدِّرها الأطباء للرأي العام، لكن الطب العقلي أحدث ثورةً ملموسة في مجال الأمراض النفسية وتحليل أسبابها، ومحاولة إيجاد حلول عمليَّة لها في مجاله الخاص.

ومؤلِّف الكتاب "روي بورتر" مؤرِّخ بريطاني مرموق، عُرِف بإنتاجه الغزير في تاريخ الطب، عمِل محاضرًا في جامعة "كامبريدج" حيث درَّسَ التاريخ الأوروبي، كما حاضَرَ في معهد "ولكم" لتاريخ الطب، وأصبح أستاذ التاريخ الاجتماعي، فضلاً عن تقلُّده إدارة المعهد حينًا من الزمن، وقد أَنتج "بورتر" زهاء المائة كتاب في تاريخ الطب والموضوعات المتعلِّقة به تأليفًا وتحريرًا، وتخصَّص في الكتابة عن مبحث الجنون وأسبابه بشكل خاص، ومن أبرز مؤلَّفاته: "تاريخ الطب"، "التاريخ الاجتماعي للجنون"، "تشريح الجنون"، "الجنون: لمحة تاريخية"، "الجسد في عصر العقل"، "تاريخ "كامبريدج"للطب"، "المرض والطب والمجتمع في إنجلترا"، "أكبر فائدة للبشرية: التاريخ الطبي للبشرية"، "الصحة للبيع: الدجل في إنجلترا"، وغيرها.

أما المُترجِم، فهو "ناصر مصطفى أبو الهيجاء"، مُترجِم أردني له العديد من المقالات والدراسات المترجَمة في الصحف والمجلات التي تُعنَى بالعلوم الإنسانية.

وقام بمراجعة الترجمة وتحريرها د. "أحمد خريس"، باحث وأكاديمي من الأردن.

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/82465/#ixzz3Y7GP50z9

قال عبد السميع اﻷنيس:

لكن فات المؤلف أن يكتب عن  المرأة المجنونة، والمجنون بها!

وما مجنون ليلى عنا ببعيد!

وأذكر أن رجلا من الفضلاء النبلاء 

أراد أن يتزوج ثانية وقد تجاوز السبعين!

فسألته عن صفات الزوحة التي يبحث عنها؟

فأجابني: أن تكون مجنونة!!