استراتيجيات عمل ولاية الفقيه الإيرانية في الوطن العربي والعالم الإسلامي (المرئيات والنتائج)

مركز أمية للبحوث والدراسات

مقدمة

تتصدر إيران "الإرهاب المنظم" في العالم، وتطال أذرعها الدول العربية والإسلامية، في ظلّ نفوذ "خفي" تمارسه مؤسسات الدولة الرسمية من أجهزة مخابرات ومؤسسات دبلوماسية، ومؤسسات ثقافية غير حكومية، تعمل لصالح ولاية الفقيه الرامية إلى إيجاد الإمبراطورية الفارسية  الإيرانية عاملة في نشر "التشيع" في دول العالم الإسلامي، لا سيما الفقيرة منها، ضاربة على وتر الفقر والحاجة والجهل في سبيل ذلك.

مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية بصدد إصدار تقريره السنوي  الموسع بعنوان "استراتيجيات ولاية الفقيه الإيرانية تجاه الوطن العربي والعالم الإسلامي)، وهو أحد أهم  المشاريع الكبرى للمركز في عام 2016 .

آثر مركز أمية أن يستبق الزمن ريثما يتم إنجاز التقرير، ليضع بين يدي قرائه جزءاً أولياً مكثفاً من التقرير، يوجز فيه المرئيات والنتائج التي خرج بها تقريره.

وركّز الموجز في قسمه الأول على استراتيجية إيران تجاه الدول العربية، وشمل  (السعودية، الكويت، البحرين، سورية، العراق، لبنان، فلسطين، مصر، الجزائر، المغرب، السودان، موريتانيا).

أما القسم الثاني تتبع فيه الجهاز الدبلوماسي الإيراني وأغطيته الاستخبارية والثقافية وطريقته في اختراق المؤسسات الحكومية والمنظمات الإسلامية، وكيفية تسلل إيران داخل الدول لاحتواء أهم الشخصيات والتحرك على بعض الرموز لتجنيدهم.

وخصص القسم الثالث للحديث عن خطط ولاية الفقيه وأساليب عملها تجاه كل من تركيا وأندونيسيا وولاية كيرالا الهندية.

ساهم في إعداد هذه الدراسات نخبة من الباحثين والمفكرين وذوي الاختصاص بالشأن الإيراني، حرصوا على توخي الدقة والموضوعية في عرض الوقائع وتحليل الأفكار، وصولاً إلى نظرة تكاملية لفهم واستيعاب غايات ومرامي الاستراتيجية الإيرانية والكشف عن أسباب نزعتها العدوانية تجاه الدول العربية والإسلامية.

تقديم

الدكتور بسام ضويحي                                         

رئيس مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

يمثل الكتاب جزءاً أولياً مكثفاً من التقرير الاستراتيجي الموسع : (استراتيجيات عمل ولاية الفقيه الإيرانية  تجاه الوطن العربي والعالم الإسلامي) الذي سيصدر لاحقا هذا العام،  وهو أحد المشاريع الكبرى التي أنجزها مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية لعام 2016 ؛ وقد آثر مركز أمية أن يستبق الزمن ليضع بين أيدي قرائه نصاً مركزاً يتضمن خلاصات ونتائج  التقرير العام  ويتوزع على  ثلاثة  أقسام :

القسم الأول ؛ يركز على  استراتيجية إيران تجاه الدول العربية، وشمل (السعودية، الكويت، البحرين، سورية، العراق، فلسطين، الأردن، لبنان، مصر، الجزائر، المغرب، السودان، موريتانيا)  فيما تتبع القسم الثاني ؛ الجهاز الدبلوماسي الإيراني وأغطيته الاستخبارية والثقافية وطريقته  في اختراق المؤسسات الحكومية والمنظمات الإسلامية وعن الكيفية التي تجري بها عملية التسلل داخل هذه الدول لاحتواء أهم الشخصيات والتحرك على بعض الرموز لتجنيدهم بهدف استغلال مركزهم الاجتماعي ، ترويجاً للمشروع المذهبي  وبثه  بين  مسلمي إفريقيا، وقد توزع هذا القسم  على  ثلاثة  أجزاء، شملت  المقدمات الأساسية للنفوذ الإيراني من حيث المقاصد والغايات ، واتجه الجزء الثاني والثالث إلى عرض وتوصيف أنشطة ولاية الفقيه ومايقوم يه دعاتها من التبشير المذهبي/السياسي  في دول غرب و شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، ولإتمام الفائدة خصصنا لكل دولة من هذه الدول مبحثا مستقلا.

أما القسم الثالث ؛ فقد كرس للحديث عن خطط  ولاية الفقيه واساليب عملها تجاه كل من  تركيا وأندونيسبا وولاية كيرالا الهندية.  

لقد ساهم في إعداد هذه الدراسات نخبة من الباحثين والمفكرين وذوي الاختصاص بالشأن الإيراني[*] حرصوا فيها على توخي الدقة والموضوعية في عرض الوقائع وتحليل الأفكار، وصولاً إلى نظرة تكاملية لفهم واستيعاب غايات ومرامي الإستراتيجة الإيرانية والكشف عن أسباب نزعتها العدوانية تجاه الدول العربية والإسلامية ـ

وقد أولى الباحثون أهمية بالغة للخطاب الإيراني وتطور مشروعه الجيو سياسي وانتقاله من مرحلة الكتمان المخاتل إلى مرحلة الإعلان الصريح عندما كشف عن مطامعه التوسعية ؛ بالقول بأن أربعاً من الدول العربية  أصبحت في قبضة يده وقد حتم ذلك تحليل مجريات الواقع وفقاً لمنطق العمل الإيراني ؛ الذي تتكامل فيه القوى الناعمة والصلبة من (الدبلوماسية، الإعلامية، الاستخبارية ، الثقافية)  إلى استخدام القوة القاهرة المزودة بكل أنواع الأسلحة والذخائر، وتعين أيضا أن تجري دراسة الدوافع الكامنة والخفية من إصرار طهران على تدخلاتها المستمرة  وما ترتكبه قواتها ومليشياتها من جرائم  ضد المدنيين  وما تلحقه طائراتها من دمار في البنى التحتية في مدن  العراق وسورية وما أشاعته من إرهابٍ عنيف  وانتهاكات وحشية بين مواطني البلدين  وما ترتكبه قوات الحرس الثوري من مجازر التطهير الطائفي وجرائم حرب ضد الإنسانية، فضلا عن التجريد السكاني والتغيير الديمغرافي الذي أحدثه فيلق القدس في العديد من المحافظات والبلدات العراقية والسورية،

وما تقدمه الجمهورية الإسلامية للأحزاب والمليشيات الموالية لها من سلاح وتغدق من أموال في لبنان والعراق واليمن والسعودية والبحرين والكويت وفي بلدان عربية أخرى وماتمارسه أجهزتها الاستخبارية وفرقها القتالية من عمليات قذرة وانتهاكات ضد المدنيين العزل، والعبث بالأمن الداخلي لدول الإقليم وماجاورها في الحواضر العربية والإسلامية وتسللها الاستخباري الناعم إلى القارة الإفريقية تحت شعار تحرير المستضعفين ، عامدة متعمدة إلى تفكيك وحدة الدول والمجتمعات وإثارة الفتن الطائفية وتغذية النزعات الانفصالية ،  وإشعال الحروب الأهلية بين أبناء الأمة الواحدة بدعوى (المظلومية الزائفة)، وصولاً إلى المطالبة بإقامة دويلات طائفية  موالية لولاية الفقيه، ولعل تدخلها العسكري المباشر ، في سورية والعراق وزج قواتها النظامية وفصائل المرتزقة الموالية لها ضد شعبي البلدين كان سبباً كافياً لإشاعة الرعب داخل هذين البلدين وكان من تداعياته هجرة الملايين خارج الأوطان  وقد حرص مركز أمية على توثيق هذه الانتهاكات طبقاً للبيانات الرسمية والوقائع  الميدانية، ابتداءً من زرع الخلايا وبناء الحاضنات الإيديولوجية إلى إعداد وتدريب المليشيات والمرتزقة، وقد كثفت الدراسات في مجمل فصولها على تحليل استراتيجية ولاية الفقيه الاقتحامية وبيان مراميها وآليات عملها في  تصدير الفوضى، والتوصيف الدقيق لطبيعة أنشطتها وكشف أغطيتها الاستخبارية، وما تلجأ إليه من الحروب النفسية وما يستعمله جهازها الإعلامي  المضلل من  أساليب في التعبئة المضادة والتحريض على الإرهاب المسلح.

المبحث الأول

المملكة العربية السعودية

بسبب تعاظم التدخل الإيراني في الشؤون العراقية فقد اختلف الموقف السعودي تجاه إيران؛ فقد أكد وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل في أواخر عام 2005م أن الولايات المتحدة مسؤولة عن التناحر الطائفي في العراق، وأن واشنطن تسلم العراق للإيرانيين على طبق من ذهب، وذلك انطلاقاً من شعور السعوديين بالدور الإيراني المتعاظم في العراق، وبالمضار التي ستصيبهم لما يحصل جراء هذا الدور. وفي هذا الصدد أكدّ وزير الخارجية السعودي أن إيران، تمثل أكبر الرابحين من الغزو، الأمريكي للعراق حتى باتت أقوى من الدول الخليجية مجتمعة، ليس من ناحية نفوذها في داخل العراق، وإنما بوصفها لاعباً إقليمياً مهماً. وقد غاب عن السعوديين أن سقوط النظام في العراق سيقود إلى تعاظم الدور الإيراني في العراق؛ ومن ثم في الخليج أكمله.

فتفاقم الوضع في العراق مؤخرا زاد من التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية حتى أصبح الموضوع العراقي ورقة إيرانية رابحة تجاه دول المنطقة عامة، والولايات المتحدة خاصة.

أولاً-النفوذ الإيراني

مثَّل تصاعد النفوذ الإيراني في منطقـة الشرق الأوسـط -لاسيما عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003-مصدر قلق كبير لدول عربية عديدة، على رأسها المملكة العربية السعودية، التي رأت في تنامي النفوذ الإيراني بالعراق واليمن من ناحية، وسعيها الدؤوب لامتلاك تكنولوجيا نووية – وفق التصريحات الغربية لاسيما الأمريكية -من ناحية أخرى تهديدًا حقيقيًّا لمصالحها القومية؛ ولهذا حاولت الرياض أن تحقق توازنًا مع طهران من خلال لعب دور إقليمي فاعل يهدف إلى محاصرة النفوذ الإيراني واحتوائه، وهذا ما تركز عليه جيسيكا دروم الباحثة المساعدة بـمعهد مونتيري للدراسات الدولية ومركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي في دراسة بعنوان التنافس من أجل النفوذ. رد الفعل السعودي على البرنامج النووي الإيراني المتقدم من التحالف إلى العداء.

ترصد جيسيكا في بداية دراستها تطور العلاقات السعودية الإيرانية، فتقول: إنَّها مرت بفترات من المد والجذر خلال العقود الماضية، متأرجحة بين التعاون وربما التحالف في فترات تاريخية معينة، وبين العداء الشديد الذي وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية.

ثانياً-صحوة إقليمية سعودية

تبين الكاتبة جيسيكا دروم في دراستها حول ( الدور الإقليمي السعودي الهادف – بصورة أساسية – إلى محاصرة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة أو على الأقل موازنته).

1-أن الرياض اعتمدت في تعزيز دورها الإقليمي على عاملين أساسيين.

العامل الأول: يتمثل في ارتفاع أسعار النفط، التي تجاوزت حاجز المائة دولار خلال الأشهر الماضية. فالسعودية تعتبر أكثر ثراءً من إيران، وهو أمر من المتوقع ألا يتغير، خاصة إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع، وبينما تتزايد ثروة الرياض من النفط، ومن ثَمَّ نفوذها الإقليمي، يعاني الاقتصاد الإيراني بشدة من أزمات حادة.

العامل الثاني: يتمثل الدور السعودي في المنطقة، في المكانة الرمزية للمملكة والشرعية التي تمتلكها بوصفها حارسًا لأقدس بقعتين لدى المسلمين (مكة والمدينة).

2-اضطرت المملكة، محاصرةً واحتواءً للنفوذ الإيراني المتنامي بالمنطقة، إلى لعب دور أكثر فاعلية في حل صراعات المنطقة مما انعكس في تصريحات الملك عبد الله بن عبد العزيز التي جاء فيها "لا نريد من أحد أن يدير قضايانا ويستغلها في تعزيز مكانته في الصراعات الدولية." ويتجلى هذا الدور في أمورٍ عدة، أبرزها التحرك الذي تقوم به الرياض ليس فقط لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل من أجل تشكيل حكومة فلسطينية تحظى بالشرعية الدولية. فشهدت مكة، في فبراير 2007، محاولة سعودية لإنهاء الخلافات بين حركتي فتح وحماس، وتكوين حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وقد كان مقتصراً في السابق على مجرد تقديم الدعم المالي، محجمة عن القيام بأي دور قيادي في حل الصراع بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

3-مثلت استضافة المملكة العربية السعودية للقمة العربية مؤشرًا آخر على تصاعد دورها الإقليمي، فهي المرة الأولى التي تستضيف فيها المملكة مثل هذا الحدث، كما أنَّ السعوديين أعادوا تقديم مبادرتهم للسلام، التي قدمت في عام 2002، للقمة العربية ببيروت، ونجحوا في الحصول على موافقة جميع الدول العربية عليها.

4-يحمل هذا النجاح عدة دلالات هامة، يأتي في مقدمتها ظهور القدرة السعودية على تقديم مقترح يحظى بموافقة كافة الدول العربية بخصوص صراع معقد مثل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، لا سيما وأن من ضمن بنود المبادرة السعودية السلام مع إسرائيل، والعودة إلى حدود عام 1967، وتطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها، بالإضافة إلى حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والتخلي عن هضبة الجولان، وهما نقطتان تتحفظ عليهما إسرائيل.

ثالثاً-ما بعد الربيع العربي: الملفات الساخنة

جاء حراك الربيع العربي ليضيف تطوراً آخر تختلف قراءته في كل من الرياض وطهران. فطهران التي رحبت بالتغيير في مصر ترى أن الرياض غير متحمسة إلى التغيير هناك، وأنها تريد تأخير هذا التغيير ما أمكن. لكن هذا التقييم الإيراني لم يلق الاهتمام الكافي؛ ربما بسب زخم الحراك الثوري في مصر، وربما بسبب الحراك الثوري الذي تتابع في المنطقة العربية ليشمل البحرين وسورية.

لقد دفعت عوامل عدة بالعلاقات الخليجية -الإيرانية نحو مزيد من التنافر؛ مما شكل عقبات أمام نمو العلاقات الخليجية الإيرانية وتوجهها نحو التقارب، منها ما هو ديني/ ثقافي وسياسي وأمني، ومنها ما هو خاص بظروف خارجية، من أهمها:

1-الجزر الثلاث: إن التوافق الكبير الذي شهده عمل مجلس التعاون الخليجي في ما يتعلق بالجزر الثلاث انعكس بشكل واضح على الموقف القوي الذي اتخذه المجلس من زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبو موسى. إن هذه الزيارة يمكن النظر لها بأنها فصل مهم في المواجهة المتطورة بين الرياض وطهران.

فهي نوع من الرد الإيراني على الموقف السعودي والخليجي من الثورة السورية عامة، والذي ترى فيه إيران تهديدا لوجود حليفها المهم في دمشق. ولعل وصف الزيارة من قبل المملكة بأنها "عدوانية" يعكس مستوى الغضب السعودي من التصرف الإيراني، لا سيما في سياق الإصرار الإيراني على دعم النظام السوري، وعدم الاعتراف بما يتعرض له الشعب السوري.

2-يميل المحللون السياسيون إلى الاعتقاد بأن طهران هي التي شجعت عبدالملك الحوثي على القيام بالخطوة الاستفزازية بهدف إحراج السعودية ودفعها إلى مطاردة أنصاره. ويبدو أن هذا العمل كان مخططاً له منذ وقت طويل، بدليل أن قوات المملكة عثرت على كميات ضخمة من الأسلحة المخبأة داخل مواقع يمنية خلف تخوم البلدين. وفي تقدير هؤلاء المحللين أن إيران توقعت إطالة فترة المواجهة بحيث تنشغل السعودية بحرب استنزاف طويلة، تماماً مثلما انشغل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بحرب اليمن عقب انقلاب 1962. وفي حساب طهران أن مشاغل الحرب على الحدود الجنوبية الغربية للمملكة مجدداً ستؤثر على دعمها للمعارضة السورية، وستقيد تحركاتها في البلدان الأخرى مثل فلسطين ولبنان والعراق، الأمر الذي يعطي طهران دوراً أكبر في المنطقة.

3-البحرين: التدخل الإيراني في الشأن الوطني لمملكة البحرين، وموقف طهران المعادي من درع الجزيرة.والهجوم على السفارة السعودية في طهران.

ترى الرياض أن ما يجري في البحرين حراكاً مذهبياً، وأن هناك أطرافاً داخل البحرين وخارجها، مثل إيران، تريد توظيف الأحداث الداخلية لتحقيق أجندة خارجية. هذه القراءة كانت موضع إجماع في مجلس التعاون الخليجي الذي أقر إرسال قوات درع الجزيرة لمساعدة البحرين في ضبط الأمن، الأمر الذي أثار حفيظة طهران وفتح باباً للمساجلات الإعلامية بين الطرفين.

4-الأزمة السورية: ترى طهران بأن هناك مؤامرة على نظام بشار الأسد، وأن الجمهورية الإسلامية ستقف بكل وزنها السياسي والمعنوي نصرة للنظام السياسي (الممانع) وأنها لن تسمح لأي جهة بإسقاط دمشق.

هذه القراءة الإيرانية تتنافى تماماً مع الرؤية السعودية، التي ترى بأن النظام السياسي في سورية "أسرف في القتل"، وأنه لا بد من حماية المدنيين في سورية، ولا تتردد الرياض في الدعوة إلى تسليح قوى الجيش الحر داخل سورية؛ لهذا فإن الأزمة السورية واحدة من بين أهم قضايا الخلاف والتقاطع بين الرياض وطهران.

5-تجدد الخلاف الأيديولوجي – السياسي: أعاد الرئيس أحمدي نجاد الخطاب التعبوي حول تصدير الثورة، وأصبح النيل من (الوهابية) شعاراً لولاية الفقيه وأحزابها في لبنان والعراق.

6-إطلاق التصريحات المسيئة للعلاقات مع دول الخليج: آخرها كان تصريح الجنرال حسن فيروزبادي رئيس أركان الجيش الإيراني هاجم فيها "جبهة الدكتاتوريات العربية" في الخليج المعادية لإيران، مؤكداً أن هذه المنطقة "كانت دائما ملك إيران".

7-تأييد إيران لبعض السياسات النفطية المناوئة للسعودية: ومنها التأييد الإيراني عام 2001م للمرشح الفنزويلي لأمانة منظمة الأوبك ضد المرشح السعودي الأوفر حظاً. فضلاً عن بعض السياسات النفطية الإيرانية التي كانت تخرج عن الحصص المقررة لها من قبل المنظمة.

8-محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. في 2011كشفت السلطات الأمريكية عن إحباط مؤامرة إيرانية لتفجير سفارة السعودية واغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير، وقد قالت الرياض إن الأدلة دامغة وإن إيران ستدفع الثمن.

وحددت الشكوى الجنائية التي كشف النقاب عنها في المحكمة الاتحادية في نيويورك اسم الشخصين الضالعين في المؤامرة وهما منصور أربابسيار وغلام شكوري، وقالت المستندات أن الرجلين من أصل إيراني في حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية.

9-الملف النووي الإيراني: وفيه ترى السعودية نفسها في موقف صعب ، فرغم دعمها العلني للاستخدامات السلمية للطاقة النووية، فإن مخاوفها من البرنامج لا تقل عن المخاوف الغربية. حيث تخشى السعودية من امتلاك إيران لتكنولوجيا نووية معقدة، قد تستخدم ضدها في يوم من الأيام، ولذلك دعا وزير الخارجية السعودي إيران إلى الموافقة على المبادرة المتعلقة بإخلاء منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل.

10-المعضلة العراقية أفرزت جملة من التحديات أمام الرياض:

أ-الدور المتنامي للنفوذ الإيراني داخل العراق، عبر أغطية متنوعة لا حصر لها، وقواعد استخبارية، ومراكز تعبوية تنتشر في محافظات البلاد عامة. تواجد بعض عناصر قوة القدس، وجهاز الاطلاعات.

ب-تولي الأحزاب الدينية الموالية لطهران السلطة وهيمنتها على مؤسسات الحكم.

ج-قيام الحكومة بأجهزتها الرسمية وميليشياتها الطائفية بإقصاء وتصفية وتهجير أهل السُّنِّة، والشروع في حملة التشييع ابتداء ببغداد ووصولا إلى المحافظات الأخرى.

د-التدخل المعلن بالشأن الداخلي للبحرين والسعودية، عبر المؤتمرات المفتوحة وحملة التبرعات لنصرة مايسمى بـ(ثورة الشيعة) في البحرين.

هـ-إعداد وتدريب عناصر المعارضة البحرينية والسعودية والدعوة إلى دعم (فيلق تحرير مكة)، وفتح باب التطوع أمام الأحزاب الطائفية للالتحاق بهذا التشكيل. فضلاً عن تشكيل ما يسمى بفيلق تحرير البحرين وعليه قد فرضت المعضلة العراقية على المملكة الأخذ بأحد خيارين، إما أن تلعب دورًا فاعلاً في تشكيل العراق (الجديد)، أو أن تقف مكتوفة الأيدي تاركة إيران تلعب الدور المركزي في هذا العراق (الجديد).

رابعاً-قضية سورية

بعد تدخل القوات الإيرانية وحزب الله الموالي لطهران واشتراك روسيا في القتال ضد الحراك الشعبي في سورية أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لفصائل المعارضة السورية. وقد جاءت كلمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في القمة الإسلامية بمصر، التي ألقاها في فبراير 2013 ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، شديدة الوضوح تجاه السورية، بل إنها أعادت رسم الحدود، وقطعت الطريق على كل محاولات تمييع المواقف تجاه سورية. عندما طالبت مجلس الأمن الدولي بضرورة اتخاذ موقف حاسم لوقف الظلم والعدوان الذي يطال الشعب السوري، فجرائم نظام الأسد قد بلغت «مستويات لا يمكن أن يبرر الصمت عنها، أو عدم عمل أي فعل لردعها».ولذا فإن الموقف السعودي الواضح، والذي سمى الأشياء بأسمائها في خطاب القمة الإسلامية بمصر حول ما يحدث في سورية، يعدّ مهماً، وجاء في وقته؛ فالمملكة العربية السعودية، منذ اندلاع الثورة السورية، شكلت الرافعة السياسية والأخلاقية للموقف من الثورة، وحاولت السعودية، وتحاول، قطع الطريق على تجار الدم.

وقد أكد وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو في 11اغسطس 2015، بأن موقف بلاده من القضية السورية ثابت لن يتغير، مجدداً على أن لا دور لبشار الأسد في مستقبل سورية.

خامساً. قضية اليمن:

1-عاصفة الحزم ؛ في وقتٍ قياسي، تمكنت المملكة العربية السعودية في بناء تحالفٍ قوي من عشر دولٍ للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح. وعلاوةً على ذلك، فقد تمَّت المسوغ لهذه الخطوة -بوصفها شرطاً أساسياً لأي تدخل دولي ناجح -من خلال إعلان التأييد لها من اثنتين من المنظمات الإقليمية الرئيسية: الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، اللتين أعربتا عن تأييدهما المطلق لـعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية في اليمن. وبالإضافة إلى ذلك، تقدم الرئيس اليمني المنتخب، عبد ربه منصور هادي، علناً بطلبٍ للتدخل، وهو ما استندت المملكة العربية السعودية عليه لإضفاء الشرعية على تدخلها العسكري في اليمن. وفي حين يبدو أن المملكة العربية السعودية قد فعلت كلما ينبغي عليها لإطلاق هذه العملية، فإنها الآن بحاجة إلى التفكير بعنايةٍ في كيفية وضع نهايةٍ لها، بحيث أن العملية هذه لن تسفر عن تفاقم حالة عدم الاستقرار في اليمن. أما الهدف المعلن من العملية فهو، مثل ما ورد في بيان لمجلس التعاون الخليجي، تلبية لطلب اليمن حماية شعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.

2-قررت الدول العربية والإسلامية، تشكيل تحالف عسكرى إسلامي من 34 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة مصر لمحاربة الإرهاب، وقد تم فى مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية وتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود. وأفادت قناة العربية، جرى تشكيل التحالف في غضون 72 ساعة، وتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والجهات الدولية لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين.

وإلى جانب الدول الـــ 34 فهناك أكثر من عشر دول إسلامية أخرى أبدت تأييدها لهذا التحالف وستتخذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن ومنها جمهورية إندونيسيا. مصر وتركيا وقطر من الدول الأعضاء في التحالف العسكري الإسلامي.

وجاء فى نص البيان: "تشكيل التحالف يأتي تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التى تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وانطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها التي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً، وتهدف إلى ترويع الأمنين.

سادساًـ قضية مقتل الحجاج الإيرانيين

في عام 2015، زادت العلاقات برودة إثر الصراعات بسبب مزاعم تدعي اعتداء حراس سعوديين على الحجاج الإيرانيين في أبريل/ نيسان، ومقتل المئات، بينهم إيرانيون، في سبتمبر/ أيلول، من العام نفسه خلال التدافع بمنى في أول أيام عيد الضحى وسقوط الرافعة في الحرم المكي.

سابعاً. قضية الشيخ نمر باقر النمر وتداعياتها:

1-أثار تنفيذ حكم الإعدام بالشيخ النمر جدلاً كبيراً وأزمة كبيرة بين السعودية وإيران، بعد أن أبدت إيران امتعاضها من الحكم في تصريحات غاضبة عدّة موجهة للمملكة، منها على سبيل المثال ما جاء على لسان الخارجية الإيرانية التي أكدت أن إعدام المملكة العربية السعودية لعالم الدين الشيعي نمر النمر مؤشرًا لما أسموه "عمق عدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى السعودية، بالإضافة إلى تصريحات أخرى تؤكد أن الرياض ستدفع ثمنًا باهظًا لهذا الإعدام.!!

فتصاعدت الأحداث بوتيرة متسارعة بين البلدين فجرى إحراق وتدمير البعثة السعودية. ولم تكن حادثة إحراق البعثة الدبلوماسية هي الأولى من نوعها تجاه هذا البلد ففي عام 1987 هاجم المتظاهرون من قوات البسيج سفارتي السعودية والكويتية، وتسبب الاقتحام الفوضوي إلى مقتل دبلوماسي سعودي. ووصف المرشد الإيراني الأعلى، آية الله الخميني، آنذاك، السعودية بأنها "عصابة من المهرطقين". وبعد ذلك، أسدلت الستائر على العلاقات الدبلوماسية لمدة أربع سنوات، إلى أن أسفرت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 1997 عن علاقات أكثر دفئا، وبلغت ذروتها في الاتفاق الأمني بين البلدين عام 2001.

ولكن الأمور انهارت من جديد في عام 2003، عندما أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في العراق بصدام حسين، مما أطلق السلطة السياسية للأحزاب الدينية في العراق، الموالية لإيران وأدى إلى توثيق العلاقات مع طهران وزيادة النفوذ الإيراني على جارتها.

2-أفضى الاعتداء الإيراني على إحراق السفارة السعودية وقنصليتها إلى قيام الرياض بقطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران. مما أسفر عن عواقب وخيمة لإيران، لم يقتصر العزل على السعودية فقط، بل هناك العديد من الدول التي أيدت قرار المملكة في قطع علاقاتها مع إيران، فكان أول من بادر في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي أيدت القرار وعملت على خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى القائم بالأعمال، وكذلك هو الحال مع مملكة البحرين التي أعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، والسودان أيضا قامت بطرد السفير الإيراني من بلادها، وواجهت إيران هجوماً عنيفاً وتنديداً جراء ما قامت به من اختراقات للبروتوكولات والمواثيق الدولية التي تنص على حماية سفارات الدول ومنسوبي بعثاتها أيا كان خلافها مع الدولة، إلا أنها لم تكترث إلى هذه المواثيق والاتفاقيات، فواجهت شجباً وندباً من معظم المجتمعات والمنظمات الدولية أهمها مجلس الأمن الذي عبر عن استيائه ورفضه التام لاقتحام السفارة السعودية والقنصلية العامة في إيران بوصفه اعتداءً وهجوماً سافراً، وتدخلاً في الشؤون الداخلية للسعودية وهذا ما ترفضه قوانين وأعراف مجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية.

3-وفقاً لرأي الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، والخبير بالشؤون الإيرانية، فإن إيران هي من أخطأت بحق العربية السعودية، إذ ليس من حقها التدخل فى شؤون المملكة وإدانة تنفيذ حكم على مواطن سعودي، وتعطى لنفسها حق الولاية على مواطنين سعوديين:

أ-اتسمت تصرفات إيران بطابع طائفي لا يمكن قبوله، حيث إذا كان الأمر فى إطار حماية حقوق الإنسان لكان موقف إيران قد شمل 47 آخرين تم في حقهم حكم الإعدام لكن موقفها كان بشأن نمر النمر وهو تدخل سافر فى الشأن السعودي.

ب-أن الاعتداء على السفارة السعودية فى إيران، لا يمكن أن يتم إلا بضوء أخضر من الأجهزة الأمنية الإيرانية، وهو موقف رسمي إيراني ضد المنشآت السعودية، تطلب تصعيداً سعودياً ضد هذه التصرفات.

ج-ثمة تهديدات صدرت من مسؤولين إيرانيين وقادة بالحرس الثورى الإيرانى وبرلمانيين إيرانيين وقيادات بمجلس الحكماء وهو ما تطلب تصعيداً قوياً من قبل السعوديةـ

4-بعد الخسائر السياسية التي منيت بها إيران جراء قطع العلاقات مع الرياض وأقطار عربية أخرى، أرسلت طهران برسالة إلى مجلس الأمن الدولي أعلنت فيها عن أسفها للاعتداء على السفارة السعودية، وتعهدت فيها عدم تكرار الاعتداء على البعثات الدبلوماسية، وأنّها ستقوم-حسب رسالتها-بكل الجهود لاعتقال ومحاكمة المتورطين في الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية.

5-فيما ترى الرياض بأن اعتذار إيران لايكفي، وقد أعلن ذلك مندوب المملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة "عبدالله المعلمي" في مؤتمر صحفي عقد في يوم 5/1/2016، أن الهجوم على السفارة السعودية في إيران يعد من أكبر الانتهاكات الإيرانية، وقد أعرب عن أمله بأن يتم إصدار بيان من قبل مجلس الأمن يدين به الاعتداءات الإيرانية السافرة على المملكة وتدخلها في شؤونها، كما أضاف قائلا "لا نريد اعتذاراً من إيران، وإنما نريد أفعالاً لوقف الانتهاكات".

6-إذا كان المرشد الأعلى الإيراني، على خامنئي، أول من ندد بالهجوم على السفارةالسعودية في طهران في 2 يناير/كانون الثاني، قائلا إنه "حادثة سيئة جداً وخاطئة". فإن رد فعل حسن روحاني كان مكابراً وسلبياً ومفاجئاً. وهو من ندد بالهجوم، الذي شاهده الملايين في أرجاء العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من حدوثه، وحث روحاني على بدء محاكمات سريعة للأشخاص الضالعين في الهجوم. ما لبث أن غيّر رأيه، عقب الرفض السعودي الاعتذار، فصرح قائلاً بغضب شديد: (.. إنه "حتى لو اعتذرت السعودية للدول الإسلامية مئات المرات، فلن يكون ذلك كافياً". وأضاف روحاني في مؤتمر صحفي في روما بثته وكالة إيرين الإيرانية "لماذا يجب أن نعتذر؟ لأن رجل الدين الشيعي نمر النمر أعدم هناك؟ هل ينبغي أن نعتذر لأنهم يقتلون الشعب اليمني؟ هل يجب أن نعتذر لأنهم يؤيدون الإرهابيين في المنطقة؟ هل يجب أن نعتذر لأنهم بسبب سوء إدارتهم قُتل آلاف الأشخاص في الحج؟".. "لو أنهم اعتذروا إلى البلدان الإسلامية مئات المرات، فلن يكون كافياً. إذ ينبغي أن يعتذروا أكثر. سوف نندد مرة أخرى إذا انتهكت حقوق الإنسان في السعودية، أو أعدم أشخاص أبرياء"!!

ثامناً. ملاحظات:

1-يرى كثير من الباحثين بأن قطع العلاقات بين البلدين يشكل منعطفاً خطيراً، بعد أن اتخذ التدخل الإيراني السافر في الشأن السعودي والعربي أشكالاً عدائية، وأفصح عن نوايا كانت خبيئة، ليكتسب الصراع صبغة قومية ودينية، وهو صراع تحاول فيه إيران التمدد في المنطقة من خلال نشر الفقه الخامس بنسخته الإيرانية الغارقة بالطائفية، فضلاً عن محاولاتها المستمرة على تفكيك المجتمعات العربية من خلال اللعبة المذهبية، بين أبناء الأمة وإنفاق الأموال الطائلة لفرض وجودها في العراق وسورية واليمن إضافة إلى تعزيز وجودها في إفريقيا.

2-لم يعد ثمة خيار أمام الرياض سوى اتخاذ قرار التصدي للنفوذ الإيراني خاصة في اليمن وسورية.

3-ثمة ضرورة تتطلب ثقافة لتنوير المجتمعات الشيعية بالفكر الإسلامي الصحيح ومواجهة الفكر التكفيري والمنحرف والطائفي الذي تتولاه طهران.

_____________________

[ * ] المساهمون : د. نبيل العتوم ، أ. محمد زاهد غول ، د. محمد عبدالله،  أ. محمد الراشد د. فادي شاميه ،  د. أحمد العمراني ، د. سيف الدين هاشم ، د. أحمد العطاونه، أ. أسامه شحاده، د. اسماعيل خلف الله، د. منال الريني ، د. محمد سالم بن عبد الحي بن دودو، د ـ مدّثر أحمد إسماعيل حسين الباهي،  نضال خير ، د. محمد سليم منيسيري، مركز أمية ـ وحدة الدراسات الإيرانية.

وسوم: العدد 686